الإنسانية أولاً فى كأس العالم 2022.. مشجع عربى يخطف قلب مدرب البرازيل.. “مترو مان” يتحول إلى أيقونة.. مدرب وجماهير اليابان يعكسون مظهرا حضاريا.. وفان جال يعانق صحفى سنغالى بعد نهاية المؤتمر

كتبت\هبه عبدالله

نسخة مميز تستضيفها قطر من كأس العالم، ومع اقتراب نهايتها بالوصول إلى دور الثمانية، شهدت تلك النسخة العديد من اللقطات المميزة داخل وخارج الملعب، كان أبرزها لقطات إنسانية رائعة حصدت إشادة واسعة بين الجماهير المختلفة على مواقع التواصل الاجتماعى.

مشجع عربى يخطف قلب مدرب البرازيل

خطف شاب عربى قلب تيتى، المدير الفنى لمنتخب البرازيل فى كأس العالم 2022، حتى بدأ فى رحلة البحث عنه، تحدث تيتى فى مؤتمر الصحفى عن شاب عربى يبحث عنه، بعدما ساعد ابنته بعد مباراة البرازيل وصربيا في الجولة الأولى من كأس العالم 2022، دون أن يعلم بهويتها، وقال تيتي في هذا الصدد: “الرياضة تمنحنا أشياءً جميلة واستثنائية من الناحية التربوية، لقد كانت عائلتي عائدة بعد المباراة من أجل الوصول للمترو، لديّ حفيدان ثقيلا الحجم نوعاً ما، ولقد كان أحدهما نائماً وهو لوكي الأثقل وزنا، وفي هذا الوقت ظهر شاب عربي عرض المساعدة، لقد قام بأخذ حفيدي وحمله، لا أعلم كم كانت المسافة، لكني شاهدت تلك الصورة الجميلة حقاً، أريد معرفة هذا الرجل العربي النبيل، وذلك لأنه أظهر لنا شعوراً بالتضامن والإنسانية يتجاوز حدود كرة القدم”.

وبالفعل توصل تيتى إلى هذا المشجع العربى وهو حسام سفرينى المشجع الفلسطينى، وقام بإهدائه قميص البرازيل وعليه توقيع اللاعبين.

“مترو مان” يتحول إلى أيقونة

“المترو من هذا الاتجاه” مهنة قد تبدو بسيطة ومملة، لكن صاحبها نجح فى تحويلها إلى أيقونة شهيرة فى مونديال قطر، لم يكن الشاب الكينى، أبو بكر عباس، يعلم أن وجوده فى قطر خلال بطولة كأس العالم لكرة القدم وعمله كمرشد للمشجعين، سيجعلان منه نجما عبر مواقع التواصل الاجتماعى، ويعمل عباس ضمن فريق المرشدين، الذين يوجهون الجمهور نحو المترو فى الدوحة، وتقتصر وظيفته على ارتداء يد كبيرة الحجم، والإشارة إلى اتجاه محطة المترو لإرشاد المشجعين، كما تعين على عباس ترديد عبارة واحدة، لكنها كانت كافية لتغيير مسار حياته، وبالرغم من وجود مئات المرشدين الذين يملأون شوارع الدوحة، إلا أن طريقة عباس في أداء وظيفته جعلت منه محط أنظار الجميع.

جماهير اليابان يعكسون مظهرا حضاريا

أبهرت الجماهير اليابانية العالم بأخلاقها المتحضرة فى مدرجات مونديال قطر 2022، وذلك بعد السلوك المميز الذى كانت تقوم به عقب كل مباراة بتنظيف المدرجات وتسهيل المهمة على عمال الاستاد فى رسالة راقية إلى العالم، ولم يتوقف الأمر على الجماهير فقط، بل كان لاعبو المنتخب اليابانى أيضاً على نفس الدرجة من الرقى، عندما قاموا بتنظيف غرف خلع الملابس الخاصة بهم عقب نهاية كل مباراة، تاركين خلفهم رسالة شكر إلى العمال وهدايا من الأوريجامى الورقية، حتى بعد المباراة الأخيرة التى خسروها فى دور الـ16 أمام كرواتيا بركلات الترجيح ليودعوا البطولة، ما جعل الاتحاد الدولى لكرة القدم فيفا، يتوجه إليه برسالة شكر على بصمتهم الرائعة التى تركوها.

فان جال يعانق صحفى سنغالى

يتوقع أى مدرب أن يمطره الصحفيون بالأسئلة بلا رحمة في كأس العالم لكرة القدم لكن مدرب هولندا لويس فان جال تلقى سؤالا لم يخطر على باله أبدا وبالنسبة لكثير من المدربين، فإن الرد على مئات الصحفيين من بين أكثر الالتزامات تحديا في كأس العالم كما كان الحال مع فان جال الذي أجاب على أسئلة حول كل شيء من حقوق الإنسان إلى الخطط الفنية قبل مواجهة الإكوادور يوم الجمعة، لكن السؤال الذي فجر مشاعره أكثر جاء من بابا محمود جاي وهو صحفي شاب من السنغال الذي خسر منتخب بلاده 2-صفر أمام هولندا في مباراته الافتتاحية، ورفع الشاب يده بجدية، وأخذ الميكروفون قبل أن يقول للمدرب الهولندي “ليس لدي أسئلة أنا صحفي شاب بدأت للتو مسيرتي المهنية ليس لدي أي سؤال لك، لكني أردت أن أنتهز هذه الفرصة للتعبير عن إعجابى الكبير بك منذ الطفولة حتى ولو خسرنا أمامك فى المباراة الأولى”.

وبدا أن هذا الكلام لمس قلب المدرب المخضرم البالغ من العمر 71 لترتسم ابتسامة كبيرة على وجهه، وقال فان جال “هل يمكننى أن أعانقك، سأمنحك عناقا كبيرا فى وقت لاحق. كلامك أسعدنى كثيرا. بصراحة، لا يقول لى الناس هذه الأشياء فى كثير من الأحيان، سأمنحك عناقا كبيرا”.

وكان فان جال وفا بوعده، فبعد انتهاء المؤتمر الصحفى نزل من على المنصة وعانق الصحفى الشاب وسط تصفيق المدافع الهولندى دينزل دمفريس، بينما تجمع حشد لالتقاط صورة لهذه اللحظة الرائعة.