أعلنت القوات العراقية المشتركة تحرير نحو 20 قرية بالقرب من الموصل خلال الساعات الـ 24 الأولى من عملية استعادة المدينة الواقعة في شمال العراق.
واقتربت القوات العراقية من المدينة بينما تصاعد الدخان الأسود فوق موقع لتنظيم “داعش” الذي يسيطر عليها، نتيجة لحرائق أشعلها في محاولة لإعاقة توغل القوات وجعل الضربات الجوية أكثر صعوبة.
القوات الحكومية والبيشمركة تهاجم من 3 محاور
وأكد رئيس أركان الجيش العراقي عثمان الغانمي الثلاثاء 18 أكتوبر/تشرين الأول أن القوات المشتركة تواصل تقدمها من ثلاثة محاور في المعركة وفق ما خطط له، موضحا أن المعركة تسير بشكل سريع بسبب انهيار دفاعات “داعش”.
وقال الغانمي خلال تواجده مع قوات الفرقة التاسعة في المحور الجنوبي الشرقي للموصل، إن قسما من هذه القوات طوق الحمدانية وقسم آخر مستمر بالتقدم من المحاور الأخرى.
وأضاف الغانمي، أن “قوات التحالف الدولي تقدم الإسناد الجوي لنا والكل راض عن الأداء حيث ساند كل القوات المشتركة سواء قوات البيشمركة أم جهاز مكافحة الاٍرهاب وقيادة الشرطة الاتحادية بكل متطلبات المعركة من أسلحة وذخيرة”.
ويهاجم الجيش العراقي الموصل من الجبهتين الجنوبية والجنوبية الشرقية في حين تشن قوات البيشمركة هجومها على الجبهة الشرقية.
وقالت البيشمركة التي انتشرت أيضا شمالي وشمال شرقي المدينة إنها أمنت “شريطا كبيرا” من الطريق، الذي يمتد لمسافة 80 كيلومترا بين أربيل عاصمة إقليم كردستان والموصل المجاورة.
30 ألف مقاتل عراقي مقابل 8 آلاف داعشي
وذكرت وكالتا “رويترز” و”فرانس برس” أن القوات العراقية المشتركة في المعركة تتضمن نحو 30 ألف مقاتل من الجيش العراقي وقوات البيشمركة الكردية والعشائر السنية التي تعيش في محافظة نينوى حيث تقع الموصل، فيما يتحصن من 4 – 8 آلاف مسلح من “داعش” في المدينة.
ومن الجدير بالذكر أن أكثر من خمسة آلاف جندي أمريكي انتشروا في مهام دعم استشاري ولوجستي إلى جانب قوات من فرنسا وبريطانيا وكندا ودول غربية أخرى.
ورغم عدم مشاركة قوات الحشد الشعبي، في المعركة بشكل مباشر، لكنها تدعم القوات المتقدمة من خلال القصف المدفعي.
وأعلنت هيئة الحشد الثلاثاء، عن استهدافها مواقع “داعش” بقصف في منطقة في معمل المشراق للمواد الكيميائية جنوب الموصل.
وكانت مصادر دبلوماسية أكدت لـ “رويترز” أن الأطراف العراقية اتفقت على إرسال قوات الحشد إلى مدينة الحويجة في محافظة كركوك لتحريرها، بدلا من المشاركة في معركة الموصل، علما أن ذلك سيسهل من القضاء على التنظيم بشكل أسرع.
الأبعاد الإنسانية لمعركة الموصل
وبالطبع لا تمثل المعركة في الموصل، وهي المدينة الأكبر تحت سيطرة التنظيم الذي استولى على أجزاء من العراق وسوريا عام 2014، تحديا عسكريا وحسب، وإنما تحديا إنسانيا كبيرا حيث أطلقت الأمم المتحدة تحذيرات من نزوح نحو مليون شخص من الموصل وضواحيها.
وأعلنت مفوضية شؤون اللاجئين تشييدها خمسة مخيمات تستوعب 45 ألف شخص كما تعتزم إنشاء ستة أخرى خلال الأسابيع القادمة تستوعب 120 ألفا، لكن هذا ليس كافيا لاستعياب الأعداد التي يتوقع نزوحها.