كتبت\خلود حمد
ارتباك لا ينتهى، وجدل لا ينقطع صاحب الرئيس الأمريكى جو بايدن ، الذى تفصله أشهر قليلة عن انتخابات الرئاسة الأمريكية 2024 ، أمام منافس شرس هو الرئيس السابق دونالد ترامب، الذى يسعى للعودة من جديد إلى البيت الأبيض ، وقطع الطريق أمام بايدن للفوز بولاية رئاسية ثانية.
وعلى مدار ولايته الحالية، صدم بايدن أنصاره وعموم الأمريكيين بمواقف حرجة تنوعت ما بين تلعثم وارتباك وشرود، وتطورت بمرور الوقت إلى الحديث عن وقائع مغلوطة تاريخيا، لتصل نهاية المطاف إلى مصافحة أشخاص غير موجودين، أو الإشارة والتحية إلى العدم.
آخر زلات وهفوات بايدن كان يوم الأحد الماضي، أمام حشد من أنصاره بمدينة شيكاغو ، عندما كان يتحدث مستذكرا حوارا فى لقاء له، عام 2021، فى بريطانيا، مع الرئيس ألفرنسى “فرانسوا ميتران”.. قاصدًا الرئيس ألفرنسى الحإلى إيمانويل ماكرون، وليس الرئيس ميتران المتوفَّى عام 1996.
دعاء للملكة إليزابيث .. وتحية للصين الكندية أشهر سقطات بايدن
بايدن سبق له السقوط فى هفوات وزلات يصعب حصرها، فقد أنهى إحدى خُطبه قبل عدة أشهر، بقوله: “حفظ الله الملكة”، التى تُختتم بها خطابات المسئولين فى المملكة المتحدة.
أيضا، الصين تشغل حيزا من هفوات بايدن، ففى إحدى زياراته إلى كندا (العام الماضى)، توجه بالتحية إلى الصين بدلًا من كندا، وذلك فى خطابه أمام البرلمان الكندى. مثلما جرى فى كلمة له أثناء حملة لجمع الأموال لحملته الآنتخابية فى يونيو.. إذ أتى على سيرة صديقه ناريندرا مودى (رئيس الوزراء الهندي)، بأنه رئيس وزراء دولة كانت صغيرة.. هى الآن أكبر دولة فى العالم.. “الصين”.. قبل أن يستدرك بعدها بقليل، بأنّها الهند.
ترامب يجنى ثمار ارتباك بايدن قبل الآنتخابات الأمريكية
ويعد بايدن البالغ من العمر 81 عاما، أكبر من تولى الرئاسة فى تاريخ الولايات المتحدة، وظل على مدار سنوات يحارب تصور أنه يتراجع، وقال فى تصريحات له مساء الخميس، فى البيت الأبيض، إن ذاكرته جيدة، إلا أن تقرير المدعى الخاص روبرت هور، الذى حقق فى تعامل بايدن مع الوثائق السرية، أحيا مخأوف الديمقراطيين الذين يحبسون أنفاسهم عندما يتحدث الرئيس علنا، وأحيا أيضا آمال الجمهوريين، لاسيما الرئيس السابق دونالد ترامب وحلفائه.
من جانبها، قالت مجلة بولتيكو إنه فى حين أن عمر بايدن مبعث قلق كبير لدى الناخبين فى استطلاعات الرأى، إلا أن الديمقراطيين كانوا يلتفون على الأمور ويبقون مخأوفهم فى الأحاديث المغلقة، إلا أن وصف هور لبايدن فى تقريره بأنه رجل مسن صاحب ذاكرة سيئة ربما يفرض حسابا جديدا للرئيس.
ولم يجد المحققون أدلة كافية لاتهام بايدن بسوء التعامل مع وثائق سرية خلال فترة عمله كنائب للرئيس، لكنهم كتبوا أن ذاكرته “يبدو أن لها قيود كبيرة” وأنه “لم يتذكر، حتى فى غضون عدة سنوات، متى توفى ابنه بو” فى عام 2015. وأضافوا أن بايدن لا يستطيع أن يتذكر متى كان نائبا للرئيس أو تفاصيل النقاش حول إرسال قوات إضافية إلى أفغانستان.
وتحدثت المجلة عن وشهد الأسبوع الماضى وحدة عدة سقطات للرئيس الأمريكى، كان أبرزها عندما قال أمام تجمع انتخابى فى لاس فيجاس إنه التقى مؤخرا بالرئيس ألفرنسى فرانسوا ميتران ، وهو الذى توفى منذ 28 عاما، وذلك خلال لقاء قمة السبع عام 2021. يذكر أن ميتران تولى رئاسة فرنسا بين عامى 1981 و1995 وتوفى فى عام 1996، ويبدو أن بايدن كان يقصد الرئيس مانويل ماكرون.
ولم يقتصر حديث بايدن مع الأموات على ميتران فقط، فبعد أيام من هذا التصريح، وخلال حفل لجمع التبرعات فى نيويورك، قال بايدن إنه تحدث فى عام 2021 مع المستشار الألمانى هيلموت كول الذى توفى عام 2017، ويبدو أيضا أنه كان يقصد المستشارة السابقة أنجيلا ميركل.
أما شبكة سى إن إن، فقد رأت أن تقرير روبرت هور، إلى جانب موقف قضاة المحكمة العليا الأمريكية الرافض لاستبعاد ترامب من الترشح للرئاسة، قد منح الرئيس السابق هدية، واعتبرت ان يوم الخميس كان أفضل يوم لترامب حتى الآن فى هذا العام.
ولم يكن ترامب الوحيد بين الجمهوريين الذين استغلوا التقرير الحديث لانتقاد بايدن. فقد اعتبر رئيس مجلس النواب الأمريكى الجمهورى مايك جونسون، أن الرئيس الديمقراطى جو بايدن، ليس مؤهلاً لتولى الرئاسة، وذلك فى انتقاد على ما يبدو “لعمره وذاكرته وزلات لسأنه”، التى قد تؤثر بدرجة كبيرة على فرص إعادة انتخابه، وفق “بلومبرج”.
وكتب جونسون عبر منصة “إكس”: “أكد المؤتمر الصحفى للرئيس هذا المساء على الهواء مباشرة ما أوضحه تقرير المحقق الخاص (روبرت هور) أنه غير مؤهل لأن يكون رئيساً”.