فى تجربة جديدة
من نوعها، أطلقت معابد أبوسمبل الأثرية عددا من الجولات الافتراضية لطلاب المرحلة
الثانوية من محافظات مصر، عبر منصة إلكترونية، وذلك فى إطار توجيهات وزارة السياحة
والآثار لاتخاذ الإجراءات والتدابير الاحترازية للوقاية من فيروس كورونا، بالتعاون
مع وزارة التربية والتعليم
شارك
فى هذه الجولات الافتراضية نحو 170 طالباً من المرحلة الثانوية بمدارس تمثل محافظات الدقهلية ودمياط والقليوبية،
تمكنوا من خلال الدخول عبر المنصة الإلكترونية “Teams” من منازلهم والمشاركة فى الجولة الافتراضية داخل
معابد أبوسمبل الأثرية جنوب أسوان، والتى قدمها الأثرى أحمد مسعود حسان، كبير
مفتشى معابد أبوسمبل، والمشرف على صندوق إنقاذ آثار النوبة بأسوان.
وأكد
الأثرى أحمد مسعود، لـ”الخبر اليوم المصرية”، أن الجولة تشمل شرح تاريخ
معبد أبوسمبل وتصميمه المعمارى والقصص التى ارتبطت بالمعبد، ثم جهود الحملة
الدولية لإنقاذ المعبد، مع ربط المعلومات ببعض الموضوعات المتعلقة بالمنهج الدراسى
وخاصة فى مادة التاريخ، موضحاً بأن الفترة المقبلة ستشهد مزيد من الأنشطة
الافتراضية بين معابد أبوسمبل والعديد من المؤسسات التعليمية المصرية والعالمية،
بهدف رفع الوعى الثقافى والأثرى لطلاب المراحل التعليمية بشتى مراحلها وتشجيع
الطلاب للزيارة الفعلية للمواقع الأثرية المصرية.
ومن
جانبه، أضاف الدكتور عبد المنعم سعيد، مدير عام آثار أسوان والنوبة، أن هذه الخطوة
تأتى انطلاقاً من الدور التعليمى والثقافى للمواقع الأثرية بوزارة السياحة والآثار
باعتبارها ساحات للمعرفة، وكمؤسسات تعليمية غير رسمية تلعب دوراً عظيماً فى تنمية
المجتمع المصرى بما يتماشى مع تطورات العصر الحالي، وحيث أثبتت الكثير من الدراسات
العلمية التأثير الكبير للزيارات الميدانية للمواقع الأثرية على نواتج التعلم لدى
الطلاب والمدرسين.
وأوضح
مدير عام آثار أسوان والنوبة، بأن الوزارة نفذت خلال عام 2017 مبادرة شبيه بذلك
وهى المبادرة التعليمية “متحفى فى فصلك -My Museum in Your
Classroom”، التى أطلقتها وزارة
السياحة والآثار بهدف خلق بيئة تعليمية وثقافية جديدة ومبتكرة من خلال ربط
المتاحف بالمؤسسات التعليمية الرسمية (المدارس والجامعات)، والاستفادة من تطبيقات
التكنولوجيا الرقمية فى التعرف على جوانب الحضارة المصرية بمختلف عصورها التاريخية.
وتابع
الدكتور عبد المنعم، بأن هذه الجولات الافتراضية تستهدف زيارة عدد غير محدود من
المتاحف المصرية باستخدام برنامج Teams عن طريق جولات إرشادية عن بعد، يقدمها مجموعة من
مفتشى الآثار المتخصصين فى هذا النوع من الجولات التعليمية المتخصصة وبما يتوافق
مع المناهج التعليمية للطلاب، بحيث يمكن ربط المناهج الدراسية بالمقتنيات المتحفية
وتمكين الطلاب من زيارة عدد كبير من المتاحف المصرية دون تحمل أى أعباء مالية.
فى
سياق متصل، تتجه أنظار العالم خلال شهر فبراير الجارى، إلى معبد أبوسمبل حيث
تتعامد أشعة الشمس على “قدس الأقداس” وهى الظاهرة الفريدة التى تتكرر
بمعابد أبوسمبل مرتين كل عام 22 فبراير و22 أكتوبر.
وفى
هذا اليوم للظاهرة تتسلل أشعة الشمس داخل المعبد، وصولا أقدس الأقداس والذي يبعد
عن المدخل بحوالي ستين مترًا ، والذي يتكون من منصة تضم تمثال الملك رمسيس الثاني
جالسا وبجواره تمثال الإله رع حور أخته، والإله آمون، وتمثال رابع للإله بتاح،
والجدير بالذكر أن الشمس لا تتعامد على وجه تمثال “بتاح”، الذي
كان يعتبره القدماء إله الظلام.
ويرجع
السبب وراء تعامد الشمس على وجه رمسيس الى سبب ذكر في روايتين، أولاً هي أن
المصريين القدماء صمموا المعبد بناء على حركة الفلك لتحديد بدء الموسم الزراعي
وموسم الحصاد، وثانياً هي أن هذين اليومين يتزامنان مع يوم مولد الملك رمسيس
الثاني ويوم تتويجه على العرش.
وتم
اكتشاف ظاهرة تعامد الشمس في شتاء عام 1874، عندما رصدت الكاتبة
البريطانية”إميليا إدوارد” والفريق المرافق لها، هذه الظاهرة وقد
سجلتها في كتابها المنشور عام 1899 بعنوان “ألف ميل فوق النيل