افتتح الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة،
صباح اليوم، الثلاثاء، المؤتمر العلمي الدولي العاشر لكلية الصيدلة تحت
عنوان: “الابتكارات في مجال الاستدامة الدوائية لمواجهة أفضل للجائحة في
المستقبل” بحضور الدكتورة أمنية خليل عميدة كلية الصيدلة، ووكلاء الكلية
ورؤساء الأقسام، وبمشاركة وفد من هيئة الدواء المصرية برئاسة الدكتور تامر
عصام، ونخبة من الأساتذة والباحثين من داخل مصر وخارجها.
وقال الدكتور الخشت، فى بيان صادر عن جامعة القاهرة بتفاصيل المؤتمر ، إن
أهمية المؤتمر تأتي من أهمية الحديث عن الإبتكارات في صناعة الأدوية،
والانطلاق من مفهوم الابتكار الذي يأتي ضمن خصائص الجيل الرابع، مشيرًا إلى
ما تم استهدافه منذ أغسطس 2017 في التحول إلى جامعات الجيل الثالث وهو ما
نجحت فيه جامعة القاهرة على مدار 4 سنوات وفق خطة استراتيجية، موضحًا بدء
دخول الجامعة إلى جامعات الجيل الرابع مع إنشاء كلية النانو تكنولوجي،
وتحول كلية الحاسبات والمعلومات إلى كلية الحاسبات والذكاء الاصطناعي،
وبالتالي أصبحت جامعة القاهرة في قلب جامعات الجيل الرابع التي تقوم على
التخصصات المتعددة.
ولفت الدكتور الخشت، إلى نجاح الجامعة في تشكيل فريق بحثي لبحث الأدوية
المتعلقة بفيروس كورونا، وكان نتائجها أن الفرق البحثية للجامعة أنتجت 25%
من إنتاج مصر من بحوث فيروس كورونا والتجارب السريرية، مشيرًا إلى تقدم
جامعة القاهرة وكلية الصيدلة في التصنيفات العالمية بشكل غير مسبوق، مشيدا
بدور كلية الصيدلة المتميز وبما لديها من كفاءات كبيرة.
وأكد رئيس جامعة القاهرة قدرة الجامعة على النظرة إلى المجال العلمي
الواسع للتخصصات، حيث أن العلوم الصيدلانية ليست منعزلة عن العلوم الطبية،
مشيرا إلى أن فكرة تقسيم العلوم والتعامل معها كجزر منعزلة مشكلة كبيرة
تترتب عليها أخطار متعددة، مؤكدًا أننا اليوم في قلب التخصصات المتعددة
والتي تعد من خصائص جامعات الجيل الرابع. وهذه هي الفلسفة التي حكمتنا في
تشكيل الفرق البحثية من تخصصات متعددة في مارس ٢٠٢٠ لمواجهة كورونا
المستجد.
وأشار الدكتور الخشت، إلى وجود علاقة بين الأدوية والنظام البيئي، مقترحًا
أن يكون المؤتمر القادم حول التنوع في الأدوية وفق النظام البيئي ووفقًا
لطبيعة الميكروبات المحيطة وايضا النظام الميكروبي داخل الجسم، ومراعاة
السياق المحلي في العلم، موضحا ضرورة مراعاة الثقافة العلاجية للمجتمع
المصري ومراعاة النظام البيئي في الدراسات الدوائية، وأن تكون الدراسات
الصيدلانية بها جزء طبي لإحداث التكامل في العلوم والدراسات.
وتابع رئيس جامعة القاهرة، أن الاستثمار في مصر عانى منذ عقود بسبب التوجه
بشكل كبير إلى الاستثمار العقاري، موضحًا ضرورة عمل نظام اقتصادي قوي يقدم
البديل في مجالات الاستثمار، وأن تتصدر صناعات الأدوية بوصفها صناعات
عالمية بما يستلزم حدوث طفرة كبيرة بها في مصر، خاصة وأن مصر تمتلك علماء
في هذا التخصص، والذي لابد من الاستثمار فيه بما يساهم في إحداث طفرة كبيرة
في الاقتصاد المصري.
من جانبها قالت الدكتورة أمنية خليل عميدة كلية الصيدلة، إن المؤتمر
يتزامن مع مواجهة مصر والعالم كله أزمة في منتهى الخطورة وهي جائحة كورونا
وآثارها القريبة والبعيدة المدى، مشيرة إلى أن الجائحة غيرت وجه العالم
وبالأخص المؤسسات الأكاديمية التي تواجه تحديات غير مسبوقة في هذه الفترة
والتي يتم التعامل معها بإجراءات عديدة بما لا يؤثر على جوهر العملية
التعليمية ومتطلباتها.
وأوضحت عميدة كلية الصيدلة، أن المؤتمر يناقش هذا العام على مدار يومين
سبل تحسين نوعية الرعاية الصيدلانية من خلال أنظمة الرعاية الصحية أثناء
انتشار الوباء، وتحديد الأولويات الممكنة لوضع بروتوكولات واستراتيجيات
محلية بمعايير عالمية لتحسين فعالية الأدوية وسلامتها، وتشجيع الابتكار
وتقييم وإعادة تشكيل الوضع الحالي لضمان استجابة أفضل ومستدامة في مواجهة
الأوبئة في المستقبل.
واستعرض الدكتور تامر عصام رئيس هيئة الدواء المصرية، اسباب نشأة الهيئة
بتوجيه من القيادة السياسية عام 2019، في إطار قدرة الدولة المصرية على
العمل بكفاءة في كل الاتجاهات والصناعات، والمحافظة على الأمن القومي،
وبهدف بناء الإنسان المصري، مشيرًا إلى أن وظيفة الهيئة تتمثل في تنظيم
وتنفيذ ومراقبة جودة وفاعلية المستحضرات والمستلزمات الطبية المنصوص عليها
بأحكام قانون إنشاء الهيئة، بالإضافة إلى كونها شريكة في صناعة الدواء.
وأوضح رئيس هيئة الدواء المصرية، أن مصر هي الدولة الوحيدة في الشرق
الأوسط التي تصنع أدوية كوفيد بنسبة 100% بالإضافة إلى تصنيع أول جهاز مصري
100% للتنفس الصناعي.
وتحدث الدكتور تامر عصام رئيس هيئة الدواء المصرية عن “المعمل المرجعي”،
والذي يعد المعمل الأكبر والأحدث من نوعه في مصر، حيث يضم العديد من
التقنيات الحديثة في مجال صناعة الدواء لمساعدة الشركات الصغيرة التي لا
تستطيع تحمل تكلفة البحث والتطوير في مجال المستلزمات الطبية.
جدير بالذكر أن مؤتمر كلية الصيدلة يسلط الضوء على التأثير العالمي لكوفيد
19 على الصحة العامة والمجتمع والاقتصاد لفهم مختلف الأدوات والخطوط
الاسترشادية وغيرها لدعم القطاعات الطبية التي تكافح الحالات المعتدلة
والشرسة في الجائحة، وتأثير العدوى على الرعاية الصحية من حيث الحجم
الوبائي وربطها بعناصر اقتصاديات الدواء وانعكاسها على سلامة المرضى وتكلفة
علاجهم.