كتبت\هبه عبدالله
تابعنا وبمنتهى الحزن والأسى على مدار الأيام القليلة الماضية ما نشر فى بعض الصحف والمواقع المصرية والعربية أيضا، حيث نشرت صورة ضوئية من تقرير الطب الشرعى الخاص بالطالبة المذبوحة نيرة أشرف، والصادر بتاريخ 21 يونيو الماضى، أى بعد وقوع الجريمة بأيام، والحقيقة لا أعلم من المسؤول عن تسريب هذا التقرير ولا الغاية من النشر ولا الهدف من استعراض كل هذه التفاصيل فى المواقع وعلى السوشيال ميديا، هل برأتم نيرة فعلا بنشر تفاصيل تقرير الطب الشرعى المتعلقة بعذريتها، هل أنقذتم سمعة المذبوحة من الوحل؟، أم أكلتم من لحمها وعرضها وشرفها وهى جثة هامدة بين يدى ربها.. من أعطاكم الحق لاتهامها ومن وكلكم للدفاع عنها، ومن أين جاءت لكم جرأة محاكمة من أصبحت بين يدى ربها؟
تسريب هذا التقرير للصحافة جريمة، ونشر تفاصيل التقرير جريمة أخرى.. مَن استفاد من معرفة عدد الطعنات وشكلها، مَن استفاد من معرفة عدد الكسور فى جسدها، مَن استفاد من معرفة لون ملابسها الداخلية وحالة غشاء البكارة؟، أى جريمة ترتكبون وأى تريند تتسابقون لصنعه وأين الضمير الذى يحرك أقلامكم وأين القلب والعقل فى تسريب ونشر مثل هذه المواد؟، نيرة أشرف ذبحت وأصبحت جثة هامدة وقاتلها حكم عليه بالإعدام ونال جزاءه، إلى متى تستمرون فى ذبحها بالخوض فى تفاصيل حياتها ونشر رسائل صوتية خاصة بها والخوض فى سمعتها وشرفها، هل تصدقون فعلا أنكم تبرئونها؟
الحقيقة هذه الحالة من العبث يجب أن تتوقف.. يجب أن تتوقف الصحافة عن نشر تفاصيل حياة نيرة وقصة حياتها ورسائلها وعلاقاتها، كما يجب أن يتوقف هذا العبث المرتبط بتبرير الأفعال على السوشيال ميديا، ونشر الاتهامات وتبرئة الناس على السوشيال ميديا، وصناعة تريند من سمعة وشرف وتفاصيل الحياة الشخصية للناس على مواقع التواصل الاجتماعى، لأن كل هذه الأفعال تندرج تحت مسمى واحد وهو «النميمة»، والتى تخرب المجتمعات وتصنع الفتنة بين الأفراد وتهدم الشعوب وتدهس القيم، وكل هذا ينطبق عليه قول الله عز وجل «أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه»، لذا أدعوكم ونفسى للتريث والتحقق قبل كل كلمة وكل إعادة نشر «Reshare/Retweet» وكل رأى على السوشيال ميديا، حتى لا نصل لما نهانا عنه الله عز وجل.