حرب غزة

حرب غزة.. بارود يخنق شرايين الاقتصاد العالمى.. نيويورك تايمز: معدلات النمو فى الدول الغنية والفقيرة فى مرمى التهديد.. أسعار الطاقة وتكلفة الغذاء فى قائمة الخطر.. وتحذيرات من تراجع القوة الشرائية للأسر

كتبت\هبه عبدالله

يبدو أن لسحب الدخان وغبار المعارك الذى يعبر قطاع غزة ويجتاز حدود دول الجوار، وما وراء البحر، أثاراً اقتصادية خانقة ، وتداعيات تطل برأسها من تحت الأنقاض وبين الركام وتزحف من بين جثامين الضحايا ، حيث حذر تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز من أن اتساع دائرة الحرب وتحولها إلى صراعاً إقليميا يمكن أن يلقى بظلاله علي الاقتصاد لعالمي ويهدد بخفض معدلات النمو وارتفاع أسعار الطاقة والغذاء علي الصعيد العالمى.
وفى تقريرها المنشور الخميس، ذكرت الصحيفة أن الدول الفقيرة والغنية على حد السواء كانت قد بدأت لتوها فى التقاط الأنفس بعد ثلاث سنوات من  الصدمات الاقتصادية التى شملت وباء كورونا وحرب روسيا وأوكرانيا، وكان التضخم قد بدأ فى التراجع، واستقرت أسعار النفط وأمكن تفادى الركود الذى كان متوقعا، لكن الآن، فإن بعض المؤسسات المالية الدولية والمستثمرين يحذرون من أن التعافى الاقتصادى الهش يمكن أن يتحول إلى الأسوأ.
ونقلت نيويورك يورك تايمز عن إنديرميت جيل، كبير الاقتصاديين بالبنك الدولى، قوله إن هذه هى المرة الأولى التى نشهد فيها صدمتى للطاقة فى نفس الوقت، مشيرا إلى آثار حربى أوكرانيا والشرق الأوسط على أسعار النفط والغاز.
وأوضحت الصحيفة أن هذه الزيادات فى الأسعار لا تؤدى فقط إلى تقليص القوة الشرائية للأسر والشركات فحسب، بل تؤدى أيضا إلى ارتفاع تكلفة إنتاج الغذاء، مما يزيد من مستويات انعدام الأمن الغذائى التى لا تزال مرتفعة، لاسيما فى الدول النامية.
وفى الوقت الراهن، توضح الصحيفة، تعانى بعض الدول بالفعل من مستويات مرتفعة غير معتادة من الديون، وتعثر الاستثمارات الخاصة، وأبطأ انتعاش فى التجارة منذ خمسة عقود، مما يجعل من الصعب عليها أن تجد طريقها للخروج من الأزمة.
كما أن رفع معدلات الفائدة، التى لجأ إليها البنوك المركزية للحد من التضخم، جعلت من الصعب على الحكومات والشركات الخاصة الحصول على الائتمان وتجنب التخلف عن السداد.
ويقول جيل إن كل هذه الأشياء تحدث فى وقت واحد، إننا نشهد واحدة من أكثر المراحل هشاشة للاقتصاد العالمى.
وقبل أسبوع، حذرت رئيسة صندوق النقد الدولى كريستالينا جورجيفا من تداعيات خطيرة جراء التصعيد المستمرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين فى قطاع غزة، مشيرة إلى الآثار السلبية التى خلفتها الأزمة الفلسطينية الإسرائيلية على قطاعى الاقتصاد والسياحة فى المنطقة بأكملها خاصة على الدول المجاورة، مؤكدة دعم صندوق النقد الدولى الدول المستقرة فى العالم بتحقيق مستقبل واعد.
وقالت جورجيفا إن النزاع الدائر حاليا فى قطاع غزة أثر بشكل كبير على حياة المدنيين والأطفال الذين فقدوا ذويهم، كما حرمهم من ممارسة حقوقهم المشروعة فى تلقى التعليم وأداء مهاراتهم اليومية فى بيئة آمنة ومستقرة، معربة فى الوقت نفسه عن قلقها الشديد من تداعيات هذا النزاع على المنطقة.
وشددت على ضرورة العمل على إعادة الأمور إلى نصابها فى قطاع غزة، مشيرة إلى حدوث تغييرات فى سياسة صندوق النقد الدولي عقب جائحة كورونا والمشاكل الجيوسياسية التى يشهدها العديد من دول العالم، واصفة الأوضاع الراهنة فى العالم بأنه على صفيح ساخن.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *