تفق وزراء حكومة الوحدة الوطنية في جنوب السودان على تعيين شخصية تختارها المعارضة المسلحة لتشغل منصب النائب الأول لرئيس الجمهورية بدلاً عن ريك مشار، إذا لم يستجب لمناشدات رئيس الجمهورية، سلفاكير ميارديت، بالعودة إلى العاصمة جوبا، لمزاولة مهام عمله كنائب أول لرئيس الجمهورية.
جاء ذلك على لسان وزير الإعلام والمتحدث الرسمي باسم حكومة جنوب السودان مايكل مكوي لويث، خلال تصريحات صحفية السبت في جوبا.
وقال لويث في المؤتمر الصحفي “لقد اجتمع وزراء حكومة الوحدة الوطنية واجازوا المقترح بالاجماع”.
من جهته، بين المتحدث باسم المعارضة في جنوب السودان جيمس قديت داك عبر بيان مقتضب أن “زعيم المعارضة ريك مشار لن يعود إلى جوبا إلا في ظل وضع ترتيبات أمنية جديدة ووجود قوات تقوم بالفصل بين الجيشين كطرف ثالث”.
وما يزال مكان وجود مشار غير معلوم وذلك منذ لحظة خروجه من الاجتماع الذي جمعه بالرئيس سلفاكير يوم 8 تموز/ يوليو الجاري وحتى الآن.
ويخشى مراقبون أن تكون السلطات الحكومية قد بدأت في التخطيط للإطاحة بمشار من منصبه، عبر التحالف مع قيادات المعارضة الموجودين بالعاصمة جوبا، وتعيين أحدهم في منصب النائب الأول لرئيس الجمهورية.
وشهدت جوبا في 8 تموز/يوليو الجاري مواجهات عنيفة بين القوات التابعة لرئيس البلاد سلفاكير ميارديت، والقوات المنضوية تحت قيادة نائبه مشار، في حين أدت المواجهات إلى مقتل ما يزيد على 200 شخص بينهم مدنيون، كما تشرد نتيجة للعنف أكثر من 36 ألفا آخرين فروا إلى مقرات البعثة الأممية والكنائس المنتشرة في أرجاء العاصمة.
إلى ذلك، اندلعت معارك بين القوات الحكومية والمعارضة المسلحة في منتصف كانون الأول/ ديسمبر 2013، قبل أن توقع أطراف النزاع اتفاق سلام في آب/أغسطس من العام الماضي، قضى بتشكيل حكومة وحدة وطنية، وهو ما تحقق بالفعل في 28 نيسان/أبريل الماضي.