لفتت الملكة تى أنظار العالم بشعرها الكثيف الذى تمتع بالنضارة التى لم تؤثر عليها عوامل
الزمن رغم رحيلها من آلاف السنين، وكانت الملكى تى ضمن المومياوات الملكية
الـ 22، التى تم نقلها فى موكب مهيب من المتحف المصرى بالتحرير إلى المتحف
القومى للحضارة المصرية، وخلال التقرير التالى نستعرض حكاية الملكة وما سر
جمال شعرها؟.
قال الدكتور عبد الرحيم ريحان، خبير المصريات ومدير عام البحوث والدراسات
الأثرية والنشر العلمى بجنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار، إنه فى عام
2010 تم تحليل الحمض النووى، للملكة تى برعاية الأمين العام للمجلس الأعلى
للآثار فى ذلك الوقت الدكتور زاهي حواس، والذى تم من خلاله التعرف رسميًا
على السيدة الكبيرة بأنها الملكة تي، حيث كانت خصلات شعرها الموجودة داخل
مقبرة توت عنخ آمون مطابقة لحمض السيدة الكبيرة وكان للملكة تى خلطة خاصة
بشعرها، مكوناتها جميعًا من المواد الطبيعية منها دهن البقر، بالإضافة إلى
زيت الخروع والصنوبر.
ويضيف الدكتور عبد الرحيم ريحان، أن الملكة تى دفنت في مقبرة أخناتون
الملكية في تل العمارنة مع ابنها وحفيدتها، معكت آتون، حيث تم التعرف على
شظية من المقبرة منذ وقت ليس ببعيد على أنها من تابوتها، وانتهى المطاف
بضريحها المذهب (الذي يظهرها مع أخناتون) في مقبرة وادي الملوك KV55، بينما تم العثور على تمثالين من الأوشابتي الخاصين بها في مقبرة زوجها أمنحتب الثالث.
وتم العثور على موميائها بجوار اثنين من المومياوات الأخرى في غرفة جانبية من مقبرة الملك أمنحتب الثاني KV35 بواسطة فيكتور لوريه في عام 1898 وكان بالمقبرة مومياء سيدتين أعطيت أسماء
مميزة، حيث تى وصفت بأنها “السيدة الكبيرة” بينما كانت المرأة الأخرى
“السيدة الصغيرة”، وجادل العديد من الباحثين بأن السيدة الكبيرة هي الملكة
تي.
وأشار البعض إلى أن التوابيت المصغرة التي عثر عليها في قبر حفيدها، توت
عنخ آمون، والتي تحمل اسمها هي تذكار من جدته الحبيبة وكان هناك أيضا بعض
العلماء الذين كانوا متشككين حول هذه النظرية مثل العالمين البريطانيين
إيدان دودسون وديان هيلتون، اللذين قالا أنه “يبدو من المستبعد جدا أن
مومياء الملكة تيي يمكن أن تكون ما تسمى بـ”السيدة الكبيرة” من مقبرة
أمنحتب الثاني
ويوضح الدكتور عبد الرحيم ريحان، بأنه أجريت دراسة بالأشعة المقطعية تحت
إشراف الدكتور زاهى حواس أمين عام المجلس الأعلى للآثار فى ذلك الوقت والذى
اكتشف أنها بنت يويا وتويا، وأم الملك أخناتون الذي عثر على مومياؤه
بالمقبرة رقم 55 وشرح العالم المصرى الكبير الدكتور زاهى حواس أن السبب في
محافظة موميائها على شعرها حتى الآن، هو أن المصري القديم كان يثبت شعر
الملكة المتوفية تثبيتًا قويًا حتى يذهب معها إلى العالم الآخر، كما كان
يقوم بعمليات تجميل “يكثف بين الجلد عشان يبقى عنده نضارة وجمال في العالم
الآخر”.
ويرصد الدكتور عبد الرحيم ريحان قصة حب الملك أمنحتب الثالث (المشارك في
الموكب المقدس) والملكة تي، وهي القصة التي تحدت العادات والتقاليد، ومن
أجلها أمر بتغيير القوانين المقدسة لكهنة آمون، حيث كانت “تي” من خارج
الدماء الملكية ولا يجوز زواجهما، ومن أجلها أمر بإنشاء بحيرة شاسعة
لمحبوبته العظيمة، ومن أجلها أيضا أمر بإقامة معبد كرسه لعبادتها في منطقة
صادنقا، على بعد 210 كم جنوبي وادي حلفا.
ولفت إلى أن بهو المتحف المصري في القاهرة يشهد على وجود تمثال عملاق
للملك تجلس إلى جواره محبوبته “تى” نفس الحجم، في دلالة فنية على علو الشأن
وعظيم الحب.
تمثال الملكة تى
وأن الملك أمنحتب الثالث تزوج في السنة الثانية لحكمه من الملكة تى، ولم
يكن لها أصول ملكية، ولكن والدها ووالدتها كانا يشغلان مناصب راقية في
الدولة، وأنجبت له أمنحتب الرابع خليفته، الذي آمن بالإله الواحد ومثله في
الشمس (آتون) كعاطية للحياة، وأسمى نفسه أخناتون ومعناه “المخلص لآتون”.