كتب\هشام الفخراني
عندما أرادت الباحثة دورا جولدسميث أن تعرف رائحة خلطة تحنيط المصريين القدماء اتبعت نهجا غير تقليدي فقد قامت بتحنيط نفسها جزئيا، ولم يكن ذلك من ضمن بحثها بل هو عمل إضافى قامت به لفهم واختبار وصفة التحنيط القديمة باعتبارها باحثة تعمل على أطروحتها للدكتوراه في علم المصريات في جامعة فراي في برلين وقد وقعت على وصفة من الأسرة الثامنة عشرة الفرعونية فأعدتها من بردية موجودة حاليًا في متحف اللوفر.
وبعد طول بحث وفحص وجدت دورا جولدسميث طريقها إلى وصفة لعطر التحنيط، والذي كان يتم دهنه على الجثة وضمادات الدفن بعد وقت قصير من الوفاة في عصر قدماء المصريين حيث قالت: “إنه يعطر الجسم ويحافظ على الجسم أيضًا”.
وقد أخذت دورا جولدسميث الخليط الراتنجي الملون بالفحم، ووضعته على ذراعها ولفته بالضمادات وقالت وفقا لموقع atlas abscura :”لقد تمكنت من تحنيط نفسي رائحة الموت لم تزعجنى كثيرًا، إنها رائحة طيبة حقًا”.
وقالت إن جزءا من السبب وراء رائحة عطور التحنيط والدفن الباقية رغم إنتاجها منذ زمن طويل أن معظم مكوناتها كانت جيدة بما يكفي لتناولها مضيفة: “تقريبًا كل ما استخدمه المصريون القدماء في عطورهم كان صالحًا للأكل، كانت العطور في مصر القديمة في كثير من الأحيان متعددة الاستخدامات”.
وبفضل مزيج من أدلة الطب الشرعي، والسجلات المكتوبة، والأشعات، أصبح لدينا فكرة عما قد يكون قد تم دهنه على المومياوات إذ جرى دمج العسل واللبن وتوت العرعر وعصير الخروب والتمر والشحم البقري في العطور أو وضعها على الجثث.
وعلى سبيل المثال، كان اللبان والمر يمضغان كعلكة في جميع أنحاء المنطقة، بالإضافة إلى استخدامهما كعطور باهظة الثمن كما شقت الأطعمة ذات الرائحة الأقل حلاوة طريقها إلى المزيج، بما في ذلك فصوص الثوم والبصل وغالبًا ما يتم استخدام جلود هذا الأخير كجفون بديلة وفي إحدى الحالات، إذ تقول دورا جولدسميث، إنه كان يتم غرس بصلة كاملة مباشرة في إبط المومياء فى بعض الأحيان.