كتبت\هبه عبدالله
“ليستيا” إسبانية تعيش في مصر منذ أكثر من 17 عامًا، أتت إلى أم الدنيا في رحلة سياحية، جذبتها الطبيعة الخلابة وقلوب المصرين، جابت الفتاة محافظات مصر واحدة تلو الأخرى، ولكنها في النهاية وقعت في حب قرية تونس بالفيوم؛ فعزمت على ألا تتركها وقررت أن تعيش فيها بقية حياتها.
تعمل الفتاة الإسبانية طبيبة علاج طبيعي ومتخصصة في العلاج بالحجامة منذ فترة طويلة فأتقنتها واحترفتها في قرية تونس، ولذلك عرفت في الفيوم وذاع صيتها، وأحبها أهالى القرية وذابت في العيش وسطتهم، وأطلقواعليها اسم “ملك”.
ليتسيا تشهر إسلامها
“قلبى فتح للقرآن في ثانية وسورة النساء خطفت قلبي” عاشت الفتاة سنوات كثيرة تبحث فيها عن الراحة الإيمانية، حتى ذهبت إلى مكتبة الحى التي تسكن فيه وأمسكت بنسخة من القرآن الكريم المترجم من العربية للإسبانية، وقرأته فوجدت ما تبحث عنه نظام الحياة العادل الذى لا يشوبه شائبة، وخاصة سورة النساء التي تحمل العديد من الأحكام الحياتية وخاصة في الميراث.
وحسب ما تقول ملك “قلبى فتح للقرآن في ثانية وسورة النساء خطفت قلبي رغم صعوبتها، فأسلمت على طول”.
بعد إعلان “ليتسيا” إسلامها ظلت تبحث عن مكان تعيش فيه، ديانة أهله الإسلام، فسافرت لدول عدة تبحث عن غايتها حتى وجدتها في مصر، فقالت “لفيت بلاد كتير عشان إللى شوفته في القرآن عاوزة أشوفه على الحقيقة، رحت المغرب والتونس والأردن والسعودية وتركيا، لكن مالقتش اللى بدور عليه، لكن لما جيت مصر الوضع كان مختلف”.
تقول “ملك” عن قرية تونس في محافظة الفيوم أنها مختلفة عن أي مكان في مصر، يوجد فيها الطبيعة الخلابة والعادات والتقاليد المصرية الأصيلة، بالإضافة إلى أنها مكان سياحي واصفه أهلها” الناس هنا طيبين ومتعاونين التعامل باحترام مع الكل وفي حرية”.
اتعلمت الأكل المضبوط زى ست البيت
تابعت ملك: تعلمت من المصريين دروس الحياة، هناك مواقف عديدة جمعتني بهم تعلمت منها العيش وكيفية التعامل مع المواقف والأحداث التي ممكن تصادفنى في حياتى، وتعلمت فن الطبخ، أول أكلة أتمتها كانت الملوخية، وبعدها طهيت محشي الكرنب، وأصبحت الأن أطهى الأطعمة مضبوطة مثل ست البيت، وفي الأعياد أصنع الكعك والبسكوت والكيك والحلويات.
اتعلمت النظافة من الست المصرية
“الستات في البيوت نظيفة جدًا، بتغسل الفراخ والخضار وكل شيء، والبيوت نظيفة ومترتبة، الست المصرية دى لازم يتعملها تمثال، ست شاطرة وجدعة وبتعمل كل حاجة وقوية. أما عن جيرانى فكلنا هنا حاجة واحدة، كلنا أسرة، لما أكون تعبانة ألاقى جرتي وصاحبتى تجيب ليا الأكل، واحدة تجيب لى بطاطس واحدة تعملى أرز، أمشى في الشارع تنادى عليا واحدة تقولى ملك تعالى كُلى معايا، الحاجات دى مش موجودة في أي بلد تانية في العالم”.كما ذكرت “ملك” أثناء حديثها.
تعلمت كلمة عيب من المصريين
تعشق ملك عادتنا وتقاليدنا المصرية القديمة، تمارسها بسهولة متناهية، تقول ملك عن المصريين” هنا بيزعلوا بسرعة بس في نفس الوقت بيتصافوا بسرعة ودى حاجة حلوة أنا بحبها، أنا اتعلمت بقيت أكبر دماغى عشان الدنيا تعدى”.
تصف ملك المصريين قائلة: يحرصون على ألفاظهم أثناء الحديث فلا تجد أحدًا ممكن أن يجرح غيره بكلمة حتى ولو كانت صغيرة، تعلمت منهم كلمة “عيب” فهذه الكلمة لا توجد لدنا في أسبانيا فهناك كل شيء مباح.
أشعر أن مصر هي بلدى
تكمل “ملك” حديثها ” قائلة: أشعر أنى مصرية فقد عشت هنا أكثر مما عشت في إسبانيا، وشعرت بذلك في حين سافرت إلى إسبانيا وحين هبطت الطائرة في مطار مدريد شعرت أنى ذاهبة سياحة، وحين عُدت إلى مصر شعرت بالأمان وحينها عرف أن هذه بلدي مصر.
كيف تقضى ملك يومها؟
تستيقظ ملك من نومها كل يوم مبكرًا مع أذان الفجر، تصلى فرضها وتبدأ في تحضير الطعام لخيلها، ثم ترتب البيت وبعدها تعلم أطفال القرية اللغة الإنجليزية، تقول ملك” أنا بحب الرياضة جدًا وخاصة ركوب الخيل والدرجات، واليوجا عادةً أذهب للصحراء أمارس التأمل أشعر بوجود الله هناك”.
في نهاية حديثها قالت ملك” أنا الحمد لله تمام مش محتاجة أي حاجة تانى، غير أنى أشوف الناس اللى حوليا مبسوطين وفي سلام”.