كتبت\هبه عبدالله
الوضع الراهن للمشهد الحزبي في مصر والتحديات التي تواجهه، بالإضافة إلى تصور المستقبل في ظل المستجدات الآنيا، جاء محل مناقشة الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي اليوم الثلاثاء، خلال ندوة بعنوان “الحياة الحزبية في مصر، واللحظة السياسية الراهنة” بمقر الحزب.
حيث قال النائب عبد المنعم إمام أمين سر لجنة الخطة الموازنة بمجلس النواب ورئيس حزب العدل، إن المجتمع لم يرى انفتاحا بل رأى فوضى قائلا “جيل زيد خلص دلوقتى بقى فيه جيل ألفا والأجيال دى كفرانا بيك وببلدك وبعايش فى الفضاء الإلكترونى بالكامل ومع الذكاء الاصطناعي، وبالتالى محتاج لأجيال تعيد الانتماء الوطنى، والأجيال الأكبر منهم عاشوا بفهوم الدولة الراعية تعطي تعليم وصحة مجانى والأجيال الأقدم كانت الدولة توظفهم أيضا وبالتالى كان ممكن المواطن يكون فى السجن الصبح ويرجع آخر النهار لشغله عادى، وضيف عليهم 10 مليون واحد من دول أخرى دخلوا فى المجتمع”.
وأكد رئيس حزب العدل أنه لم يحدث فى التاريخ القريب حالة خطورة على مستقبل الدولة المصرية مثل ما يحدث حاليا، وبالتالى لا يوجد حل إلا فى تماسك الجبهة الداخلية وزيادة الوعى المبني على احترام الأطراف وليس على فرض رؤية بعينها.
وفيما يخص مشاركة المعارضة المصرية في الانتخابات البرلمانية المقبلة قال “المعارضة المصرية شغالة بتزايد على بعضها وبتقطع فى بعض مع إن المفروض كلنا واحد”، مضيفا “أن المعارضة المصرية بدلا من وضع تركيزها فى الانتخابات تشتت نفسها حول أحدهم فعل كذا وآخر فعل كذا قائلا “كل واحد يبص فى ورقته ويركز فى هدفه ويترك زميله المعارض يفعل ما يشاء” مؤكدا “الغيرة بتاكل فيهم وبيقطعوا فى بعض بدل ما يتوحدوا”.
ومن جانبه قال أحمد كامل البحيري الباحث السياسي، إن ما يحدث فى سوريا حاليا مشهد عبثي، وما حدث من فرحة السوريين بانتصارهم مشهد حقيقي لفرحتهم بالانتصار على نظام بشار وهو المشهد الذى لا بد وضعه فى الاعتبار لكن الخطر هو المشهد القادم، وهو فى مستوى تقسيم الدولة ورغم بكل فرحتنا بسقوط بشار، إلا ان المشهد القادم مشهد سوداوي بتصدير نماذج إرهابية تدير المشهد الحالى فى سوريا.
وأضاف أنه فى ظل رؤية الشرق الأوسط الجديد الذى يردده نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي، مصر أمام مشروع تهجير الفلسطينيين من غزة والضفة الغربية المرحلة القادمة وسيضغط دونالد ترامب على عود طرح صفقة القرن بأدواتها وحتى هذه اللحظة مصر رافضة التهجير لكن هناك أدوات ضغط فى ظل أوضاع اقتصادية ضاغطة بقوة يمكن أن يؤدى إلى انفجار الوضع الاقتصادى وبالتالى نحن فى أزمة.
وأوضح أن السلطة تتحمل مسؤولية جزء من مواجهة الضغط الذى سيحدث على الدولة المصرية للقبول بصفقة القرن من خلال إعادة إحياء المجال العام فى مصر والناس تشعر أنها تتنفس من خلال خلق فرص للأحزاب والحياة السياسية ولم يقتصر دور الأحزاب على الانتخابات فحسب، ومن أشكال التنفيس أيضا أن يكون للمواطن حرية انتخاب من يريد وهو يملك بصيص أمل بوجود الفرصة وأن صوته مؤثر.
وعن الانتخابات البرلمانية قال إنه على قوى المعارضة تشكيل تحالف إنتخابي للمشاركة في الانتخابات المقبلة بأن يكون لديه خطاب سياسي على أرضية واحدة وهى أن يكون هناك منفس للبلد لمنع الخطر.
وأكد “البحيري” أنه إذا شاركت المعارضة فى الانتخابات منشقة عن نفسها ستكون جريمة ارتكبتها هى فى حق نفسها، ففكرة مشهد التحالف الانتخابي لقوى المعارضة بغض النظر عن النتيجة هو مشهد مهم فى الحياة السياسية المصرية ومكسب للمعارضة فى مصر.
وقد شارك النائب محمود سامي نائب رئيس الحزب المصري الديمقراطي، بمداخلة فى الندوة بقوله إن الانتخابات هى البنزين والمحرك للحياة السياسية شئنا أم أبينا، ويجب علينا الاجتهاد والنزول والمشاركة إلى أن نصل إلى المناخ السياسى الذى نتمناه.
وأضاف أنه على الرغم أن القائمة النسبية هامة إلا أن الحزب المصرى الديمقراطى والحركة المدنية بشكل عام مؤهلون لكل النظم الإنتخابية مؤكدا أن مشاركتنا حاليا هو مقاومة لفكرة “مفيش تغيير” فعلينا المشاركة في الانتخابات وعدم الاستسلام لمثل هذه الأفكار السلبية.