كشفت المعاينة والتحقيقات الأولية التي باشرنها النيابة العامة في حادث التفجير الإرهابي الذي استهدف الكنيسة المرقسية بالإسكندرية وتفريغ كاميرات المراقبة بالكنيسة أن الانتحاري الذي قام بتفجير نفسه، حاول في بادئ الأمر دخول الكنيسة من بوابة جانبية حتى يتمكن من التوغل داخلها وإحداث أكبر قدر من الأضرار والخسائر البشرية ورفض الحراس المعينين ذلك وأرشدوه للدخول من خلال بوابة أخرى مخصصة لذلك وعبر جهاز إلكتروني لكشف المعادن.
كما تبين من تفريغ الكاميرات الذي استعرضه النائب العام المستشار
” نبيل أحمد صادق “مع المستشار “سعيد عبد المحسن “المحامي العام الأول لنيابة استئناف الإسكندرية والمستشارين “وليد البحيري” المحامي العام الأول لنيابات شرق الإسكندرية الكلية و”محمد صلاح” المحامي العام الأول لنيابات غرب الإسكندرية الكلية، أنه لدى دخول الانتحاري أطلقت البوابة الإلكترونية صفارة إنذار ليتردد الانتحاري للحظات قبل الدخول خشية إلقاء القبض عليه لدى تفتيشه فقام بتفجير نفسه .
كما تبين من التحقيقات الأولية أن التفجير أحدث موجة انفجارية قوية تسببت في حدوث حالات الوفاة والإصابات بين المواطنين ورجال الشرطة المكلفين بتأمين الكنيسة والمارة حيث بلغ عددهم 17 قتيلا وأكثر من 40 مصابا .
كما أظهرت التحقيقات أن 14 شرطيا كانوا من بين الحصيلة النهائية للمصابين من بينهم 7 ضباط و5 أمناء شرطة ومجندان اثنان، في حين أن بقية المصابين بينهم 21 مواطنا مسيحيا و16 مواطنا مسلما.. وجاءت حالات الوفاة لتضم 11 مدنيا (من بينهم 3 جثث مجهولة الهوية) و6 من رجال الشرطة.
وقررت النيابة التحفظ على بعض الأشلاء الآدمية مع تكليف المعمل الجنائي والطب الشرعي بإجراء تحاليل الحمض النووي والبصمة الوراثية (دى إن إيه) للتوصل إلى هويتهم جميعا وتحديد شخصية مرتكب الحادث وكذلك الأمر بالنسبة للجثامين الثلاثة مجهولة الهوية بإجراء تحاليل (دى إن إيه) لهم واتخاذ إجراءات النشر لصورهم حتى يتم التعرف عليهم.
وتضمنت تكليفات النائب العام سرعة إنجاز التحقيقات وسؤال كافة المصابين في الحادث، واستعجال تحريات جهاز الأمن الوطني وكافة الأجهزة المعنية.
وكانت النيابة قد انتهت من الاستماع إلى أقوال 23 مصابا يرقدون بالمستشفى الجامعي ومستشفيات مصطفى كامل العسكري والأنبا تكلا والشرطة وكفر الدوار العام.. حيث انتقل محققو النيابة العامة إلى تلك المستشفيات وقاموا بسؤالهم حول مشاهداتهم ومعلوماتهم وكيفية حدوث إصاباتهم في حين يجري حاليا استكمال سؤال بقية شهود الواقعة.