كشفت مصادر في ولاية هلمند بجنوب أفغانستان أن 32 شخصا، بينهم 17 جنديا من الجيش الأفغاني، لقوا مصرعهم بقصف جوي أمريكي على سجن تابع لحركة طالبان بمديرية ناد علي قبل يومين.
ونقلت وكالة “بجواك” الأفغانية، السبت 27 أغسطس/آب، عن مصدر في مشفى الطوارئ “ايمرجنسي” بمدينة لشكرغاه أن 3 مصابين نقلوا إلى المشفى ، فيما تم إيصال 12 جثة لمشفى بوست من محل الحادثة. ولم يوضح المصدر ما إذا كان هؤلاء من المدنيين أم من الجنود.
وقال أحد الجرحى ويدعى محمد نبي (30 عاما) في حديث لـ”بجواك”، إنه “جندي بالجيش الأفغاني أسرته طالبان برفقة 6 جنود خلال المعارك في مديرية (ناد علي) منذ شهر تقريبا”.
وأضاف نبي: “قبل يومين وبعد صلاة العصر تم استهداف المكان الذي كنا نتواجد فيه، ما أدى إلى مقتل 7 جنود من الجيش الافغاني و11 شرطيا و8 مدنيين كانوا محتجزين لدى حركة طالبان، وكانت مراقبتهم تجري من قبل 7 عناصر بالحركة”.
إلى ذلك رفض، الناطق باسم حاكم ولاية هلمند، عمر زواك، التعليق على هذه الانباء، مصرحا لوكالة “بجواك” بأن البيان الإعلامي الصادر عنهم(حاكمية الولاية) أمس الجمعة، والذي أعلن عن مقتل 24 مسلحا من طالبان جراء الغارات المذكورة، يمثل وجهة النظر الحكومية.
لكن أحد سكان المنطقة الذي طلب عدم ذكر اسمه، كشف لـ”بجواك” أنه أخرج مع زملائه 27 جثة من تحت الركام والأنقاض بعد القصف.
وقد أكد غول آغا مسلم، عضو المجلس المحلي في الولاية، مقتل مدنيين كانت تحتجزهم “طالبان”، بالإضافة إلى جنود الجيش والشرطة، في الغارات الأمريكية.
بدورها، ادعت حركة “طالبان”، في بيان، مصرع 22 جنديا في القصف على سجن تديره الحركة، مشيرة إلى أنه “كانت هناك مفاوضات جارية من أجل إطلاق سراحهم (العناصر من قوات الأمن) قبل يوم من وقوع الهجوم الجوي”.
“طالبان” تسيطر على منطقة استراتيجية شرق أفغانستان
من جانب آخر، تمكن مسلحو “حركة طالبان” يوم السبت 27 أغسطس/آب من السيطرة على مديرية “جاني خيل” في ولاية بكتيا شرق أفغانستان بشكل كامل، وذلك بعد مواجهات عنيفة مع القوات الأمنية الأفغانية.
ونقلت محطة “آريانا نيوز” عن عضو في المجلس المحلي لولاية بكتيا، لم تسمه، تأكيده سيطرة المسلحين على المديرية، بعد أن تكبدت القوات الأمنية وعناصر “طالبان” خسائر كبيرة في الاشتباكات العنيفة، التي دارت بينهم. وقد بات مسلحو “طالبان” يهددون طرقا استراتيجية توصل البلاد بباكستان.
وبحسب تقارير إعلامية، فإن من بين القتلى قائدا بـ”حركة طالبان باكستان” يدعى حافظ رشيد.
كما أكد الناطق باسم “حركة طالبان” الأفغانية، ذبيح الله مجاهد، عبر موقع “تويتر”، استيلاء الحركة على مديرية “جاني خيل” وادعى مقتل عشرات العناصر الحكومية وغنيمة كميات من الأسلحة والآليات والمدرعات، فيما اعترف بمقتل 4 من عناصر الحركة وإصابة 6 في المعارك.
وكان مسلحو “طالبان” سيطروا مطلع الأسبوع الماضي لفترة وجيزة على مديريتي “خان آباد” بولاية قندوز و”خواجه غار” بولاية تخار بشمال البلاد.
وتشهد عدة ولايات أفغانية، لاسيما بكتيا ولوغار، حضورا لمجموعات مسلحة متشددة أبرزها “طالبان” التي تسيطر على عدة مناطق في شمال أفغانستان، في سابقة هي الأولى من نوعها منذ اجتياح القوات الأمريكية لأفغانستان عام 2001، علما بأن هناك مناطق متفرقة في أفغانستان تشهد أوضاعا أمنية مضطربة، وخاصة في الأشهر الأخيرة.
وتعاني البلاد تدهورا أمنيا نتيجة سيطرة “طالبان” على مساحة واسعة من المناطق الريفية، لتستخدمها بعد ذلك نقطة انطلاق لشن هجمات على معظم مدن أفغانستان، في الوقت الذي يزداد فيه أيضا نفوذ تنظيم “داعش” في عدة مناطق من أفغانستان.