ذكّر عيسى قراقع رئيس هيئة شؤون الأسرى الفلسطينيين، بأن ما يزيد عن 30 أسيرا قابعين في سجون الاحتلال، أصبحوا آباء لأطفال هرّبوا نطفهم من داخل السجون الإسرائيلية.
واعتبر قراقع “أن هذا الإبداع الإنساني، رسالة حياة وحرية وأمل من الأسرى في السجون الإسرائيلية وتأسيس لمستقبل بلا معتقلات وظلم واحتلال”.
وأضاف: “مبادرة إنجاب الأطفال بالنطف، أعطت للتضحية معنى للحياة، وكانت تحديا تاريخيا للاحتلال وقيوده وممارساته اللاإنسانية. الأسرى عندما يؤسسون عائلات، فإنهم يخلقون التفاؤل بالحرية ويتحلون بكل الإرادة والإيمان واليقين بكسر القيود وعنجهية السجان”.
وأوضح قراقع “أن أبناء نطف الأسرى يولدون من داخل الموت والحصار والظروف الصعبة التي يعيشها الأسرى في السجون، ولاسيما بعد العقبات التي وضعتها حكومة الاحتلال والقيود التي فرضتها على قبول طلبات عدد من الأسرى لتنظيم الخلوة الشرعية مع زوجاتهم رغم سماح القانون الإسرائيلي المتميز بالعنصرية بذلك، تجاه الأسرى السياسيين خلافا لوضع السجناء اليهود والجنائيين”.
كما هنأ قراقع خلال جولة في محافظتي بيت لحم والخليل عائلة الأسير تامر وريدات من سكان الظاهرية المحكوم بـ16 عاما بمناسبة ولادة طفلة سماها ميلا، أنجبتها زوجته بمائه الذي هربه لها من داخل السجن.
كيف يهرّب الأسرى الفلسطينيون سفراء حريتهم؟
يحق لأهالي الأسرى زيارتهم مرة كل أسبوع لمدة أقصاها 45 دقيقة، يتعرضون قبلها لتفتيش دقيق وشامل، حتى يتاح لهم مخاطبة أبنائهم الأسرى عبر الهاتف، ومشاهدتهم عبر الزجاج المقوى، فيما تسمح مصالح السجون الإسرائيلية للأسرى بلقاء أطفالهم وملامستهم في الدقائق الـ10 الأخيرة من الزيارة.
الخلوة الزوجية محظورة على الأسرى، لكن ذلك لم يمنعهم من تهريب نطافهم إلى زوجاتهم لينجبوا وهم شبان أشداء، قبل أن يفوت الأوان حتى الإفراج عنهم، إذا تكاد لا تقل مدة الأحكام المفروضة على معظمهم عن الـ25 عاما، فيما صدرت أحكام بحق بعضهم تصل إلى بضعة مؤبدات.
تهريب السائل المنوي من السجون الإسرائيلية، أعقد بكثير من تهريب الرسائل عبر الكبسولات المضغوطة التي يبتلعها السجين، لاسيما وأن الحيوانات المنوية القادرة على التلقيح، تقدر على العيش لبضع ساعات أو يوم كامل لا أكثر.
زوجات الأسرى اللواتي نجحن في الحمل، رفضن الإفصاح بادئ الأمر عن الطرق التي يحصلن بها على ماء أزواجهن، إلا أن بعض الأطباء المقربين من عمليات التهريب، كشفوا عن تلقيهم السائل المنوي داخل أكياس رقائق البطاطس، وفي مغلفات السكاكر وزجاجات الأدوية وغير ذلك من عبوات.
والحقيقة أن العبوات المشار إليها يتركها الأطفال الذين يزورون آباءهم الأسرى، لتتحول في وقت لاحق إلى حاويات يحملها صغار آخرون في جيوبهم إلى الحرية، ومن ثم إلى أرحام أمهاتهم ليسهموا بذلك في إكثار أشقائهم.
كما تؤكد مصادر أخرى، أن الأسرى الراغبين في إيصال نطافهم إلى زوجاتهم، يبعثون بها مع رفاقهم الذين يتم الإفراج عنهم، بعد التنسيق مع الزوجة وذويها وذوي الأسير الأب، لإثبات أبوته لمولوده عرفا وشرعا.
وتجمع معظم المصادر الفلسطينية على أن فكرة “النطفة المحررة الأولى”، تعود للأسير عمار الزبن من الضفة الغربية، الذي رزق بابن لقبه الفلسطينيون بـ”سفير الحرية”، فيما يعود الفضل في زرع “النطفة المحررة الأولى” إلى الدكتور سالم خيزران مدير مركز “رزان لأطفال الأنابيب” في نابلس.
مصلحة السجون الإسرائيلية تؤكد من جهتها، أنها لا تستطيع الجزم بنجاح عمليات تهريب النطاف أو فشلها، وأنها تبذل قصارى جهدها للحيلولة دون ذلك.