تمر اليوم الذكرى الـ 53 على رحيل أحد أشهر كوميديانات السينما المصرية،
فنان أمتعنا في دور الرجل الثاني وصديق البطل، واستطاع في كل شخصياته أن
يرسم الابتسامة ويدخل البهجة على قلوب المشاهدين بأداء بسيط ولكنه ساحر،
إنه الفنان “عبد السلام النابلسي”.
يوليو عام 1968، بزغت نجوميته الفنية في مصر من خلال فرصته الأولي علي يد
السيدة آسيا في فيلم “غادة الصحراء” عام 1929، ومن بعدها سطع نجمه أكثر
وقدم عشرات الأدوار التي حفرت في ذاكرة المشاهد العربي، وأصبحت أفلامه
أيقونة من أيقونات الكوميديا، لكن يبدو أن الحظ خالفه واستوقف مسيرته،
وجعله يترك مصر بشكل مفاجئ ويرحل قبل وفاته بفترة قليلة.
ولم يكن يعلم الكثيرون سبب رحيله إلى أن أوضحته الفنانة اللبنانية الراحلة
جورجيت النابلسي خلال إحدى لقاءاتها التلفزيونية، حيث أكدت فى حديثها أن
مصلحة الضرائب حجزت على أموال الفنان الراحل عام 1963 أي قبل رحيله بخمس
سنوات فقط، على خلفية إفلاس أحد البنوك التي كان يضع فيها كل أمواله، وفشل
فى استعادتها بسبب كونه أحد المساهمين فيه، وأثناء تلك الفترة طلبت الضرائب
مبالغ ضخمة لم يكن فى استطاعته تسديدها، ليترك على أثرها البلاد، موضحة
إنه على الرغم من ذلك لم يكن لديه مشكلة مع مصر وكان دائما يردد “أنا لحم
كتافي من خير مصر”.
الكبير يوسف السباعي لحل الأزمة والذى وعده بمحاولة التدخل لحلها، وبعدما
سافر إلى بيروت وأثناء إقامته هناك أقامت السفارة المصرية هناك حفل حضرته
كوكب الشرق أم كلثوم وسألته “فينك من مصر وحشتنا” فطلب منها التوسط لحل
أزمته، لكن يبدو أن القدر لم يمهله الكثير، فبعد تلك الحفل سافر إلى تونس
لتصوير دوره فى إحدى الأفلام مع وحش الشاشة الفنان الكبير فريد شوقي
والشحرورة صباح، وعاد بعدها إلى بيروت ليلفظ هناك أنفاسه الأخيرة بعد رحلة
فنية كبيرة ومليئة بالأبداع تمنى أن ينهيها من معشوقته مصر، التي كانت أول
من ساهم في نجوميته، وشهدت علي مسيرته الطويلة.