تحتفل الكنائس الأرثوذكسية والكاثوليكية والأسقفية بيوم خميس العهد ضمن أسبوع الآلام،
الخميس القادم، حيث يعتبر وفقا لما جاء بالإنجيل ذكرى العشاء الأخير ليسوع
المسيح مع تلاميذه، ووعظ فيهم بأن يحبوا بعضهم البعض كما أحبهم هو وترك
لهم وصيته.
وخلال السطور التالية نوضح أبرز أحداث يوم خميس العهد طبقا لعقيدة الكنيسة الوطنية:
يسوع يغسل أرجل تلاميذه وسر التناول
قال يسوع لأحد تلاميذه خلال العشاء الأخير أن من ضمن الحضور سيسلمه فحزنوا
كثيرا وعندما كان يناول يسوع الخبز لتلاميذه كان من بينهم يهوذا الذى سلمه
بعد ذلك.
وقال فى حديثه لتلاميذه “كان خيرا لذلك الرجل لو لم يولد”، وذلك في إشارة
إلى يهوذا للتراجع عن موقفه فسأله يهوذا هل أنا يا سيدى فرد عليه يسوع “أنت
قلت” ومع ذلك لم يشك فيه أحد من التلاميذ واستبعدوا الفكرة عن يهوذا.
ذكرى العشاء الأخير
وجاء فى الكتاب المقدس أنه يوم قدّم فيه الرب يسوع جسده الحامل الحياة
الأبدية وقوة القيامة لتلاميذه “أنا هو خبز الحياة – هذا هو الخبز النازل
من السماء لكى يأكل منه الإنسان ولا يموت – أنا هو الخبز الحى الذى نزل من
السماء إن أكل أحد من هذا الخبز يحيا إلى الأبد – والخبز الذي أنا أعطى هو
جسدى الذى أبذله من أجل حياة العالم” “مَنْ يأكل جسدى ويشرب دمى فله الحياة
الأبدية وأنا أقيمه فى اليوم الأخير لأن جسدى مأكل حق ودمى مشرب حق… من
يأكلنى يحيا بى”.
وذكر الإنجيل أن فى هذا اليوم ما وعد به الرب لذلك قال لتلاميذه حين
أعطاهم الخبز: “خذوا كلوا هذا هو جسدى” وحين أعطاهم الكأس قال: “اشربوا
منها كلكم لأن هذا هو دمي الذى يُسفك من أجل كثيرين لمغفرة الخطايا” وبذلك
يكون قد قدَّم لهم دمه الكريم المسفوك على الصليب والذى به سَدّدَ ديون
البشرية كلها منذ آدم إلى نهاية الدهور.
طقوس الكنيسة في خميس العهد
رتبت الكنائس تقليد الصلاة على ما تُسمى “صلاة اللقان” ، وبعد الصلاة يقوم الآباء الكهنة والأساقفة بغسل أرجل جميع الشعب.
وتعتبر صلاة اللقان إحدى الصلوات المرتبطة بخميس العهد أيضًا، و كلمة
“اللقان” اسم يونانى للإناء الذى يوضع فيه الماء للاغتسال، وتعنى وعاء،
وتوجد نماذج له فى كنائس مصر القديمة على شكل وعاء من الحجر أو الرخام،
مثبت فى أرضية الكنيسة، بينما توضع المياه فى الوقت الحالى فى وعاء عادى،
ويصلى عليها الكاهن.
بالأعياد ذات الصلة بالماء، حيث تهدف الكنيسة من طقس اللقان فى عيد
الغطاس، أو “الظهور الإلهى”، أن تتذكر معمودية السيد المسيح، وفى قداس
“خميس العهد” يقام اللقان، لتذكر تواضع السيد المسيح حينما انحنى ليغسل
أرجل تلاميذه، ويقام الطقس نفسه فى عيد الرسل، لأن الرسل تشبهوا بالمسيح فى
الخدمة
.
جدير بالذكر أن البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة
المرقسية، وجه الأباء كهنة كنائس قطاعات القاهرة والإسكندرية، بالإلتزام
بمراجعة أسماء المصلين المسجلة أسماؤهم فى كشوف الحاجزين للصلاة (كلٌ في
كنيسته)، والإعتذار بشكل قاطع لمن يعلمون بإصابته أو إصابة أحد أفراد أسرته
بفيروس كورونا حاليًا أو مؤخرًا، عن عدم استقبالهم للصلاة فى الكنيسة،
واستبعاد أسمائهم من الكشوف.
وأكد البابا، أن الأمانة تقتضي على الجميع (كهنة وشمامسة وشعب)، أن يمتنع
عن الذهاب إلى الكنيسة فى حالة مجرد الشك فى احتمال إصابته أو مخالطته
لمصاب سواء من أفراد أسرته أو من آخرين.
وتابع: إن أمانتنا في هذا الأمر له بركة خاصة من الله، بينما السلوك بعدم
أمانة والتواجد فى تجمعات فى الكنيسة أو فى أى مكان، يعد خطيئة أمام الله،
لأنه سيسبب أذى لمن حوله، وأرجو أن تعظنا في هذه الظروف كلمات معلمنا يعقوب
الرسول: “مَنْ هُوَ حَكِيمٌ وَعَالِمٌ بَيْنَكُمْ، فَلْيُرِ أَعْمَالَهُ
بِالتَّصَرُّفِ الْحَسَنِ فِي وَدَاعَةِ الْحِكْمَةِ”.