تشير العديد من المصادر إلى أن اليوم الموافق 21 ابريل يوافق ذكرى ميلاد
الفنان الكبير فريد الأطرش، الذى اختلف الباحثون فى شئون الموسيقى والفن
حول تاريخ ميلاده، فبينما تتفق أغلب المصادر فى أن يوم ميلاده يوافق 21
إبريل، إلا أنهم اختلفوا حول سنة ميلاده بين أعوام 1910 ، 1912، 1915،
1917.
وفضلا عن العبقرية الفنية للموسيقار والفنان الكبير فريد الأطرش فإنه كان
يتسم بأخلاق عالية وصفات أجمع على حبها كل من عرفه، فالفنان الذى ينتمي إلى
آل الأطرش وهى إحدى عائلات الأمراء العريقة في جبل الدروز بجنوب سوريا ،
كانت بالفعل أخلاقه وصفاته طوال حياته كأمير راق كريم وفى محبوب حتى فى
أصعب الفترات التى مرت بحياته.
وعرف فريد الأطرش بين زملائه بكرمه الواسع وكان بيته دائما مفتوحاً
للجميع، حتى لمن لا يعرفهم، وتتساوى قواعد الضيافة فى بيته بين الفقير
والوزير.
وفى عدد نادر من مجلة الكواكب صدر بتاريخ 9 مارس عام 1954 كتبت المجلة
تحت عنوان “فى صالونات النجوم.. تقاليد ونظام وقهوة مضبوطة” أن مبادئ
الديمقراطية تتجلى فى صالون فريد الأطرش، حيث أعطى لخادمه تعليمات بأن يفتح
باب البيت لكل طارق وأن ينحنى له ثلاث مرات قبل أن يدعوه بالتفضل لدخول
الصالون.
وأشارت المجلة إلى أنه فى أحد الأيام ذهب وزير سابق إلى بيت فريد الأطرش
للاتفاق معه على إحياء حفل زفاف ابنته، وجلس الوزير فى الصالون فى انتظار
فريد، وبعد لحظات جاء شخص آخر قاده الخادم إلى الصالون ليجلس بجوار الوزير
السابق الذى بدت عليه الدهشة من هيئة الضيف القادم، وأحضر الخادم القهوة
وانحنى ليقدمها للوزير ثم انحنى ليقدمها للضيف الثانى، وجاء فريد ليستقبل
الضيفان بنفس الحرارة والحماس، حتى بعد أن عرف أن الضيف الثانى هو عربجى
حنطور من المعجبين به وجاء ليطلب صورة عليها إهداء من نجمه المفضل، وبالفعل
قام الأطرش بنفسه ليحضر الصورة وقدمها للضيف مبتسمًا كعادته، ليخرج عربجى
الحنطور من منزل النجم مسرورًا مجبور الخاطر.
واعتاد العديد من أهل الفن أن يجتمعوا فى بيت فريد الأطرش الذى كان
معروفًا بكرمه الشديد وأن بيته مفتوح دائمًا لأصدقائه حتى فى غيابه، وكانت
شلته دائمًا تتسع ويضاف إليها فى كل عام أفراد آخرون حيث تمتع فريد الأطرش
بعلاقات طيبة ومحبة كبيرة بين أفراد الوسط الفنى.
وكثيرًا ما كان أصدقاء فريد الأطرش يتناولون الإفطار فى رمضان على مائدته
ويسهرون معه حتى منتصف الليل يتسامرون ويسود بينهم المرح والدعابة.
وكان فريد الاطرش شديد الوفاء ليس فقط لأصدقائه بل حتى للجماد و للأشياء
التى يقتنيها ومنها حذائه الأبيض حتى أنه ابتكر موضة غريبة و اعتاد أن يلبس
الحذاء الأبيض على البدلة الكحلى فى عز الشتاء، وحاول فريد أن ينشر هذه
الموضة بين الشباب فظهر فى معظم أفلامه بالحذاء الأبيض حتى تحت الملابس
الشتوية.
وكان للحذاء الأبيض سر تحدث عنه الموسيقار الكبير فى حوار نادر قائلاً:
«كنت فى مستهل حياتى الفنية لا أملك سوى حذاء واحد أبيض اللون، إذا جاء
الصيف أضفى على لونا من الأناقة، وإذا جاء الشتاء أضفى على لونا من الصعلكة
لأنى لا أملك غيره، ولا أستطيع شراء حذاء آخر».
وتابع:«كان هذا الحذاء وفيا وذا أصل، فلم يتخل عنى إلا بعد أن بدأ الفقر يتخلى عنى واستطعت أن أشترى غيره».
واحتفظ الفنان الكبير بهذا الحذاء، بعدما عرف طريق المجد والشهرة،
قائلا:«احتفظت به إعزازا لوفائه وتقديرا وتكريما لما تحمله معى من دوخة ولف
ودوران من مشرق الأرض إلى مغربها، وأصبحت أحب كل حذاء أبيض إكراما لهذا
الحذاء الذى سلمنى للحظ والمجد»، لذلك لم يكن الفنان الكبير فريد الأطرش
يظهر فى أى فيلم إلا إذا ارتدى فى أحد مشاهده حذاء أبيض اللون.