كتبت\اميرة اباظة
حذّر السفير الأسترالي لدى الولايات المتحدة كيفن رود، من أن العواقب العالمية للحرب المحتملة بشأن تايوان ستصبح بنفس حجم تأثير الحرب العالمية الثانية، مما يجعل العالم “مكاناً مختلفاً تماماً”.
وقال رود في خطاب ألقاه في هونولولو، الخميس، إنه إذا أراد الرئيس الصيني شى جين بينج، الذي سيبلغ من العمر 71 عاماً هذا الشهر، تحقيق “التوحيد الوطني النهائي” مع تايوان، فمن المرجح أن يتصرف في العقد المقبل قبل أن يبلغ الثمانين من عمره.
وقال رود، الذي كان رئيس وزراء أستراليا مرتين في العقد السابق، “سنكون حمقى إذا تجاهلنا الوضوح المتزايد للإشارات العسكرية الصينية، بما في ذلك نمط أحدث مناوراتها العسكرية”.
وبشأن ما إذا كانت الصين ستتصرف أم لا، قال إن ذلك سيعتمد على تصورها لقوة الردع الأميركي.
وتعتبر الصين، تايوان، التي تتمتع بحكم ديمقراطي جزءاً من أراضيها، على الرغم من الاعتراضات القوية من الحكومة في تايبه، وأجرت بكين الشهر الماضي مناورات حربية حول الجزيرة للتعبير عن الغضب من تنصيب الرئيس لاي تشينج تي في 20 مايو الذي تصفه بكين بأنه “انفصالي”.
وتعارض تايوان بشدة مزاعم السيادة الصينية، وتقول إن شعب الجزيرة وحده هو القادر على تقرير مستقبله.
وأعربت الولايات المتحدة عن قلقها بشأن النشاط العسكري الصيني بالقرب من تايوان، بما في ذلك بعد الانتخابات الرئاسية في الجزيرة وتنصيب الرئيس لاي تشينج تي الشهر الماضي.
وحذّرت الصين الولايات المتحدة من عدم التدخل في شؤون الصين مع تايوان.
ولا تربط تايوان والولايات المتحدة علاقات دبلوماسية رسمية، حيث تعترف واشنطن رسمياً ببكين، ولكنها ملزمة قانوناً بتزويد تايوان بالوسائل للدفاع عن نفسها وهي الداعم الدولي الأكثر أهمية للجزيرة.
وقال رود، إن الولايات المتحدة، أدركت أن نجاح الصين في ضم تايوان من شأنه أن يؤثر على مصداقية الولايات المتحدة وأن يكون له “تأثير عميق، وربما لا رجعة فيه على الموثوقية المتصورة للتحالفات الأميركية في مختلف أنحاء العالم”.
وأضاف رود، وهو باحث في الشؤون الصينية، وكان رئيساً لجمعية آسيا في نيويورك حتى العام الماضي، أن الولايات المتحدة والصين وتايوان لديها مصلحة مشتركة في تجنب المواجهة العسكرية المفتوحة بشأن مستقبل تايوان.
وتابع “إن التكاليف الاقتصادية والتأثيرات السياسية المحلية والعواقب الجيوستراتيجية غير المعروفة التي قد تولدها مثل هذه الحرب من المرجح أن تكون من الحجم الذي لم نشهده منذ الحرب العالمية الثانية”.
وخلص إلى أنه: “مهما كانت النتيجة (انتصار أميركي أو انتصار صيني أو جمود دموي)، فمن المرجح أن يصبح العالم مكاناً مختلفاً جذرياً بعد مثل هذه الحرب عما كان عليه قبلها”.
وقال وزير الدفاع الصيني دونج جيونن نهاية الأسبوع الماضي، إن احتمالات “إعادة الوحدة” سلمياً مع تايوان “تتآكل” على نحو متزايد بسبب “الانفصاليين التايوانيين والقوى الخارجية”.
وفي تصريحات أدلى بها في مؤتمر حوار شانجريلا في سنغافورة، قال جيونن، إن تايوان هي “جوهر القضايا الأساسية” بالنسبة للصين، ولكن الحزب الديمقراطي التقدمي الحاكم في الجزيرة يواصل السعي بشكل متزايد للانفصال، ويصر على محو الهوية الصينية.
وتابع: “أدلى هؤلاء الانفصاليون مؤخراً بتصريحات متعصبة تُظهر خيانتهم للأمة الصينية ولأسلافهم. سيلازمهم هذا العار في التاريخ”.
واتهم دونج قوى أجنبية بالتدخل في “الشؤون الداخلية” و”تشجيع الانفصاليين في تايوان”. وأضاف دونج أن الصين ملتزمة إزاء إعادة التوحيد السلمي، إلا أن الجيش الصيني “سيبقى قوة ذات بأس للتمسك بإعادة الوحدة الوطنية”.
وقال “سنتخذ إجراءات حازمة لمنع استقلال تايوان والتأكد من عدم نجاح مثل هذه المؤامرة على الإطلاق”.
وتابع “إننا واثقون جداً من قدرتنا على منع استقلال تايوان”.
وقال مجلس شؤون البر الرئيسي في تايوان، الذي يضع السياسات المتعلقة بالصين، في بيان إنه يأسف بشدة للتصريحات “الاستفزازية وغير العقلانية”، وأكد مجدداً أن جمهورية الصين الشعبية لم تحكم الجزيرة مطلقاً.