برزت خلال السنوات الماضية قضايا خلافية حول تماثيل تم الكشف عنها، البعض
أثار أزمات سياسية، وأخرى أثارت أزمات مجتمعية، وهو ما دعا الكثيرين
للمطالبة بإزالتها، وهو ما حدث خلال الأيام القليلة الماضية فى إيطاليا،
بعد أن كشف رئيس الوزراء السابق جوزيبي كونتي النقاب عن تمثال برونزى،
اعتبره الكثيرون مهينا للمرأة، إذ إن التمثال يمثل امرأة ترتدي ملابس ضيقة
لتكريم قصيدة من القرن التاسع عشر، وهو ماتسبب فى اندلاع خلاف بين الجنسين.
وتم الكشف عن التمثال، الذي يصور فلاحة ترتدي ثوبًا شفافًا يبرز جسدها، يوم السبت الماضى في سابري بجنوب إيطاليا.
ويبدو أن التمثال يكرم La Spigolatrice di Sapri) ، وهي قصيدة كتبها لويجي ميركانتيني في عام 1858 عن غزو مشؤوم لمملكة نابولى، وفقا لصحيفة ديلى ميل البريطانية.
التمثال فى ايطاليا
التمثال
والقصيدة مكتوبة من وجهة نظر امرأة تعمل في الحقول في سابري ورأت أن القارب يقترب من كارلو بيساكان ورجاله البالغ عددهم 300.
المرأة التقت بيساكان ووقعا في الحب، ثم انضمت إلى القوات، وتتبعهم في القتال وتروي مذبحتهم التي لا حول لها ولا قوة.
لكن التمثال، الذي نفذه إيمانويل ستيفانو، وُصف بأنه “مسيء ومهين” في احتجاج على الإنترنت، ودعت مجموعة من السياسيات إلى هدمه.
في غضون ذلك، قال آخرون إنهم لا يستطيعون رؤية الصلة بين قصيدة ميركانتيني
والتمثال، مشيرين إلى أن القطعة يجب أن تكون بمثابة تكريم لثلاثمائة رجل
لقوا حتفهم في الغزو الفاشل.
هذه لم تكن الواقعة الوحيدة الذى يثير تمثال حالة من الجدل مابين الغضب أو
السخرية، ففى العام الماضى أثارت عملية ترميم فاشلة لتمثال في مدينة
فالنسيا في إسبانيا، موجة من السخرية على مواقع التواصل الاجتماعي وطالت
البحث عن هوية الفنان صاحب هذا العمل السيئ، حيث شهد الترميم الفاشل
للتمثال في إسبانيا حالة من الاستياء من الفنان وعمله، وسط تعليقات على
مواقع التواصل وتشبيه سكان فالنسيا التمثال بشخصيات أخرى من وحي السياسة.
التمثال بعد التعديل
التمثال فى اسبانيا
التمثال قبل وبعد التعديل
ونشرت شبكة CNN، تقريرًا عن التمثال الذي تحول من
فتاة مبتسمة إلى مشهد لكمة عالمية، حيث أثار هذا الترميم الفاشل لشخصية فوق
مبنى في مدينة فالينسيا في إسبانيا الانتقادات، وتم علاج هذه المشكلة ولكن
مع النتائج مشكوك فيها، وأطلق رواد السوشيال ميديا على التمثال لقب “رأس
البطاطا في فالينسيا”.
ولقت عيون التمثال الموجة الأكبر من مشاهد السخرية الكبيرة، وربما تمت
عملية الترميم منذ سنوات ولكن الآن فقط اصبح الفنان المحلي على دراية برد
فعل الناس من عمله، ونشرت الصور على فيس بوك وانتشرت بسرعة مع التعليقات
الساخرة، وذكر هذا الترميم سكان فالنسيا بهذا الفشل الذريع لعملية الترميم
من مدن اخرى في اسبانيا.
وفى واقعة أخرى عاد تمثال رئيس وزراء بريطانيا الراحل وينستون تشرشل ليثير
الجدل داخل المكتب البيضاوي في البيت الأبيض في أول أيام عمل الرئيس
الأمريكي الجديد جو بايدن، في خطوة رصدتها صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية،
بعد سنوات من الانقسام بشأن هذا التمثال النصفي.
بدأ تمثال تشرشل يثير الجدل في البيت الأبيض في عهد الرئيس الأمريكي
الأسبق باراك أوباما، حينما أصدر قرار بإزالته في عام 2009، والاستعاضة عنه
بتمثالين للرئيس الأمريكي الراحل إبراهام لينكولن، وزعيم حركة الحقوق
المدنية في الولايات المتحدة مارتن لوثر كينج.
وفي عام 2017، ومع تنصيب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، كان تمثال
تشرشل علي موعد مع العودة مجدداً إلى البيت الأبيض بعدما أوعز ترامب حينها
بإعادة التمثال النصفي إلى المكتب البيضاوي في البيت الأبيض في ليلة
تنصيبه.
ومع دخول بايدن البيت الأبيض، وفي أقل من 24 ساعة كانت ملامح البيت الأبيض
قد تبدلت بشكل لافت مجدداً رصدته صحيفة وواشنطن بوست وفي مقدمة التعديلات
التي جري الإقدام عليها إزالة تمثال تشرشل مجدداً.
تمثال تشرشل
ومن جهة أخرى يبدو أن تمثال مارلين مونرو المقرر وضعه أمام متحف بالم
سبرينجز للفنون أمامه الكثير من المعارضين، وحسب التقارير الجديدة يعتقد أن
عددا من سكان بالم سبرينجز لن يحبوا وضع التمثال على الإطلاق، لكن بعض
أصحاب الأعمال يقولون إن شخصية مثلها ستساعد في جذب السياح، وقد أدى الجدل
إلى تقسيم المدينة.
وحسب موقع variety كان من المقرر أن يتم تثبيت
التمثال أمام المتحف بحلول نهاية الصيف ، لكن دعوى قضائية رفعها سكان
يعترضون على وضع التمثال منعت التثبيت ، وتلك الدعوة تشق طريقها عبر نظام
المحاكم، مع تحديد جلسة أخرى في 20 يوليو.
تمثال مارلين مونرو
وكان من المقرر أن يعود تمثال مارلين مونرو الشهير إلي مدينة بالم سبرينجز ، حسبما أكد موقع people، فبعد سبع سنوات سيعود التمثال البالغ طوله 26 قدمًا والذي يحمل عنوان Forever Marilyn، والذي يصور أيقونة هوليوود في فستان أبيض متوهج ، إلى Palm Springs بشكل دائم. ومع ذلك انتقد الكثيرون وضعها المستقبلي في المدينة ، بينما وصف آخرون القطعة التذكارية بأنها متحيزة ضد المرأة.