“أبطال القارة العجوز”، حلقات دورية تتحدث عن أبطال كل نسخة من نسخ بطولة
كأس الأمم الأوروبية منذ بداياتها عام 1960 وحتى آخر نسخة أقيمت في فرنسا،
وتقام النسخة الـ 16 من بطولة اليورو فى 11 مدينة أوروبية، ونستعرض المنتخب
الفائز بكل نسخة وأبرز لاعبيه والمباريات التى خاضها.
من حيث تخلل الخلافات السياسية فيها، أو من حيث نظام خروج المغلوب حيث لم
يكن قد تم استحداث نظام المجموعات، إلا أنها شهدت ولادة عدة منتخبات قوية
أبهرت عشاق كرة القدم، وعلى رأسها إسبانيا التي تمكنت من الانتقام من
غريمها الاتحاد السوفيتى الذى انسحبت من ملقاته في بطولة أمم أوروبا
الماضية بسبب الخلافات السياسية ورفض حاكم إسبانيا “فرانكو” ذهاب منتخب
بلاده للاتحاد السوفيتى للعب مباراة الذهاب في موسكو، ولكن هذه المرة أراد
الانتقام واستغل إقامة مباريات المربع الذهبى في مدريد وبالتحديد في ملعب
سنتياجو بيرنابيو – معقل الفريق الملكى ريال مدريد – .
البطولة مع انسحاب منتخب اليونان بعد أن أوقعته القرعة أمام منتخب ألبانيا،
ووقتها كانت قد نشبت حرب بين البلدين، اضطرت بعدها اليونان الانسحاب من
البطولة.
بالعديد من النجوم، ولكن حينها كان هناك منتخبان أقوياء للغاية ومرشحان فوق
العادة للحصول على اللقب، على رأسهما المجر بنجومها فيرينك بينى وديسزو
نوفاك، وكومورا وفاركاش، وغيرهما من النجوم الكبار، بجانب الاتحاد
السوفيتى حامل لقب النسخة الماضية، والذى كان أيضا مرشحا بقوة للحفاظ على
لقبه بنجومه خوساينوف وإيفانوف وبونيدلنيك وفورونين، بجانب حارسهم العملاق
ياشين، ولكن إسبانيا كان لها رأيا آخر، مع استغلال عامل الأرض والجمهور
لتحصل على أول لقب قارى لها، خاصة أن منتخب إسبانيا خلال تلك الفترة كان
أيضا مسلحا بالعديد من النجوم وعلى رأسهم خيسوس بيريدا.
طريق المنتخب الإسبانى في البطولة لم يكن مفروشا بالورود، خاصة عندما يجد
المنتخب الإسبانى نفسه مضطرا لملاقاه المرشح الأول للبطولة المنتخب المجرى،
وبالفعل يتقدم المنتخب الإسبانى في المباراة عبر نجمه خيسوس بيريدا رغم
أنه كان لاعب خط وسط ولكنه دائما ما كان يحضر في اللقاءات الصعبة
والتاريخية لبلاده، ولكن قبل نهاية المباراة بـ 6 دقائق حطم المنتخب المجرى
آمال اللاروخا، بهدف التعادل فارضا عليه الذهاب للأشواط الإضافية التي
ابتسمت في النهاية لصالح الإسبان من خلال أقدام المهاجم أمانسيو، ويلاقى في
النهائي غريمه اللدود الاتحاد السوفيتى الذى انسحب أمامه منذ 4 سنوات.
للمنتخبين كانا في أول 8 دقائق، فالإسبان ينتظرون بفارغ الصبر أن يحمل قائد
منتخبهم الكأس الأوروبية في ملعب سانتياجو برنابيو، ويدين الإسبان للاعب
لويس سواريز بالفضل في الفوز باللقب، رغم أنه لم يحرز أي من أهداف المنتخب
سواء قبل النهائي أو في النهائي إلا أن الأهداف كانت من صناعته، حيث كان
سواريز أفضل نجوم منتخب الإسبان خلال تلك الفترة، حيث دخل البطولة وهو حاصل
على لقب دورى أبطال أوروبا مع انتر ميلان، ليحصل على لقبين قارين في ذات
العام الأول مع ناديه والثانى مع منتخب بلاده.
بداية المباراة كان سريعة عبر مايسترو خط منتخب إسبانيا خيسوس بيريدا في
الدقيقة 6 من اللقاء ولكن بعدها بدقيقتين تمكن الاتحاد السوفيتى عبر نجمه
خوساينوف من تعديل النتيجة، وبينما المباراة تتجه نحو النهاية أطلق المهاجم
الإسبانى مارسيلينو رصاصة الرحبة في قلب السوفيت على ملعب الإسبان، في
الدقيقة 84 معلنا فوز إسبانيا بأول لقب قارى في تاريخها.
هذه البطولة كانت شاهدة على ولادة العديد من النجم وإبراز نجومية آخرين،
على رأسهم لويس سواريز، والذى لم يختلف كثيرا عن النجم الأوروجوياني الحالي
لويس سواريز الذى مكن بلاده أيضا من حصد كوبا أمريكا قبل 10 سنوات من
الآن، كما كانت البطولة شاهدة على ولادة المهاجم الإسبانى مارسيلينو .
تتميز هذه البطولة أن النهائي كان بين عدوين في تلك اللحظة، إسبانيا
بقيادة فرانكو، والاتحاد السوفيتى أحد قطبى العالم في هذه الأونة، وبالتالي
كان فوز الإسبان بالبطولة على حساب الاتحاد السوفيتى وفى العاصمة مدريد
مزاق خاص للإسبان وهو ما زاد من فرحة الجماهير الإسبانية.
هذه الفترة، وتمكن من الحصول على أفضل لاعب في البطولة، بسبب أدائه المبهر
في مباريات بلاده، وقبلها كانت نتائجه الرائعة مع انتر ميلان.