أثار سؤال لأحد الأساتذة المغاربة جدلا واسعا بين منتقد ومتفهم، ووضعت صيغة السؤال اسم الله عز وجل في “قمة الهرم السياسي” للبلاد.
وذكر موقع هسبريس الإخباري أن أستاذ القانون بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بجامعة الحسن الأول بسطات، طرح سؤالا كتابيا في امتحان مادة “الأنظمة الدستورية”، نصت مقدمته على التالي: “يوجد في قمة الهرم السياسي المغربي الله عز وجل، يتبعه الرسول صلى الله عليه وسلم، ثم في المقام الثالث سبط الرسول الذي يسوس الأمة ويراقب ممثليها”.
وجاءت تتمة المقدمة على الصيغة التالية: “إذا كان الله أحدا لا شريك له وتتجلى وحدانيته في إيمان ووعي كل مؤمن، فإن حضور الرسول عليه السلام يتم عن طريق خليفته في الأرض جامع السلطات”.
ووفق ما سلف، طلب الأستاذ من طلابه تحليل “الصلاحيات السياسية والروحية للملك وفقا لمقتضيات دستور 2011 “، تلاه سؤال فحواه: “هل الحراك الاجتماعي الذي تعرفه الحسيمة يعد ممارسة لحق دستوري أم عصيانا مدنيا؟”.
ديباجة السؤال فيما يبدو استفزت رواد مواقع التواصل الاجتماعي، وانتقد بعضهم الأستاذ الجامعي بصورة لاذعة من قبيل “قمة الجهل والضلال” و”من مظاهر بعض الكوارث التي حلت بتعليمنا العالي”، و”الله في قمة الهرم السياسي!!!! منذ متى كان الله زعيما سياسيا”، وأيضا عبارات مثل :”هذا خطر كبير يهدد العقل ومناهج التفكير والدين”، بجانب “يجب إعادة تكوين أمثال واضع هذا الامتحان.. الله سبحانه وتعالى منزه عن السياسة”.
بالمقابل كان للبعض رأي آخر، حيث علق أحدهم قائلا “لا غرابة في السؤال، فهو يتعلق بنظام الحكم الثيوقراطي الذي يدخل في إطار تدريس مادة القانون الدستوري والمؤسسات السياسية لطلبة السنة الأولى حقوق، وفي الحكم الثيوقراطي الإله هو صاحب ومصدر كل السلطات”.
فيما رأى آخر أن هذا الأستاذ الذي وصفه بأنه أحد كبار أساتذة القانون الدستوري بالجامعة، أراد بسؤاله هذا: “استفزاز الوعي الإيجابي عبر جعل الطالب يصطدم بحقيقة عيوب التبعية الفكرية في تقديس الملكية عبر إمارة المؤمنين والسلطة الروحية، إنه أستاذ باذخ له طرائق طريفة لاستفزاز الوعي السياسي”.
لكن الدكتور إدريس الكنبوري، وهو باحث في الشؤون الدينية لم يجد مبررا موضوعيا للسؤال وصاحبه، وعلق على الواقعة عادا إياها “نموذجا للخطر الذي يهدد المغرب والجامعة المغربية، ونموذجا للجهل الفظيع لدى بعض أساتذة الجامعات”.
وتساءل هذا الأستاذ مستنكرا: “الله عز وجل أصبح قائدا سياسيا لنظام سياسي، والرسول صلى الله عليه وسلم إمبراطورا، وسبطه يمثل الحكومة. أي سخافة هذه؟ وما علاقة هذا كله بدستور 2011 وصلاحيات الملك؟”.
كما شخّص هذا الباحث الصيغة التي ظهر بها السؤال مثار الجدل على أنها بمثابة “نزعة سلفية متطرفة داخل الجامعات، بل حتى السلفية لا تفكر بهذه الطريقة الخرقاء”.