تتجه الأنظار إلى الولايات المتحدة هذا الأسبوع، حيث سيتم الرئيس جو بايدن
يوم الجمعة المقبل أول 100 يوم له داخل البيت الأبيض، فى تقليد غير رسمى
يسلط فيه الرئيس الضوء على ما أنجزه منذ توليه الحكم.
وتقول صحيفة “يو إس إيه توداى” إنه فى حين أنه لا يوجد فى القانون
الأمريكى ما يلزمه بفعل هذا فى هذه الفترة، فإنه من الناحية التاريخية،
ينظر الرؤساء والكونجرس والإعلام لأول 100 يوم للإدارة على أنها معيارا
هاما، لتحديد أولويات الإدارة والحكم على نجاحها حتى الآن.
وبدأ تقليد أول 100 يوم فى رئاسة فرانكلين روزفلت، الرئيس الـ 32 للولايات
المتحدة، لأن الإجراءات السريعة التى اتخذها فى الأشهر الأولى من فترته
الرئاسية للتعامل مع الكساد العظيم جعلت إدارته معيارا للرؤساء الذين جاءوا
من بعده.
بدأ روزفلت حكمه فى الرابع من مارس 1933، وأعلن وقتها “استعداده للقيام
بواجبه الدستورى للتوصية بالإجراءات التى ربما تحتاجها دولة منكوبة فى عالم
منكوب”، وذلك فى ظل الأزمة الاقتصادية العالمية فى هذا الوقت.
وكانت أولويات روزفلت المحددة فى بداية رئاسته هى إعادة الأمريكيين إلى
العمل وحماية مدخراتهم وخلق الازدهار وإنعاش الصناعة والزراعة.
استدعى روزفلت على الفور الكونجرس الأمريكى فى انعقاد خاص مدته 3 أشهر،
حوالى 100 يوم، قدم ومرر خلالها 15 مشروع قانون رئيسى لمواجهة آثار الكساد
العظيم، ومرر 76 قانونا خلال الفترة، لمنح الحكومة السلطة لتنظيم سوق
الأسهم وتحديد الحد الأدنى للأجور وإغلاق البنوك الأمريكية التى أعلنت
نصفها إفلاسها من أجل إعطاء الفرصة للمراجعين الفيدراليين لمراجعة
حساباتها. وفى خطاب ألقاه عبر الراديو، استخدم روزفلت عبارة أول 100 يوم
لأول مرة.
وكان اليوم المائة لروزفلت فى الحكم 11 يونيو 1933، لكنه ألقى خطابه
الإذاعى الذى استخدم فيه عبارة أول 100 يوم فى 24 يوليو، وقال فيه : بالنظر
إلى الوراء أردنا جميعا الفرصة للتفكير الهادئ قليلا لفحص واستيعاب بصورة
عقلية الأحداث المزدحمة للمائة يوم التى تم تخصيصها لبدء عجلات الصفقة
الجديدة”. وكان يقصد بالصفقة الجديدة مجموعة المبادرات الاقتصادية لإغاثة
الشعب.
ومنذ هذا الوقت بدأت الإدارات المتعاقبة ووسائل الإعلام والمعلقين
السياسيين يبحثون فى قدر التشريعات التى قام رئيس بتمريرها وفعالية
إجراءاته والتصور العام عنها وفقا للمعيار الذى وضعه روزفلت. وبفضل
الإجراءات الحاسمة التى قام بها روزفلت، جرى انتخابه أربع مرات، وهو الرئيس
الوحيد فى تاريخ أمريكا الذى حدث معه ذلك قبل قصر المدد الرئاسية على
فترتين، لكنه توفى بعد 83 يوما من بداية فترة رئاسته الرابعة.