شهدت دوار المأذون محمود الأبنودى بقرية أبنود الصغيرة بمحافظة قنا مولد
طفل أسمر نحيل، لم يكن محمود أو فاطمة يعلمون أن هذا الـ«عبدالرحمن» سيكون
أشهر شعراء العامية في العالم العربى. فاطمة قنديل أو «فاطنة» كما يناجيها
في شعره كانت سجلاً لكل أشعار القرية وطقوسها، وكذلك كانت الجدة «ست
أبوها»، واعتبر الأبنودى نفسه محظوظاً لأنه عاش مع هاتين المرأتين، أما
الأب الذي كان مأذوناً وشاعراً، فلم يتحمل في ذلك الوقت ما يكتبه ابنه فمزق
ديوانه الأول «حبة كلام»
انتقل «عبدالرحمن» إلى مدينة قنا وتحديداً شارع بنى على، وهنا بدأ يستمع
إلى أغانى السيرة وتأثر بها، وبعد فترة أرسل عبدالرحمن الأبنودى مجموعة من
قصائده بالبريد إلى صلاح جاهين، فلم يكتف الأخير بتخصيص عموده في
«الأهرام» للشاب الجنوبى، بل أرسل قصيدتين له إلى الإذاعة ليبدأ تلحينهما
وهما «بالسلامة يا حبيبى» لنجاح سلام، و«تحت الشجر يا وهيبة» لمحمد
رشدى.وفى مطلع الستينيات
هبط القاهرة مع رفيقيه أمل دنقل ويحيى الطاهر عبدالله وكان الثلاثة
لديهم قناعة بضرورة «غزو المدينةــ القاهرة» التي كانت أشبة بـ«النداهة»،
تدعو كل صاحب كلمة وقت الثورة.وفى القاهرة التحق بأحد التنظيمات الشيوعية،
فألقى القبض عليه عام 1966، وفي السجن اكتشف أن «الشيوعية ليست طريقًا
لتحقيق الذات أو تقديم خير إلى الفقراء»، وجاءت النكسة ليرى كل الأحلام
تنهار فكتب لعبدالحليم حافظ «المسيح» و«عدا النهار»، ثم ذهب إلى الجبهة
وهناك كتب يومياتها في ديوانه «وجوه على الشط وفى تلك المرحلة وفر له إعجاب
الرئيس عبدالناصر بأعماله، خاصة القصيدة التي كتبها في رثاء عبدالمنعم
رياض وأغنية عدا النهار وغيرها
حصل على جائزة الشاعر الفلسطينى محمود درويش، وجائزة النيل، وكانت
قصائده المتتابعة منذ اندلاع ثورة 25 يناير ومن بعدها 30 يونيو توثيقا
وتأريخا وشاهدا ونصا لصيقا بالثورة ومحذرا صانعيها من اختطافها من قبل
الانتهازيين من سارقى النار المقدسة، ومبشرا بغد أروع لمصر رغم كيد
الكارهين. وكانت «المصري اليوم» احتفلت مع الخال بعيد ميلاده السادس
والسبعين، 10 أبريل 2014، وأجرت معه حوار مطولا على صفحتين في النسخة
الورقية جاء تحت عنوان «الأبنودي في عيد ميلاده الـ76: السيسي أنقذ مصر
بمذبحة مماليك غير دموية. وتوفي الخال «زى النهارده» في 21 أبريل 2015