واصل وزير الدفاع الإسرائيلي السابق موشي يعلون محاولاته للعودة إلى المشهد، في إطار استعداده لإعلان حزبه الجديد، مثلما أشار الشهر الماضي، حين أكد أنه اتخذ قرارًا نهائيا بعدم الانضمام لأي من الأحزاب القائمة حاليًا، وأنه يعتزم تشكيل حزب سياسي، سيخوض به انتخابات الكنيست الـ 21 بعد عامين تقريبًا، مشيرا إلى أن هدفه هو تشكيل الحكومة المقبلة.
ويستغل يعلون نقاط الضعف والأخطاء والافتقار إلى الكفاءة التي يفترض أن من خلفه في المنصب، أي أفيغدور ليبرمان، يعاني منها، وشن هجومًا حادًا اليوم السبت ضده، كما لم يتوقف عن مهاجمة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، معتبرا أنه كان عليه أن يستقيل منذ فترة طويلة ليخلي الساحة لمن يمكنه إدارة شؤون البلاد.
وشارك يعلون في فاعليات السبت الثقافي الأسبوعية، والتي نظمت اليوم في مدينة العفولة شمالي إسرائيل، وتطرق لعدد من القضايا وحرص على فضح إخفاقات ليبرمان وكذلك نتنياهو، مستهلاً كلمته بالتوجه للشارع الإسرائيلي بسؤال، داعيًا إياه للتفكير مليًا.
أقوال بلا أفعال
وبشأن هذا السؤال، قال يعلون “يمكن أن تسألوا أنفسكم، إذا كانت جميع الكلمات الجوفاء التي ألقيت هباء، حين كنت وزيرًا للدفاع، والانتقادات بشأن أدائي، ومن ذلك ما يتعلق بتصفية حركة حماس والإنذار الذي تم تحديده بـ 48 ساعة أمام إسماعيل هنية، وعدم تنفيذ عملية السور الواقي 2 بالضفة الغربية والاغتيالات المنظمة بالمقاتلات، إذن لماذا لم يفعل هو ذلك؟” في إشارة إلى أن ليبرمان لم ينفذ أيا من وعوده أيضًا.
وتابع يعلون، أن بعض الناس يمتلكون هذا السلوك، أي التصريحات النارية بلا أفعال، لا يمكن الوثوق بهم، قبل أن يصب هجومه على نتنياهو، مشيرًا إلى التحقيقات الأربع التي أجريت معه حتى اليوم منذ كانون الثاني/ يناير الماضي، فيما يتعلق بشهبات الفساد التي تورط بها وأفراد من عائلته.
لا دخان بلا نار
ولفت يعلون إلى أن تلك التحقيقات لم تأت هباء، وأنه “لا يوجد دخان بلا نار”، مضيفا “في بريطانيا أو الولايات المتحدة الأمريكية هناك ثقافة سياسية محددة، حين تُفتح تحقيقات وتحوم الشكوك يستقيل المسؤولون، لكن عندنا هؤلاء لديهم حصانة، ويحيكون قوانين لكي لا يُجبر رئيس الحكومة على الاستقالة، لكن منذ لحظة فتح التحقيق الثالث على الأقل، كان على نتنياهو الاستقالة فورًا”.
جميع الخيارات مطروحة
ولم يتجاهل يعلون الحديث عن مستقبله السياسي كواحد من الشخصيات التي أعلنت صراحة رغبتها في تشكيل الحكومة الإسرائيلية، ما يعني أنه في حاجة لبناء أرضية وقواعد جماهيرية عريضة، ليتمكن من منافسة حزبه السابق فضلا عن منافسين آخرين محتملين يحظون بشعبية تفوق ما يملكه، وعلى رأسهم يائير لابيد، رئيس حزب “هناك مستقبل” الوسطي الليبرالي.
وفي هذا الصدد، أشار وزير الدفاع السابق، إلى أنه يدرك عدم قدرته على التغيير بمفرده، كاشفًا أنه يعمل على بناء ما وصفها بـ”القوة السياسية” الصلبة، دون أن يستبعد فكرة الانضمام لحزب آخر، ما يعني تراجعه نسبياً عن التصريحات التي أطلقها في الرابع من آذار/ مارس الماضي، حين أكد أنه لن ينضم لأي من الأحزاب القائمة حاليًا.
وأشار يعلون، إلى أن حزب “الليكود” نفسه يضم أشخاصًا يشعرون بعدم الارتياح إزاء الطريقة التي يدير بها نتنياهو الأمور، ولفت إلى أنه يتعمد ترك كل الأمور مفتوحة وأن القرار الأخير الذي سيتخذه سيأتي في الوقت المناسب، مؤكدًا أنه يجري مقابلات مع شخصيات عديدة، وبالتحديد أولئك المنتمين لتيارات اليمين والوسط والصهيونية الدينية، وفيما يتعلق بالأخيرة حرص على التشديد على أنه يتواصل مع القوميين الدينيين الذين يأتون إليه فقط، ما يعني رفضه أن يغلب هذا التيار على حزبه، وهو التيار الذي يمثله حاليا بالكنيست حزب “البيت اليهودي” برئاسة وزير التعليم نفتالي بينيت.
حزب سياسي جديد
وأعلن يعلون في الرابع من الشهر الماضي، أنه اتخذ قرارًا نهائيًا بعدم الانضمام لأي من الأحزاب القائمة حاليًا، وقال إنه يعتزم تشكيل حزب سياسي جديد، سيخوض به انتخابات الكنيست الـ 21 بعد عامين تقريبًا، مشيرًا إلى أن هدفه هو تشكيل الحكومة المقبلة، مؤكدًا أنه يوشك أن يعلن عن حزب سياسي جديد، ينتمي للتيار القومي، وبذلك أغلق المجال أمام الحديث عن إمكانية انضمامه لحزب “هناك مستقبل” برئاسة لابيد.
وأضاف الوزير السابق، والذي استقال في آيار/ مايو العام الماضي، محدثاً عاصفة سياسية، أن مواقفه المعارضة للحكومة التي كان عضواً فيها تتعلق بنهجها القائم على التحريض والكراهية والتسبب في نقاش مجتمعي عنيف، واضطهادها للأقليات، وسلبها الشرعية عن وسائل الإعلام.
وتطرق وقتها خلال مشاركته في نفس الفاعليات الأسبوعية التي شارك بها اليوم، للفضائح وشبهات الفساد التي تحوم حول نتنياهو وعائلته، ملمحاً إلى أن هذا الفساد كان من بين أسباب استقالته من الحكومة والكنيست وتوجهه إلى تشكيل حزب سياسي جديد بمعزل عن حزب السلطة الحالي.