فرضت جائحة
كورونا واقعا جديدا على المجالات كافة، ومنها التعليم، وبدأت العديد من الدول، لا
سيما مصر في التوجه نحو التعليم عن بعد باعتباره طوق نجاة، من أجل حماية الطلبة
والأستاذة من الجائحة والمحافظة في الوقت ذاته على استمرار التعليم.
وكان تقرير
صادر في مارس الماضي، عن منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة
“اليونسكو”، أفاد بانقطاع 290 مليون طالب وطالبة في العالم عن المدرسة
بسبب فيروس كورونا المستجد، وهو ما دفع نحو البحث عن حلول بديلة للخروج من هذه
الأزمة.
واعتمدت
العديد من دول العالم، ومنها مصر، مبادرات لتعزيز “التعليم عن بعد”،
لضمان استمرار العملية التعليمية، في زمن كورونا.
واختلفت آراء
أولياء أومور ومعلمين تحدثوا مع “سكاي نيوز عربية بشأن مبادرة “التعليم
عن بعد” وجدواها.
محمد سعيد
مدرس رياضيات قال: “إن تجربة التعليم عن بعد لم تؤت ثمارها بعد، وكان لابد من
حلول عملية لمتابعة سير العملية التعليمية في ظل ظروف طارئة، لا نعلم متي تنتهي“.
وأضاف
“يمكن للمعلم الآن التواصل مع الطلاب وتسجيل محتوى تعليمي وبثه للطلبة من
خلال منصات عديدة، مما يساعد على استمرار العملية التعليمية“.
أما إنجي
الحلواني معلمة لغة إنجليزية فقالت: “إن تجربة التعليم عن بعد، تعد نقلة
نوعية في العملية التعليمية خاصة أنها تحل مشكلة كثافة الفصول والرعب من انتقال
العدوى، التي تعد السبب الأول لعزوف أولياء الأمور عن إرسال ابنائهم إلى المدارس“.
وتتفق سماح
السيد أستاذة تكنولوجيا التعليم: “في أن خفض كثافة عدد الطلاب في المدارس
يُعد مطلبا تربويا مهما حققته تقنية التعليم عن بعد”، مضيفة “هناك مزايا
لهذ النظام، أبرزها أنه يوفر المادة العلمية ويسمح بالتواصل بين المعلمين والطلاب
طوال الوقت، فلم يعد التواصل بينهم يقتصر على ساعات اليوم الدراسي“.
تحديات وحلول
من جانب آخر،
ترى بعض الآراء أن غياب التفاعل المباشر بين المعلم والطالب من العوامل التي تقلل
من فاعلية العملية التعليمية.
وتتفق كل من
ندى علي ونجلاء مرسي، معلمتان لغة عربية، مع هذا الرأي، وأكدتا أن “عدم قدرة
المعلم على رؤية الطلاب قد يدفع تدريجيا إلى غياب التفاعل واتساع الفجوة بينهما،
وهو ما حاولت وزارة التربية والتعليم المصرية على تجاوزه عبر إقرار ذهاب الطلبة
للمدارس يومين في الأسبوع“.
وترى شيماء
عبد الحميد، معلمة علوم، أن هناك ما يشوب “التعليم عبر الإنترنت، مثل ضعف
البنية التحتية التكنولوجية في المدارس والمنازل على حدٍ سواء“.
ولتفادي تلك
المشكلة، اعتمدت وزارة التربية والتعليم المصرية مجموعة من القنوات الفضائية
التعليمية، لتقدم محتوى تعليمي لكل المراحل التعليمية، بما فيها التعليم الفني
والصناعي والتجاري.
بين مؤيد ومعارض
ويرى أولياء الأمور أن الدروس والواجبات
المنزلية عبر الإنترنت، أسهل مما ينبغي وتفتقر إلى القدر الكافي من الجدية
والالتزام لدى الطلاب.
وقال محمد إسماعيل، ولي أمر لثلاثة
طلاب في مراحل التعليم الأساسي، إن “تجربة التعليم عن بعد كانت مفاجأة
للجميع، أولياء أمور ومعلمين وطلاب”، مؤكدا وجود بعض المتاعب واجهت بعض
الطلاب في الوصول إلى المنصات التي أنشأتها الوزارة للدراسة والامتحان عن بعد.
لكنه أكد أن “الأجيال الحالية من
الطلاب لديها القدرة على التعليم عن بعد، بفضل استخدامها للتكنولوجيا في سن مبكرة“.
أما نجلاء عزمي ربة منزل، فتقول:
“أري أن التعلم عن بعد هو حل مؤقت لحين انتهاء جائحة كورونا، لكن لا يمكن
الاستغناء عن الكتاب المدرسي وشرح المعلم داخل الفصول“.
وتؤكد أماني سامح، ربة منزل أيضاً، أن:
“حالة من الرعب تسيطر علي تفكيري وتجعلني أرى في التعليم عن بعد فرصة ذهبية
للحصول علي محتوى تعليمي، في ظل جائحة كورونا“.
آمال أشرف، طالبة، ترى أن التعليم عن
بعد في مصر، له مميزات عدة، فهو يقلل من مخاطر إصابة الطلبة بفيروس كورونا.
وأضافت “في المدرسة نعاني من ضغوط
شديدة على مدار اليوم الدراسي، لكن التعليم في المنزل ساعدنا كثيرا على التخفيف من
وطأة هذه الضغوط، وأن نكون في حالة نفسية أفضل بكثير مقارنة بما كنا نعانيه أثناء
الحصص في قاعات الدراسة“.
وتقول حبيبة ضاحي، طالبة بالصف الثاني
الثانوي: “هذه السنة الدراسية كانت مختلفة تماما عن أي سنة مضت، أصبحت قادرة
على دراسة ما أريد في الوقت الذي أريده بدلا من دراسة عدد كبير من المواد في نفس
اليوم“.
وأضافت “كان عاما دراسيا مميزا
تمكنت خلاله من التركيز لغياب عوامل التشتيت بسبب التكدس في قاعات الدراسة“.
وتابعت: “اضطررنا إلى التوقف عن
الذهاب إلى المدرسة منذ 15 مارس الماضي، لكن الوزارة قامت بجهد كبير في تطوير
منصات التعلم والاختبارات في وقت قياسي لنستكمل العام الدراسي“.