غزة تحت القصف

حرب غزة.. مستشفيات القطاع تواجه نيران الاحتلال.. هجمات مكثفة ضد “الأمل” و”ناصر”.. الأونروا تتحدى أكاذيب تل أبيب وتواصل تقديم جهود الإغاثة للفلسطينيين.. ووزير خارجية أيرلندا: إسرائيل شنت حملة تضليل ضد الوكالة

كتبت\هبه عبدالله

واصل الاحتلال الإسرائيلي مجازره في اليوم الـ 132 من عدوانه على قطاع غزة، حيث استمر استهداف الجيش الإسرائيلى للمستشفيات والمراكز الطبية في القطاع، وقصفت قوات الاحتلال مستشفى الأمل ومجمع ناصر الطبي في خان يونس، ما تسبب بخسائر بشرية ومادية، وتأتى موجة التصعيد في ظل تحدى “الأونروا” لأكاذيب تل أبيب بتأكيدها على مواصلة جهودها فى توفير الخدمات الإغاثية المنقذة للحياة لأكثر من مليون ونصف نازح، في الوقت الذى أكد فيه وزير الخارجية الأيرلندي إن إسرائيل شنت حملة كاذبة ومضللة ضد وكالة الأونروا.

وأعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، تعرض محيط مستشفى الأمل لقصف إسرائيلي “عنيف”، أسفر عن أضرار مادية في المبنى، كما تم نسف مباني سكنية في محيط المستشفى.

في غضون ذلك، استشهد شخص وأصيب آخرون جراء استهداف الجيش الإسرائيلي لقسم العظام في مجمع ناصر الطبي، أعقبه اقتحام ساحة المجمع وإطلاق النار على أقسامه.

وناشد المحاصرون داخل مجمع ناصر الطبي بالتحرك العاجل لإنقاذهم، بعد إمهال الجيش الإسرائيلي لهم حتى الساعة السابعة من صباح اليوم لإخلاء المستشفى.

وقالوا إنه خلال خروجهم هاجمتهم جرافة عسكرية واضطروا إلى العودة إلى المشفى والاحتماء به، مطالبين الصليب الأحمر بإنقاذهم والتنسيق لضمان سلامة الطاقم الطبي وعشرات الجرحى ذات الأوضاع الحرجة.

ويتواصل العداون الاسرائيلى على غزة ، حيث أجبرت قوات الجيش الإسرائيلي نازحين وأطباء وممرضين، على إخلاء المجمع والتوجه إلى رفح، فيما اعتلقت العشرات منهم، بينهم صحفيون وكوادر طبية، لدى محاولتهم الوصول إلى رفح.

وتفرض قوات الجيش الإسرائيلي حصارًا مشددًا على المجمع لليوم الـ25 على التوالي، وتستهدف قناصتها من يتواجدون داخله أو في ساحاته، الأمر الذي أدى إلى تقييد حركة الطواقم الطبية بين مبانيه، في ظل وجود 300 كادر صحي و450 مريضا وجريحا و10 آلاف نازح.

وفي حصيلة غير نهائية، ارتفع عدد الشهداء جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي إلى أكثر 28473 قتيلا و68146 مصابا، فيما لا يزال آلاف من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات.

وفي الضفة الغربية واصلت قوات الاحتلال نهجها باقتحامات ليلية لمدن وبلدات عدة بالضفة، بينما دهم مستوطنون بلدة بمحافظة سلفيت، وأدوا طقوسا تلمودية ورقصات موسيقية.

وتأتى موجة التصعيد في ظل تأكيد وكالة غوث وتشغيل لاجئى فلسطين “الأونروا”، أنها ستواصل جهودها فى توفير الخدمات الإغاثية المنقذة للحياة لأكثر من مليون ونصف نازح فى المناطق الواقعة جنوب وادى غزة، برغم التحديات الكبيرة، والظروف الصعبة التى قيدت من حركة العاملين في الوكالة الأممية والمنظمات الإغاثية الدولية المختلفة.

وبحسب مركز إعلام الأمم المتحدة، قال أحد مسؤولي الأونروا في غزة يوسف صقر، إن الوكالة تقدم خدمات متنوعة ومتكاملة للنازحين في مركز الإيواء على رأسها خدمات الإغاثة ، بالإضافة إلى الخدمات الصحية والاجتماعية والنفسية.

وأكد صقر على الحاجة الماسة للخدمات الإغاثية، مشيرا إلى أن انقطاع المساعدات يؤدي إلى معاناة تفوق التصور في مراكز الإيواء لأن النازحون يعتمدون بصورة كلية على المعونات التي توفرها وكالة الأونروا.

أشار مسؤولي الأونروا إلى أنه مع استمرار القصف والنزوح – الذي يطال أيضا موظفي الأونروا – إلا أن فرق الوكالة ما زالت تعمل بتفان ؛لتوفير الإغاثة لسكان قطاع غزة الذي يعتمد أكثر من مليونين من سكانه على مساعدات وخدمات الأونروا للبقاء على قيد الحياة.

يُشار إلى أن أكثر من 150 من موظفي وكالة غوث وتشغيل لاجئي فلسطين (الأونروا) قتلوا خلال الحرب، فيما لحق الدمار بالعشرات من المقرات والمستودعات التابعة للوكالة في مختلف محافظات قطاع غزة.

وتعد الأونروا هي الذراع الرئيسي للجهود الإنسانية في قطاع غزة. ولا تمتلك أي جهة أخرى قدرة مماثلة للوكالة على توفير المساعدات بالحجم والنطاق اللازمين لتلبية احتياجات 2.2 مليون شخص في القطاع.

من جانبه قال مايكل مارتن نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الأيرلندي، إن إسرائيل شنت حملة كاذبة ومضللة ضد وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا)، وانتقد الولايات المتحدة الأمريكية وطالبها بإعادة التفكير فى قرارها تعليق دعم الأونروا.

وكان عدد من المانحين قد علق تمويله للأونروا بعد ادعاءات إسرائيلية بتورط 12 من موظفيها في هجمات 7 أكتوبر ، وسارعت الوكالة بفصل 9 من الموظفين، بسبب خطورة الإدعاءات. ويُجري مكتب الأمم المتحدة لخدمات الرقابة الداخلية- وهو أعلى جهة تحقيق في المنظمة- بالتحقيق في هذه الادعاءات.

وناشد أمين عام الأمم المتحدة الحكومات التي علقت تمويلها للأونروا، إعادة النظر في ذلك وضمان استمرار عمليات الوكالة. وإذا لم يُستأنف تمويل الأونروا، فستُضطر إلى وقف عملياتها بأنحاء المنطقة – بما في ذلك غزة – بنهاية فبراير الجاري.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *