كتبت\هبه عبدالله
“قالي مليكش فيها ومش هتنفعي لكن نجحت وفاتحة بيتي من تعليم السواقة” قصة تحدي بطلتها بسنت عصام صاحبة الـ 36 عامًا التي لم تتوقع أن تتحول أمنيتها العادية بتعلم قيادة السيارات إلى مصدر رزقها وعمل تتكسب منه عيشها، وتنفق على أطفالها الثلاث من خلاله، ولم تتخيل أن تبرع في عملها للدرجة التي تجعلها من أشهر مدربي القيادة في الجيزة.
قالت بسنت عصام :” منذ الصغر كنت دائمًا أحلم بأن امتلك سيارة وأتعلم قيادة السيارات وبالفعل بدأت أتعلم مع شخص ما لكني كنت دائمًا اتلقى منه نقد شديد مثل “مليكش فيها، أو مش هتنفعي” بالرغم من أنه كان أقرب شخص في حياتي وكان من المفترض أن يكون داعمًا لكنه كان مصدر للإحباط في حياتي، كنت أشعر أنه يتمنى فشلي، وهو ما دفعني لرفض مساعدته المزيفة وبدأت أتعلم في أكاديمية متخصصة”.
تتابع “كنت دائمًا لدى يقين بقوتي الداخلية وإيماني بنفسي أني أي أقدر أعمل أي حاجة وأخلق باب رزق لنفسي ولأولادي، وفعلاً بدأت في تعليم قيادة السيارات للأقارب والأهل والأصدقاء، وكنت حابة أوفر وقت من وقتي لتعليم أي شخص محتاج”.
وتستكمل :”بعد مرور سنة بدأت أتعرف في الجيزة كلها بـ كابتن “بسنت” وفي والدقي والمهندسين، وبدأت أعلم الفتيات قيادة السيارات بأجر رمزي لمساعدة أولادي، أنا أم لـ ثلاث أولاد 17 عاما، 15عاما و10أعوام، كلنا نساعد بعض، لكن هم يعتبروني أب وأم ليهم، يمكن هذا الشعور هو أكبر عوض من ربنا جعلوني أشعر بذاتي”.
تتابع “عند تعليمي قيادة السيارات للفتيات بحرص دائمًا على أن يكون في أماكن مزدحمة لتقوية قلوبهم وتعليمهم المواجهة وخوض الصعوبات، بالرغم من كم المشكلات التي تواجهنا لكن بحرص على خوض المعركة”.
تعتبر “بسنت” قصتها ملهمة لكل امرأة أخرى وتقول “متخليش حد يقتلك وانتِ حية ولازم تصدقي نفسك، والوقوف عند مرحلة تعليمية معينة ليس نهاية العالم لكن يمكن أن يكون بداية حياة جديدة، اتمني أن كل الفتيات تتعلم مهارة تبرع فيها وتبدأ في البحث عن مصدر رزق لها أيًا كان، للأمان النفسي وعدم الاحتياج لأي شخص ولابد من أن تصدق حلمها”.