أعلن رئيس قطاع الآثار المصرية، محمود عفيفي عن اكتشاف أثري مهم حول معالم أول حاكم لإقليم الفنتين في عصر الدولة الوسطى، بعد عمليات بحثت دامت 131 عامًا.
وقال عفيفي، إن اكتشاف الطريق الصاعد المؤدي لمقبرة “سارنبوت الأول” (أول حاكم لإقليم الفنتين في عصر الدولة الوسطى)، بمنطقة قبة الهواء في أسوان، تم ضمن أعمال الحفريات التي تجريها بعثة جامعة بيرمنجهام البريطانية، التي بدأت عملها بالموقع منذ بداية العام الحالي.
وأشار، إلى أنه رغم أعمال الحفريات بموقع قبة الهواء، التي بدأت على يد علماء الآثار الإنجليز العام 1885، إلا أنه لم يتمكن أحد من الوصول إلى الطريق الصاعد لمقبرة سارنبوت الأول، الأمر الذي يؤكد أهمية الكشف.
من جانبه، قال هاني أبو العزم، رئيس الإدارة المركزية لمصر العليا، إن البعثة نجحت كذلك في الكشف عن مجموعة من الأواني الفخارية موجودة داخل حفرة بجانب الطريق الصاعد مباشرة، من المرجح أنها استخدمت في حفظ مواد التحنيط خلال فترات لاحقة، لافتاً إلى أنه ستتم دراسة هذه الأواني وتحليل بقايا المواد العالقة بها، والتي من الممكن أن تبوح عن أسرار التحنيط في المستقبل.
وقال نصر سلامة، مدير عام آثار أسوان والنوبة، إن الطريق المكتشف يعتبر أطول طريق صاعد على الضفة الغربية للنهر بأسوان، تم الكشف عنه حتى الآن، حيث يبلغ طوله حوالي 133 متراً، وقد أمر “سارنبوت الأول” ببنائه ليصل حتى ضفة نهر النيل ليستخدم للوصول لمقبرته.
وأفاد سلامة، أن الطريق الصاعد، يحمل عددًا من النقوش، أهمها النقش البارز المصور على الجانب الشرقي للجدار الشمالي، ويمثل ثلاثة رجال يجرون ثورًا يتم تقديمه لسارنبوت بعد وفاته.
وأعرب الدكتور مارتن بوماس مدير البعثة الأثرية، عن سعادته بنجاح البعثة في الكشف عن الطريق الصاعد لمقبرة “سارنبوت الأول”، والذي قد يغير من ملامح منطقة قبة الهواء المعروفة منذ قرون، مضيفاً أن البعثة ستقوم بإجراء العديد من الأبحاث والدراسات حول الطريق، لإزاحة الستار عن أسرار منطقة قبة الهواء، والتي تحوي مقابر النبلاء والأمراء، وحكام الإقليم في عصر الدولتين القديمة الوسطى.