تجاوز عدد المدنيين الذين قتلوا من قبل القوات الأمريكية والأفغانية، للمرة الأولى، عدد الذين لقوا حتفهم بأيدي حركة طالبان ومجموعات مسلحة أخرى، كما أكد تقرير للأمم المتحدة.
وجاء في تقرير بعثة الأمم المتحدة للمساعدة في أفغانستان، الذي نشر اليوم الأربعاء، أن القوات الدولية والموالية للحكومة الأفغانية مسؤولة عن مقتل 305 مدنيين، منذ بداية العام الجاري، مقابل 227 مدنيا قتلوا في الفترة نفسها بأيدي مسلحي حركة “طالبان” ومجموعات عنيفة أخرى.
وأشار التقرير إلى أن معظم هؤلاء القتلى سقطوا في ضربات جوية أو مهمات استطلاع برية قامت بها القوات الأفغانية التي “يبدو أن بعضها يتحرك بلا عقاب”.
وقالت المنظمة الدولية إن بعثتها تحث قوات الأمن الأفغانية والقوات العسكرية الدولية على “إجراء تحقيقات في الشبهات المتعلقة بضحايا مدنيين، ونشر نتائجها وتقديم تعويضات مناسبة لذوي الضحايا”.
وردا على سؤال لوكالة “فرانس برس”، أكد الناطق باسم حملة “الدعم الحازم” التي يخوضها حلف الناتو في أفغانستان، العقيد ديف باتلر، أن القوات المشاركة فيها “تلتزم أعلى المعايير في مجال الدقة والمسؤولية”. وأضاف أن “أفضل طريقة لوقف معاناة (المدنيين) هي وقف المعارك” عبر اتفاق بين كل الأطراف.
وتنشر هذه الأرقام بينما تشهد العمليات الجوية التي تقوم بها الولايات المتحدة منذ تدخلها العسكري في البلاد في 2001، تصاعدا، في وقت تسعى واشنطن إلى التوصل إلى اتفاق سلام عن طريق مفاوضات تجريها في العاصمة القطرية الدوحة مع ممثلي حركة “طالبان” التي تسيطر حاليا على مساحات واسعة من أفغانستان.
وتفيد وثيقة أصدرها البنتاغون بأن الطيران الأمريكي ألقى في العام الماضي 7362 قنبلة، وهو عدد أكبر بخمس مرات من عدد القنابل التي ألقاها في العام 2016 (1337)، بعدما سهل الرئيس دونالد ترامب للطيارين الأمريكيين مهمة قصف مواقع “طالبان”.
يذكر أن الطائرات الحربية الأمريكية هي التي تقوم بأكبر عدد من عمليات القصف، إلى جانب قيام سلاح الجو الأفغاني الذي انتعش مؤخرا، بطلعات أيضا، فيما تقدم دول أخرى حليفة للولايات المتحدة مساعدة لوجيستية أو تقنية لهذه العمليات.