رحلة داخل معامل إنتاج الحرير الطبيعى بالوادى الجديد.. من تعقيم بيض القز حتى تحوله إلى شرنقة تنتج 9000 متر خيط عيار 9 إلى 30 دينيير ..وتدعيم المحافظة بوحدات آلية بدلا من الدولاب التقليدى

كتبت\هبه عبدالله

نجحت محافظة الوادى الجديد فى تدشين منظومة انتاج الحرير الطبيعى ضمن مبادرة إعادة احياء المهنة المندثرة، بعد أن طرح اللواء محمد الزملوط محافظ الإقليم مبادرة الحرير وتم تخصيص مساحات كبيرة لتنفيذ المشروع بالتنسيق مع الجهات المختصة وبدعم مجلس الوزراء وزراعة مساحات من اشجار التوت الهندى لتغذية ديدان الحرير.

وتزايدت مراكز تربية ديدان الحرير على مستوى مراكز المحافظة وجرى فتح اقسام تعليمية لطلاب التعليم الفنى بالمدارس للتدريب على إنتاج الحرير وتخريج دفعات لها خبرة فى هذا التخصص حيث تم تدشين كافة الإمكانيات لإنجاح التجربة وتدعيم المحافظة بماكينات حل وإنتاج الحرير وفقا لأحدث التقنيات وتجهيز معامل متطورة لإنتاج الحرير بأفضل طرق الإنتاج.

وقبل البدء فى تجهيز معامل التربية يجب توفير مصدر غذاء دود الحرير من خلال زراعة التوت الهندى، والذى يمتاز بسرعة نموه وخاصة القزمى الذى يتم زراعته فى الصوب المعدلة لهذا الغرض حيث يمكن زراعة 1000 شتلة هندى فى مساحة 3 قراريط (525 متر مربع) للحصول على كمية التوت الكافية لتربية علبة بيض 12 جراما مع الأخذ فى الاعتبار أن يعيد الشجر بناء نفسه للدورة التالية حيث تدخل الشجرة فى دورة الإنتاج بعد مرور 4- 6 شهور لتكون الشجرة اكتملت النمو ، ويصل عمر الشجرة الهندى إلى 20 عاما ويتم تقليم الأشجار الهندية سنويا لتكون “قزمية” لإعطاء أعلى إنتاجية من الأوراق بأسرع وقت.

وتوسعت محافظة الوادى الجديد فى مشروعات الصوب الزراعية المخصصة لإنتاج أوراق التوت الهندى يتم نقل الشتلات منها إلى التربة المستديمة ضمن المشروع حيث أن الشتلات معالجة للتاقلم مع مناخ المحافظة إلا أن الفارق يكون لصالح التوت المزروع داخل الصوب الزراعية لكونه أسرع فى النمو وأكثر كثافة ويتم جمع الأوراق يوميا لتغذية اليرقات وهى أول وأهم مرحلة فى مشروع إنتاج الحرير الطبيعى.

ويتم تجهيز معامل التربية تتغذى على أوراق التوت، حتى تصل لمرحلة الشّرنقة، حيث تقوم اليرقات بإفراز مادة من غُدتين فى الرأس، وتتحول إلى ألياف طويلة على شكل خيوط، وتتصل مع بعضها بواسطة صمغ سيريسين تنتجه غدتين أخريين، والخيط الواحد الناتج من شرنقة واحدة لا يصلح لصناعة النسيج، حيث إنه توجد 3 عيارات عالمية للحرير وهى عيار دقيق ” 9 – 15 دينيير ” وعيار متوسط ” 18- 30 دينيير “وعيار سميك ” أكثر من 30 دينيير “، وهو وحدة قياس حجم الخيط ويعرف بأنه الوزن بالجرام لخيط طوله 9000 متر ويختلف باختلاف السلالات.

ويمكن تحديد عدد الشرانق، التى يجب حل خيوطها معا طبقا للعيار المطلوب، حيث أن عيار 20-22 دينيير يمكن الحصول عليه من حل 7- 8 شرانق كما يوجد ميزان خاص بالدينيير يمكنه تحديد ذلك بدقة للمحافظة على سمك الخيط بالعيار المطلوب، ويتم الحل على دولاب الحل البلدى ويصل محيط دولاب لف الحرير إلى 180- 200 سم، ويحتاج إلى 3 عمال ولا يستطيعوا إنتاج جميع العيارات بل العيار السميك فقط.

ويكون الحرير الناتج به نسبة سيريسين مرتفعة تؤدى إلى حدوث فاقد أثناء التصنيع، ويمكن حل 5 صفائح شرانق فى اليوم خلال ورديتين ويستخدم الحرير الناتج عنه فى صناعة السجاد، ويوجد منه طراز قديم حيث يحتوى حوض الحل على 6-10 عيون ويبلغ محيط دولاب الحل 140-150 سم وأحد أضلاعه متحرك وينتج جميع العيارات وهو أفضل من الدولاب البلدى ينتج 1 كيلو جرام حرير عيار متوسط فى اليوم ” 8 ساعات “.