يعد الاندماج النووي خطوة أقرب إلى الواقع بعد أن اختبر العلماء مغناطيسًا
أقوى 12 مرة من تلك المستخدم في التصوير بالرنين المغناطيسي، على أمل تشغيل المفاعلات بحلول عام 2030، ولكن ما هو الاندماج النووى من الأساس ولماذا هو مهم لكى
يعمل العلماء على تحويله لواقع قريبا؟
وفقا لما ذكرته صحيفة “ديلى ميل” البريطانية، على عكس تقنية الانشطار النووي،
يكرر الاندماج العملية في قلب النجوم، وينتج طاقة نظيفة ومتجددة بدون
النفايات السامة، فإن مفاعلات الانشطار الحالية تنتج نفايات مشعة وفي بعض
الأحيان حالات انصهار كارثية، لذلك يقول مؤيدو الاندماج إنه يوفر إمدادًا
نظيفًا وغير محدود فعليًا من الطاقة.
ويحاكي الاندماج عملية تحدث بشكل طبيعي في النجوم لدمج ذرتين من
الهيدروجين معًا بدلاً من تقسيم الذرات، وفي هذه الحالة يستخدم الديوتيريوم
والتريتيوم، وينتج ذرة الهيليوم بالإضافة إلى حمولة كاملة من الطاقة.
ويتطلب تحقيق الاندماج كميات لا يمكن تصورها من الحرارة والضغط، وتتمثل
إحدى الطرق لتحقيق ذلك في تحويل الهيدروجين إلى غاز مشحون كهربائيًا أو
بلازما، والتي يتم التحكم فيها بعد ذلك في غرفة مفرغة على شكل كعكة دائرية،
ويحدث ذلك بمساعدة مغناطيسات قوية فائقة التوصيل.
وطور علماء معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT)، بالتعاون مع أنظمة كومنولث فيوجن (CFS) التي يدعمها بيل جيتس المغناطيس، الذى يعد أقوى مغناطيس فائق التوصيل بدرجة حرارة عالية في العالم، وتم اختباره في مركز MIT Plasma Science and Fusion Center في كامبريدج بماساتشوستس، للمساعدة في هذا الأمر.
هذا مهم لأنه ينتج مجالًا مغناطيسيًا قويًا مطلوبًا لعملية الاندماج، بينما يستهلك فقط 30 واط من الطاقة.
وعندما يستخدم فريق معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا هذه المغناطيسات لبناء
أول آلة اندماج، تُعرف باسم توكاماك، فمن المتوقع أن تولد طاقة أكثر مما
تستخدمه لبدء التشغيل، كما أنه أثناء الاختبار، وصل المغناطيس في معهد
ماساتشوستس للتكنولوجيا إلى 20 تسلا، وهي وحدة قياس تُظهر قوة المغناطيس،
وسميت على اسم المهندس نيكولا تيسلا.
وقال معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا إن النقطة التي تتطلب طاقة أقل لبدء
التفاعل الذي ينتج عنه والحفاظ عليه، تجعل الأمر أسهل لمحاولة “خلق طاقة
شمس على الأرض” وتوفير طاقة أنظف وأكثر أمانًا ومتجددة.