كتبت\هبه عبدالله
دائما تشتهر مصر بطابع ومذاق خاص وتحديدا في الاحتفالات والمناسبات الدينية، وتعرف دائما أن الروحانيات في أم الدنيا تختلف عن غيرها في شتي بقاع الأرض، ومع اقتراب مولد سيد الخلق محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، تري الاحتفالات في جميع شوارع وميادين مصر، وأبرزها في الشوارع ذات الطابع الإسلامي والتراثي القديم.
ورصد تليفزيون احتفالات ذكرى مولد سيد الخلق، حيث تمتزج الاحتفالات المصرية دائما بتبادل التهنئة بين المسلمين والأقباط، وفي سياق هذا التقرير اختلف الأمر تماما ليشهد التاريخ والعالم أجمع على حب أبناء الوطن من الشعب المصرى لبعضهم البعض
حكاية شارع الأقباط الذي يحتضن الاحتفالات الدينية للمسلمين
وهناك في إحدى شوارع مدينة دكرنس شمال محافظة الدقهلية، يقع شارع الكنيسة في منتصف المدينة، والذي يتواجد بداخله كنيسة السيدة العذراء “مريم” الخاصة بأبناء الوطن من الأقباط، والذي بدأ إنشاءها في عام 1917، ويعد هذا الشارع التمركز الرئيسي لإقامتهم وإقامة شعائرهم الدينية، إضافة لتجارتهم والتي تمكث داخل هذا الشارع
وفي هذا الشارع الذي يمكث فيه أبناء الوطن من الأقباط، يحتضن الشارع، شوادر بيع الحلوي الخاصة باحتفالات المولد النبوي الشريف، وذلك علي بعد خطوات بسيطة من الباب الرئيسي لكنيسة السيدة العذراء “مريم”، حيث توجد ساحة كبيرة وهي ساحة شارع الكنيسة، والتي يقام بها عدد من الشوادر الخاصة ببيع حلوي المولد النبوي الشريف، حتي تظهر الصورة كاملة وبشكل مختلف ومتميز علي الإطلاق، وهي تضامن وحب ووحدة وأخوه بين أبناء الوطن الواحد إلي أبعد الحدود.
الصاغة الأقباط ومشاركتهم احتفالات المسلمين
ويضم هذا المكان بين جانبي الشارع عددا من المحال التجارية المملوكة، لعدد من الأقباط المقيمين في المدينة، والذين يعملون في أنشطة مختلفة أبرزها تجارة “الذهب”، حيث يشاركون أشقاءهم المسلمون فى جميع احتفالاتهم ومناسباتهم الدينية، بالفعل وليس بالقول.
ويقوم عدد من ملاك محلات الصاغة بتعليق لافتات فى الشارع وتحديدا أمام محلاتهم التجارية، وتحمل هذه اللافتات تهنئة المسلمين في كل احتفال ومناسبة دينية إسلامية مختلفة، لتكون هذه اللافتات من بين الشواهد علي حب الأشقاء من الأقباط والمسلمين لبعضهم البعض ويكون ذلك سببا في تميز واختلاف الروحانيات في هذه المنطقة.
بائع حلوي المولد النبوي: الأقباط أشقاءنا ويستمتعون بشراء حلوي المولد النبوي الشريف
وخلال رصد هذه اللافتة الرائعة رصدنا آراء بعض المواطنين، حيث التقينا بأحد بائعي الحلوي من داخل إحدى الشوادر المقامة في شارع الكنيسة، مقر الأقباط في المدينة، للتعرف علي هذه الأجواء الرائعة والروحانيات المختلفة في هذه المنطقة.
وقال بائع حلوي المولد النبوي الشريف: بالنسبة للأخوة الأقباط، هم أهل وجيران وأخوه وأصدقاء لنا جميعا، ويشاركوننا جميع مناسباتنا واحتفالاتنا الدينية المختلفة، وباستمرار متواجدين معنا هنا في هذه المنطقة التي تقام بها شوادر للاحتفالات والمناسبات الدينية، وكذلك في المولد النبوي الشريف، فهم حاضرون معنا، ويحضرون إلينا لتهنئتنا وشراء الحلوي الخاصة بالمولد النبوي الشريف، ويكونوا سعداء ويستمتعون بها كثيرا.
مشاركين في كل مناسباتنا الدينية وزبائن دائمين لدينا
وأكمل بائع الحلوي : لم تقتصر مشاركتهم علي شراء حلوي المولد النبوي الشريف فقط، بل في كل مناسباتنا واحتفالاتنا، فنحن ننتظرهم في كل المناسبات سواء الإسراء والمعراج او المولد النبوي، وطوال شهر رمضان المعظم
وخلال هذا الشهر المعظم هم زبائن دائمين ومستمرين لدينا يوميا، ويقومون بشراء الكنافة والقطائف والجلاش وجميع الحلويات علي مدار الشهر المعظم، كل ذلك لا يجعلنا نفكر مجرد تفكير أن هناك اختلاف في الاديان بيننا أبدا، وننسي ذلك كثيرا ويحتفلون معنا كأنهم مسلمون مثلنا تماما، فليس جديد علينا التعامل بأخوة وحب بيننا، ونحن كذلك نذهب إليهم في منازلهم ونشاركهم كل مناسباتهم واحتفالاتهم بدون تفرقه بيننا، الوضع بسيط وعادي بيننا وليس بجديد تعودنا علي ذلك منذ قديم الأزل نتعايش ونتعامل بحب ومودة بيننا
بائع حلوى: مفيش فرق بنا وبنتعامل أخوات طول حياتنا
وقال أحمد أحد الشباب بائعي حلوي المولد النبوي الشريف : لا يمكن أن يكون هناك فرق بيننا وبين أشقاءنا الأقباط، نحن نتعامل بأخوة وحب منذ نشأتنا في المدينة، نشأنا صغارا علي ذلك، وورثنا ذلك الحب المتبادل بيننا من أباءنا وأجدادنا، واستمرينا علي ذلك وسنظل هكذا دائما، بدون تفرقه بيننا، وكل ما بيننا هو الحب والمودة والأخوة، وأكبر دليل علي ذلك تواجدهم الدائم معنا في كل مناسباتنا، ونحن كذلك، نستمر في تبادل التهنئة في كل المناسبات، ونزور بعضنا البعض في منازلنا، ونتعايش سويا، ويأتون إلينا لشراء الحلوي في كل المناسبات الدينية الخاصة بنا، ويقبلون علي شراء الحلوي في المولد النبوي الشريف، الإسراء والمعراج، وطوال شهر رمضان المعظم، لذلك ليس هناك فرق بيننا أبدا في أي شيء.
روحانيات مختلفة وقبلة للمواطنين لزيارة المدينة
كل ذلك جعل هذه المنطقة تتميز بروحانيات وطقوس مختلفة، فمشاركة الأقباط للمسلمين الاحتفالات، وإقبالهم علي شراء الحلويات سواء في المولد النبوي الشريف، أو المناسبات الدينية الآخري الخاصة بالمسلمين، جعل من هذا المكان يتميز بطابع خاص، فتري هذه الساحة المقامة أمام شارع الكنيسة، تمتلئ بالمواطنين سواء من داخل المدينة او خارجها.
ويأتي إلي هذه المدينة عدد كبير من الزوار سواء من القري التابعة للمدينة أو من المدن المجاورة لها، لتكون قبلة للجميع لشراء مستلزماتهم المختلفة، وينعكس ذلك علي حلوي المولد النبوي المتنوعة، حيث يتواجد كل الانواع داخل الشوادر المقامة هناك في المدينة
تنوع الشوادر وعروسة المولد النبوي الشريف
وتأتي زيارة المواطنين لهذه الشوادر بسبب الطقوس والروحانيات المختلفة التي تتميز بها المدينة، وتحديدا منطقة ساحة شارع الكنيسة، والمقام بها عدد كبير من الشوادر التي تمتلئ بكافة أنواع الحلويات الخاصة بالمولد النبوي الشريف.
ويوجد كل أنواع الحلوي، من الحمص، وحلاوة المولد المشكلة، والسمسمية، والفولية، والحمصية، والملبن، والجزارية، وعروسة حمراء، وعروسة المولد بمختلف أحجامها، وتتميز هذه الشوادر بأسعار تنافسية وجودة عالية في الخامات المستخدمة، مميزات كثيرة تتميز بها هذه الساحة، تحمل عنوان حلوى المولد النبوي الشريف بطعم الوحدة الوطنية.