كتبت\هبه عبدالله
دخل السباق مع الوقت للعثور على الغواصة المفقودة “تيتان” فى قاع المحيط الأطلنطى مرحلة جديدة من اليأس، مع اقتراب اكتمال الساعات الكافية لمخزون الأكسجين المتاح على متن الغواصة، والذى يكفى لـ 96 ساعة فقط.
وقالت وكالة أسوشيتدبرس إن فرق الإنقاذ دفعت بمزيد من السفن والقوارب إلى موقع الاختفاء، أملا فى أن تساعد الأصوات التى رصدوها تحت الماء لليوم الثانى على التوالى فى تقليل نطاق البحث فى تلك المهمة الدولية العاجلة. إلا أن الساعات المتبقية قبل نفاذ الأكسجين قليلة للغاية.
وحتى هؤلاء الذين أعربوا عن تفاؤل، حذروا من استمرار وجود عقبات عديدة، ما بين رصد مكان الغواصة، إلى الوصل إليها بمعدات الإنقاذ، ثم جلبها إلى السطح، على افتراض أنها لا تزال سليمة. وكل هذا ينبغى أن يحدث قبل نفاذ مخزون الأكسجين.
وتعادل إجمالى المساحة التى تم مسحها ضعف مساحة ولاية كونيكتكت تحت الماء على عمق 13.200 قدم، أى 4020 متر. وقال الكابتن جيمى فريدريك فى خفر السواحل الأمريكى إن السلطات لا تزال تتمسك ببعض الأمل فى إنقاذ الركاب الخمس الموجودين على متن الغواصة، والتى انطلقت فى رحلة سياحية لمشاهدة حطام السفينة تايتنك.
من جانبها، وصفت صحيفة واشنطن بوست الجهود الرامية للعثور على الغواصة بالمهمة المستحيلة، متحدثة عن خيارات قاتمة فيما يتعلق بمصيرها، والحاجة إلى معجزة لإنقاذها.
وقالت الصحيفة إن استبداد الوقت والفيزياء والعمق يحدد الآن النافذة التى تنغلق سريعا أمام إنقاذ الأشخاص الخمس على متن الغواصة المفقودة منذ الأحد الماضى فى الأطلنطى، بينما يتوقع الخبراء أن هناك خيارا صعبا يقترب.
وقال بول زوكونفت، الذى قاد من قبل خفر السواحل الأمريكية إنه يرى المهمة المتعلقة بالعثور على الغواصة وإنقاذها مهمة مستحيلة، وأنه نظرا لضيق الوقت، فإنها هذه مهمة يستحيل تنفيذها حقا.
وذهبت الصحيفة إلى القول بأن الحقيقية التى تطاردنا هى أن الكثير من الموارد يمكنها التحرك معا بشكل سريع بما يكفى، وفى هذا الجزء البعيد غير المرحب من المحيط، لتحقيق معجزة.
وأوضح زوكوفت الذى قاد خفر السواحل الأمريكى بيت عامى 2014 و 2018، أنه من غير المرجح للغاية إمكانية سحب مركبة إلى السطح من هذا العمق الهائل دون أن يتم إعداد موارد هائلة مسبقة. وأشار إلى أن مهمة خفر السواحل ستكون دائما الإنطلاق من أجل سلامة الحياة فى البحر، والتمسك بالأمل دائما بأن يعودوا إلى السطح، وإطلاق عملية إنقاذ واستعادة الجميع والعيش ليوم جديد.
ويتولى خفر السواحل الأمريكى مسئولية البحث والإنقاذ الممتد على مسافة نحو ألف ميل من الساحل الأمريكى، والذى يقع البحث عن الغواصة تيتان داخل نطاقه. وتتولى البحرية عمليات الاسترداد عند فرق سفينة أو طائرة فى قاع البحر.
وقال دونالد مورفى، عالم المحيطات الذى شغل منصب كبير العلماء فى دورية الجليد الدولية لخفر السواحل، إن تلك المنطقة فى شمال الاطلنطى، حيث اختفت تيتان يوم الأحد الماضى، معرضة أيضا لظروف الضباب والعواصف، مما يجعل من الصعب للغاية إجراء مهمة بحث وإنقاذ.
على الجانب الآخر، تشير إدعاءات تم الكشف عنها مؤخرا إلى وجود تحذيرات كبيرة بشأن سلامة الغواصة خلال عملية إنشائها. وقال فريديرك إنه فى حين أن الأصوات التى تم رصدها تقدم فرصة لتضييق نطاق البحث، فإن المةوقع المحدد والمصدر لم يتم تحديدهما بعد.
وقال نقيب البحرية المتقاعد كارل هارتسفيبد، إن الأصوات وصفت بالضوضاء المزعجة، لكنه حذر من أن فرق البحث عليها أن تضع الصورة كاملة معا فى سياقها، وعليهم أن يقصوا المصادر البشرية المحتملة الأخرى غير تيتان.
وكان التقرير مشجعا لبعض الخبراء لأن فرق الغواصة لا تستطيع التواصل مع السطح، يتم تعليمها ضرب جسم الغواصة ليتم اكتشافها بواسطة السونار.
وقال البحرية الأمريكية فى بيان إنها ستسرسل نظام إنقاذ متخصص قادر على رفع اشياء كبيرة وضخمة وثقيلة تحت سطح البحر مثل الطائرات أو السفن الصغيرة.