كتبت\هبه عبدالله
تُعرف الانتخابات النزيهة على أنها أية انتخابات تقوم على المبادئ الديمقراطية في حق الاقتراع العام والمساواة السياسية، وتعكسها المعايير والاتفاقيات الدولية، كما تتحلى بالحيادية والمهنية والشفافية سواء في مرحلة الإعداد لها أو إدارتها عبر جميع مراحل الدورة الانتخابية، ولضمان نزاهة العملية الانتخابية، ينبغي أن تُجرى بشفافية وكفاءة وبطريقة مهنية غير منحازة حزبيًا، ويجب أن يثق الناخبون في طريقة إجرائها، لذلك يتطلب إجراء الانتخابات وجود هيئة مستقلة مسؤولة عن ضمان تحقيق الثقة في الانتخابات من الناحية الفنية، وهي الهيئة المنوطة بإدارة العملية الانتخابية بجميع مراحلها، بما في ذلك تحديد أهلية الناخبين للتصويت وعملية تسجيل الناخبين الذين يحق لهم التصويت، وتثقيف الناخبين وغيرها من الإجراءات.
تُعتبر الانتخابات الرئاسية المصرية 2024 هي خامس انتخابات رئاسية تعددية في تاريخ مصر، وثالث انتخابات رئاسية بعد ثورة 30 يونيو 2013، وانطلقت رسميًا أولى مراحل العملية الانتخابية يوم 25 سبتمبر 2023 بإعلان الهيئة الوطنية للانتخابات عن الجدول الزمني للعملية الانتخابية، وتحظى هذه الانتخابات بأهمية كبيرة في ضوء ظروف اقتصادية صعبة، وتحديات دولية وإقليمية فرضت نفسها على المشهد السياسي والاجتماعي والاقتصادي وكذلك الأمني والعسكري، لا سيما الحرب الوحشية والحصار الذي فرضته قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة الفلسطيني والذي أصبح محور اهتمام الشعب المصري كغيره من شعوب دول العالم التي تأثرت بشكل كبير من هذه الأحداث.
وبذلك تأتي الانتخابات الرئاسية المصرية في ظروف استثنائية كان لها تأثير مباشر على مختلف جوانب العملية الانتخابية، بداية من مرحلة جمع التأييدات والترشح التي تخللها تحوّل الضوء تجاه الأحداث المتصاعدة في غزة، وتراجع الاهتمام الشعبي بهوية المترشحين وبرامجهم الانتخابية، الأمر الذي أدى إلى انخفاض الزخم المتعلق بالعملية الانتخابية بشكل ملحوظ، غير أن مرحلة تصويت المصريين في الخارج كانت نُقطة تحوّل في عودة الاهتمام الداخلي بملف الإعلام، لا سيما مع وجود حملات إعلامية كبيرة ومُلفتة تسلّط الضوء على أهمية المشاركة في الانتخابات، وتتناول مقتطفات من ملامح البرامج الانتخابية للمرشحين.
وفي ضوء أعمال “ائتلاف نزاهة الدولي” لمتابعة الانتخابات الرئاسية المصرية 2024، أصدر الائتلاف تقريرًا لنتيجة عملية المتابعة التي تستهدف الوقوف على مدى تمتع العملية الانتخابية بمعايير النزاهة والشفافية، جاء فيه بشأن متابعة مرحلة التأييد والترشح أنه مع توافد المواطنين على مكاتب توثيق الشهر العقاري التي حددتها الهيئة الوطنية للانتخابات، لاحظنا وجود زحام شديد أمام مقار الشهر العقاري من قبل أنصار المرشحين المحتملين بغرض توثيق طلبات التأييد اللازمة للترشح .
ولفت التقرير الى أن مرحلة الدعاية الانتخابية داخل مصر شهدت نشاطًا واضحًا من حملات المرشحين الأربعة في مختلف محافظات مصر، مضيفا :”وتابعنا الظهور الإعلامي لحملات المرشحين الأربعة، خاصة بعد قيام الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية بالإعلان عن دعم العملية الانتخابية، من خلال منح كل مرشح رئاسي “100 دقيقة إعلانية” مجانية بالتساوي بكافة وسائلها،فيما أفردت الصحف والمواقع الإخبارية صفحاتها، للحملات الأربعة للتعبير بحرية عن برامجها الانتخابية، واتسمت هذه المرحلة بظواهر إيجابية، مثل عدالة الظهور الإعلامي بين جميع المرشحين في مختلف وسائل الإعلام، وحياد المؤسسات الإعلامية والصحفية تجاه المرشحين، وأيضًا غياب الظواهر السلبية أثناء الظهور الإعلامي للمرشحين مثل الخوض في السمعة الشخصية أو التشويه أو التسفيه”.
وحرص ائتلاف “نزاهة” على زيارة مقار الحملات الانتخابية للمرشحين الأربعة، ودار النقاش حول محاور البرامج الانتخابية للمرشحين، وماهية الإجراءات التي تمت خلال مرحلة الدعاية الانتخابية، واستعدادات كل حملة انتخابية لمرحلة التصويت ولم يتلق الائتلاف أية شكاوى من حملات المرشحين الأربعة طوال مرحلة الدعاية الانتخابية التي اتسمت بهدوء شديد ومظاهر إيجابية.