الفوازير من الفنون التي ارتبط بها المصريون على مدار سنوات وسنوات في شهر
رمضان، والتي بدأت من سبعينيات القرن الماضي حتى التسعينيات، لم تنقطع
خلال هذه الفترة عامًا عن المصريين، وكان السبب في ذلك هو المخرج الكبير
فهمى عبد الحميد، الذي أبدع في إخراج الفوازير مع كبار النجوم بداية من
نيللي عام 1974، والتي استمرت 7 سنوات، حتى رأي ضرورة تجديد دماء الفوازير
بنجم مختلف، فوقع اختياره وقتها على سمير غانم الذي استمر أعوام 82 و83
و84.’
المخرج فهمى عبدالحميد ونيللى
جاءت أيضًا البداية الحقيقية لشيريهان علي يد المخرج فهمي عبد الحميد
فقدمت معه فوازير “ألف ليلة وليلة” للتلفزيون على مدار ثلاث سنوات “85 و86
و1987″، حتى رأي ضرورة عمل بعض التغييرات في الفوازير فكان الاختيار قد وقع
عام 1988 على الثلاثي يحيى الفخراني وصابرين وهالة فؤاد لتقديم الفوازير
وجاء التعاون لأول مرة مع الكاتب الساخر يوسف عوف وتم تقديم الفوازير لأول
مرة بشكل كوميدي وبداخلها فزورة يكتبها عبد السلام أمين، وفي عام 1989
انضمت الفنانة ليلى علوي إلى حلقات “ألف ليلة وليلة” وكانت منفصلة عن
الفزورة التي قدمها الفنانان مدحت صالح وشيرين رضا.
فهمى عبدالحميد وشريهان
توفى رائد الفوازير فهمى عبدالحميد في عام 1990، أثناء تصوير فوازير عالم
ورق لنيللى، ليستكملها وقتها مساعده جمال عبدالحميد، ورغم استمرار الفوازير
بعد رحيل رائدها الحقيقي عدة سنوات، إلا أنها قد فقدت الكثير من مذاقها،
حتى توقف تمامًا بسبب غياب المنتجين لارتفاع تكلفتها وأيضا غياب الفنان
الاستعراضي القادر على تقديم هذا النوع الذي ارتبط به المصريون.
ويعتبر الفنان فهمى عبدالحميد من أوائل المخرجين الذين استخدموا الخدع
البصرية في الفوازير والتي لم تكن متقدمة كما هو الحال الأن، ويقول الفنان
الراحل في أحد لقاءاته الصحفية: “أن 90 ثانية على الشاشة قد يحتاج عمل أكثر
من 15 ساعة متواصلة لكي تظهر الخدعة بشكل متقن دون أخطاء، لأن ظهور أخطاء
على الشاشة تعنى سقوط العمل تماما.”
وتحدث عبدالحميد عن معايير اختيار نجوم الفوازير قائلاً: “الأمر مرهق جدًا
فمسألة اختيار الفنان القادر على أداء الكلمات كما هي لا يطلب حذف أو
تعديل، والفنان الذي يمتلك السحر الذي يطغى على الشاشة، والفنان المقتنع
بالفكرة المعروضة عليه وغيرها من الأمور لذلك كان الاختيار صعب”.
ويؤكد فهمى عبدالحميد أن النجاح كان مسئولية إضافية عليه، قائلا: “كل سنة
بيزيد خوفي ..كل ما بننجح أكتر بنخاف أكتر.. الناس بتكون مستنية منك
الأفضل.”