عانى كثيرًا، وراحت الأضواء تخفت من حوله يومًا بعد يوم، وراح رفقاء الأمس
يرحلون، قبل أن يرجل هو فى 24 مايو 1972، ونتوقف مع حالته فى الأيام
الأخيرة حسبما ذكرها كتاب “إسماعيل ياسين سيرة درامية” لـ ماهر زهدى.
يقول الكتاب تحت عنوان “شريط الذكريات”
يذهب إسماعيل ياسين إلى الإسكندرية لعله يجد فى هوائها نسمة ترد لقلبه
الهدوء ولنفسه الراحة، وفى الإسكندرية حيث الهدوء والراحة وأمام شاطئ البحر
يستعرض تاريخ حياته منذ بدأ رحلة الهروب من السويس بحثًا عن مكان للأضواء
فى القاهرة.
ويقول الكتاب تحت عنوان “الاستعداد للنهاية”
بدأ إسماعيل ياسين فى هذه الفترة يشعر بدنو أجله، خاصة بعد أن زاد عليه
المرض، ومنعه داء “النقرس” من معشوقته اللحمة، وكان يقول ذلك لابنه ياسين
وهو يضحك:
أنا بدأت حياتى وأنا نفسى فى حتة لحمة.. أو حتة فرخة.. ويظهر أن حياتى هتنتنهى برضه وأنا نفسى فيها.
حطام الدنيا سوى الجنيهات الستة، وكيف كان ينام فى المساجد ويأكل مع
المجاذيب، وكيف شق طريقه على الشوك ثم كيف تحولت الحياة من دمعة حزينة إلى
بسمة كبيرة حت أصبح ملك السينما والمسرح المتوج، وكيف بدأ العد التنازلى،
حتى تآمرت الدنيا ونسيه الناس.
لأنى محضر للموت ألف نكتة، وأول ما أحس بيه داخل عليه، هفضل أقول نكت
لنفسى علشان أفضل أضحك، وزى ما عشت أضحك الناس .. أموت وأنا بضحك.
ويعود من الإسكندرية إلى القاهرة يوم 23 مايو 1972 ويمضى أمسيته مع أسرته،
حيث لم يتوقف ليلتها عن إلقاء النكات عليهم، يضحك ويضحكون حتى سالت الدموع
من عينيه، ومع الساعات الأولى من صباح يوم 24 مايو يسلم إسماعيل ياسين
الروح وهو مبتسم.