كتبت\هبه عبدالله
تعتبر مصر والأردن من أبرز الدول التى تحركت سريعا لاحتواء التصعيد فى غزة والتوصل لتهدئة خوفا من توسع رقعة العمليات التي يمكن أن تعصف بأمن واستقرار دول الإقليم، وهو ما يشير إلى مدى حرص قيادتي البلدين على إنقاذ المنطقة من حرب إقليمية طاحنة يمكن أن تعصف باستقرار الشرق الأوسط جراء ما يجري.
القاهرة وعمان شريكان أساسيان فى المنطقة، وهى الشراكة الاستراتيجية التى تم تفعيلها فى عدة تحالفات عابرة للحدود، منها إطار ميونخ حول فلسطين، فيعيش الشرق الأوسط الآن حالة من التخبط والارتباك بسبب مشاهد الحرب والدمار الذى يعيشه قطاع غزة جراء قصف العدوان الإسرائيلي للمدنيين بالقطاع، فقد أكد المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية الدكتور أشرف القدرة، الخميس، استمرار الاحتلال الإسرائيلي في ارتكاب المجازر وإبادة العوائل الفلسطينية وتدمير للأحياء السكنية والبنية التحتية، مشيرا إلى ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي إلى 3785 شهيدا منهم 1524 طفلا و1000 سيدة و 120 مسن، إضافة لإصابة 12493 آخرين بجراح مختلفة منهم 3983 طفلا و3300 سيدة.
وأشارت الصحة الفلسطينية إلى خروج 4 مستشفيات عن الخدمة بسبب الاستهداف المباشر وهي مستشفيات بيت حانون والدرة والكرامة والعيون الدولي، لافتا إلى أن مستشفيات قطاع غزة تعاني من ارتفاع نسبة إشغال الاسرة إلى 150 % والحرجى والمرضى يفترشون الأرض وممرات الأقسام.
وفى هذا الإطار، أكدت القيادتين المصرية والأردنية رفضهم القاطع لأي محاولات لتهجير الفلسطينيين من غزة إلى مصر أو من الضفة إلى الأردن، وهو المخطط الذي تدركه الدولتين بشكل كامل وتعملان على مواجهته والتصدى له كى لا يتم تصفية القضية الفلسطينية وهو ما أكد عليه الرئيس عبد الفتاح السيسي في مؤتمر صحفي يوم أمس مع المستشار الألمانى.
فلم توفر مصر والأردن جهدا للسيطرة على الحرب الدائرة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، والتي وصلت لمراحل خطيرة للغاية فقد حرصت مصر والأردن وفرنسا وألمانيا على العمل فى إطار ميونخ وهي الصيغة التي عملت من خلالها القاهرة وعمان مع الجانب الأوروبى لاطلاعهم على تفاصيل ما يجرى فى الأراضى المحتلة وخطورة ما يجرى لأنه ينذر بتصعيد خطير للغاية.
ووجدت الاجتماعات التى عقدت لمرات متتالية على أنّه لا سبيل لإحلال السلام الشامل في المنطقة إلا من خلال تسوية النزاع الإسرائيلي الفلسطيني بناءً على حل الدولتين، مؤكدين التزامهم الشديد بتيسير جميع الجهود الرامية إلى تحقيق سلام عادل ودائم في الشرق الأوسط ودعمها على أساس القانون الدولي، وقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ذات الصلة، والمعايير المتفق عليها، ولا سيّما مبادرة السلام العربية.
وتحرص مصر والأردن على التنسيق المستمر مع القيادة الفلسطينية حول التحركات التى تقوم بها البلدين لتفعيل عملية السلام فى الشرق الأوسط، وهى التحركات التي أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن على دعمها فى إطار المشاورات مع الرئيس عبد الفتاح السيسى والعاهل الأردنى الملك عبد الله الثانى.
واستضافت القاهرة وعمان خلال السنوات الماضية قمم مشتركة على المستوى الثنائى أو الثلاثى تبحث بالأساس سبل معالجة الصراع الفلسطينى – الإسرائيلى، والتأكيد على دعم الحقوق المشروعة لأبناء الشعب الفلسطيني بإقامة الدولة الفلسطينية على حدود 4 يونيو 1967 وعاصمته القدس، والتأكيد على أهمية تفعيل عملية السلام على أساس مبادرة السلام العربية التى طرحت في قمة بيروت عام 2002.
وأكدت مصر والأردن وألمانيا وفرنسا فى اجتماع لإطار ميونخ في نيويورك العام الماضي على إمكانية تلبية تطلعات الإسرائيليين والفلسطينيين المشروعة والتى تنحصر فى التوصل إلى حل الدولتين على خطوط 4 يونيو 1967 ويضمن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، والمتصلة جغرافيًا، والقابلة للحياة تعيش جنبًا إلى جنب مع إسرائيل فى سلام وأمان.