كتبت\هبه عبدالله
رغم برودة الطقس إلا أن هذا لم يمنع الجنود المجهولة لهيئة حماية الشواطئ التابعة لوزارة الموارد المائية والرى يعاونهم رجال المرور على مدار 15 ساعة بالانتهاء من اصلاح الهبوط الأرضى والتشقق الذى تعرض له كورنيش الإسكندرية عصر أمس وتحديدًا فى شاطئ ادوارد خراط بحى المنتزه أول نتيجة الأمواج العاتية لنوة “الكرم”.
وتعرض رصيف طريق الكورنيش بمدينة الإسكندرية لهبوط بمسافة 20 مترا أمام شاطئ سيدى بشر، وبالتنسيق بين أجهزة هيئة حماية الشواطئ ومحافظة الإسكندرية تم تكليف شركة المقاولون العرب بتنفيذ حماية عاجلة للمنطقة المذكورة وإصلاح الهبوط الحادث بالرصيف وبمعاونة إدارة مرور الإسكندرية تم تسهيل تنفيذ أعمال الحماية العاجلة وحركة سيارات نقل الأحجار والخرسانة، وتم الانتهاء من تنفيذ الحماية العاجلة بإنزال كمية من الأحجار أعقبها صب كمية من الخرسانة العادية لسد أى فجوات يمكن أن تنفذ من خلالها مياه البحر، وتنفيذ أعمال حماية إضافية باستخدام كتل خرسانية زنة 5 أطنان لاستكمال أعمال الحماية بالكامل فى المنطقة.
ونفى المهندس محمد غانم، المتحدث باسم وزارة الرى، وجود علاقة بين الهبوط الأرضى الذى أصاب رصيف الكورنيش بمدينة الإسكندرية، والزلزال الذى تعرضت له أمس سوريا وتركيا، مؤكدًا أن هذا الأمر ليس له علاقة بالزلزال؛ إنما بسبب الأمواج العاتية المُصاحبة لنوة الكرم التى تضرب المحافظة كل عام.
من جانبه قال الدكتور جاد القاضى رئيس المعهد القومى للبحوث الفلكية، التنبؤ للزلازل غير حقيقى ووارد توقع ولكن بدون تحديد اليوم والساعة وقوة الزلزال، موضحا أن الدروس المستفادة من الزلزال هى المتابعة والرصد المستمر وتوعية المواطنين بمخاطر الزلازل واستخدام المعايير والاشتراطات فى البناء.
ورد القاضى، على حقيقة ارتباط الهبوط الأرضى الذى حدث فى كورنيش الإسكندرية بزلزال تركيا، قائلا: “هبوط كورنيش الإسكندرية ليس بسبب زلزال تركيا بل الأمطار، ووارد السواحل الشمالية تتأثر ولكن ما حدث ليس له علاقة تماما بالزلازل”.
ويوضح الخبراء، أن هناك عوامل تسببت فى هبوط الشاطئ وهى ارتفاع الأمواج وعوامل نحر البحر لذلك تنفذ الحكومة ممثلة فى وزارة الموارد المائية والرى، العديد من مشرعات حماية الشواطئ لعمل الحماية الملائمة والدائمة ضد مخاطر النحر بالسواحل المصرية التى تمتد لأكثر من 3500 كم، خاصة بالسواحل الشمالية نتيجة الهجمات العنيفة للأمواج والتيارات البحرية، وذلك فى ضوء الدارسات المختلفة والمتأنية سواء كانت دراسة اقتصادية أو دراسة للظواهر والعوامل الطبيعية ودراسة فنية لأعمال المساحة البحرية، والجسات والنماذج الهيدروليكية للمشروعات المراد تنفيذها.
وتشير التقارير إلى أن السواحل الشمالية معرضة لأعمال النحر، بسبب التغيرات المناخية، وأعمال الحماية التى يتم تنفيذها تمنع ايقاف التراجع المستمر لخط الشاطئ وحماية وتأمين المنشأت الحيوية والأرواح البشرية الواقعة على خط الشاطئ.
يشار إلى أن السواحل الشمالية تضم مناطق “مرسى مطروح والإسكندرية والبحيرة وكفر الشيخ والدقهلية ودمياط وبورسعيد”.
وتنفذ وزارة الرى أنواع متعددة لحماية الشواطئ منها حواجز الأمواج التى تكون موازية لخط الشاطئ وتكون داخل البحر وهى إما ظاهرة أو غاطسة، والحواجز الظاهرة تكون عبارة عن كتل من البلوكات الخرسانية وتعمل على امتصاص طاقة الأمواج قبل وصولها لخط الشاطئ ويتم تكوين منطقة محمية خلفها، واكتساب أراضى جديدة، بينما الحواجز الغاطسة يتم تنفيذها بطبقات من الأحجار المتدرجة والكتل الخرسانية، تكون أقل من منسوب سطح البحر بحوالى 50 سنتيمتر، وعلى بعد 300 متر داخل البحر، بحيث تحافظ على الشكل الجمالى للبحر.
أما الحائط البحرى هو نوع من أنواع الحماية وينشأ على خط الشاطئ، ويعمل على امتصاص طاقة الأمواج المهاجمة للشاطئ وايقاف تراجع خط الشاطئ ومن أمثلة الحائط البحرى عند مصب فرعى النيل دمياط ورشيد، أما الألسنة البحرية فهى عبارة عن امتداد من الأحجار والكتل الخرسانية داخل البحر وتستخدم فى البواغيز لمنع الترسيب داخل البواغز مثل بواغز مثلث الديبة بعزبة البرج فى دمياط وبواغز أشتوم الجميل 1،2 فى بورسعيد وبواغيز البحيرات الشمالية، وهناك التغذية بالرمال والتى تستخدم لتعويض الشواطئ التى تتعرض للنحر سواء من البحر أو من المحاجر ويتم تنفيذ أعمال تغذية بالرمال لأغلب الشواطئ المصرية خاصة الإسكندرية والعريش.
ويؤكد خبراء الطقس أن حركة الرياح اليوم نشطة إلى قوية على المنطقة الممتدة من الإسكندرية مرورًا بساحل الدلتا وصولًا لشمال سيناء ويصحبها هبات عاصفة أحيانًا على الساحل الشمالى الشرقى، تكون نشطة على ساحل مطروح وباقى المناطق الشمالية امتدادًا إلى القاهرة وأجزاء من البحر الأحمر ويصحبها هبات قوية أحيانًا، بينما تكون معتدلة إلى نشطة بباقى الأنحاء، مع إثارة للرمال بالمناطق المفتوحة، ويعمل نشاط الرياح على زيادة الشعور ببرودة الطقس.
أما حالة البحرين فيكون البحر المتوسط مضطرب إلى شديد الاضطراب وغير مهيأ تماما لكافة الأنشطة البحرية، كما تكون حالة البحر الأحمر والخليجيين مضطربة.