كتبت\هبه عبدالله
مر أكثر من عامين علي ظهور فيروس كورونا المستجد، والذي تسبب في تغيرات عديدة لكثير من الدول، حتي أطلق عليه وباء عالمي، ويجب التعامل معه بالطرق الاحترازية لتقليل فرص الإصابة به، وبعد فترة قليلة علي هذا الأمر، بدأت العديد من الفيروسات الأخرى في الظهور، منها جدري القرود، وأنفلونزا الطماطم، وهذا على الرغم من كونها ليست بالفيروسات الحديثة؛ بل ظهر منذ سنوات طويلة.
لذلك تعرض للتعريف بهذه الفيروسات، كما تتطرق إلى التساؤل المهم حول أسباب ظهور الفيروسات القديمة خلال هذه الأيام، وإثارتها للجدل والخوف. وفي بداية الأمر يجب الرجوع بالذاكرة قليلًا؛ لنتذكر أيام ظهور فيروس كورونا أو “كوفيد-19″، فعند اعتماده كوباء حدث تغير كبير في العالم أجمع، وتسبب في جلوس الكثير من المواطنين في المنازل، والعمل منها، وتقليل التواجد أو ممارسة الحياة بشكل طبيعي كسابق. وبعد مرور فترة زمنية طويلة، بدأت ممارسة الحياة بشكل طبيعي، ولكن بشروط من خلال الالتزام بالإجراءات الاحترازية كارتداء الكمامة واتباع المسافات الموصي بها، وأيضًا غسيل اليدين بشكل دائم للتخلص من الفيروسات.
كورونا
يعد شهر ديسمبر من عام 2019 نقطة فاصلة في الكشف عن هوية الفيروس المجهرى الأخضر، والذى سجل أول إصابة به في الصين في 17 نوفمبر، ولم تؤكد معمليًا إلا في شهر ديسمبر، وعلي الصعيد المحلي فإن البيانات المؤكدة بحسب وزارة الصحة والسكان فإن أول إصابة مؤكدة لفيروس كورونا بمصر كانت لمواطن صينى يبلغ من العمر 34 عاما في 13 فبراير من العام 2020 وتم وقتها نقله إلي مستشفي النجيلة بمطروح وتم شفاءة وغادر المستشفي ثم توالي رصد وتسجيل إصابات جديدة معظمها كانت في البداية لرعايا وسياح أجانب بمصر . وبعد مرور عدة أشهر من ظهور هذا الفيروس أو الوباء المخيف، بدأ البحث العلمي في وجود حل للتخلص والتعايش مع هذا الفيروس، وكان الأرجح هو صناعة لقاح، وبالفعل ظهر في الفترة الأخير أنواع عديدة من اللقاحات، منها موديرنا وجونسون، وسينوفارم ، وسينوفارم، وفايزر، سبوتنك، وأنواع أخري ولكن هؤلاء أشهرهم. ومن ضمن النصائح التي قدمتها منظمة الصحة العالمية، والعديد من المواقع الطبية ومنها ” onlymyhealth”، ومراكز السيطرة علي الأمراض والأوبئة “cdc”، هي اتباع الإجرائات الإحترازية. وبعد ظهور العديد من النصائح بمختلف أنواعها وتلقي اللقاح بدأت الكثير من الدول في تقليل الشروط الاحترازية المختلفة، والبدء في ممارسة الحياة اليومية بشكل طبيعي، بعدما كنت في حظر تجوال واتباع ممارسة العمل من المنزل وما شابه ذلك.
جدري القرود
هو مرض فيروسي حيواني المنشأ يحدث بشكل أساسي في مناطق الغابات بوسط وغرب أفريقيا، وتسبب في حدوث حالة من الذعر في العديد من الدول الأوربية والشرق الأوسط بسبب ظهور العديد من الحالات في الكثير من البلدان كبريطانيا، وفرنسا وبلجيكا، والدنمارك والعديد من الدول الأخري .وتشمل أعراض الإصابة بهذا المرض، الحمى والطفح الجلدي وتضخم الغدد الليمفاوية وقد يؤدي إلى مجموعة من المضاعفات الطبية، ويعكف العلماء على دراسته منذ سنوات طويلة. ووفقًا لمراكز السيطرة علي الأوبئة والأمراض المعدية “cdc” ، في البداية ظهر جدري القرود أول مرة في عام 1958، عندما تم اكتشاف مرض شبيه للجدري في مستعمرات القرود، ولذا أطلق عليه مرض “جدري القرود”، وتم تسجيل أول حالة بشرية عام 1970 في بلدان وسط وغرب إفريقيا. وفترة الحضانة الخاصة بجدري القرود، من 7 إلي 14 يوما، وتبدأ الأعراض بارتفاع حرارة الجسم، والصداع، وألم عضلات الجسم، وألم الظهر، وقشعريرة، وبعد مرور 3 أيام من الإصابة بظهر طفح جلدي في أماكن متفرقة من الجسم.
في الواقع لا يوجد علاج أساسي لجدري القرود، ولكن يمكن استخدام لقاح الجدري، والأدوية المضادة للفيروسات، والجلوبيولين المناعي، للسيطرة عليه، مع ضرورة إجراء طرق للوقاية من هذا المرض عن طريق الابتعاد عن ملامسة الحيوانات التي يمكن أن تنقله، عزل المرضي المصابين، الاهتمام بنظافة اليدين عن طريق غسلها بالماء والصابون جيدا.
أنفلونزا الطماطم
أخر فيروس ظهر حيث نشرت الصحف الهندية عن إصابة أكثر من 26 حالة بهذا الفيروس، فالاسم العلمي له ليس أنفلونزا الطماطم بل مرض اليد والقدم والفم Hand, Foot, and Mouth Disease، أو (HFMD ). وأوضحت الكثير من المواقع الطبيبة، ومنها “indianexpress”، و”dnaindia.”، و”healthlibrary”، أن أنفلونزا الطماطم تصيب الأطفال، وهذا الفيروس ليس جديد بل ظهر سابقا.
يسبب هذا الفيروس ظهور بثور تشبه الطماطم علي الجلد، و تؤثر أنفلونزا الطماطم بشكل كبير على الأطفال الذين تقل أعمارهم عن خمس سنوات والذين يعانون من حمى غير مشخصة، وتتسبب في تهيج الجلد، والجفاف لدى الأطفال، وبشكل عام، يكون شكل البثور أحمر اللون وعندما تصبح كبيرة جدًا تشبه الطماطم وبالتالي تسمى حمى الطماطم أو أنفلونزا الطماطم.
وتُعد هذه الانفلونزا ذاتية الحد ولا يوجد دواء محدد لذلك، وهذا يعني أن الأعراض ستختفي مع مرور الوقت مثل حالات الأنفلونزا الأخرى ، وتعتبر حمى الطماطم معدية ، و يحتاج المصابون بهذه الأنفلونزا إلى عزلهم لأن هذا يمكن أن ينتشر بسرعة من شخص إلى آخر .أيضًا هي معدية، مثل حالات الأنفلونزا الأخرى، ويجب إبقاء الأطفال المصابين في عزلة لأن هذه الأنفلونزا يمكن أن تنتشر بسرعة من شخص إلى آخر؛ وبالتالي عليك تجنب الاتصال الوثيق مع الشخص المصاب.
لماذا انتشرت فيروسات كثيرة وقديمة بعد جائحة كورونا ؟
الدكتور إسلام عنان أستاذ اقتصاديات الصحة وعلم انتشار الأوبئة، يوضح أن هناك دراسة نشرت في (JAMA) ، وأوضحت أن معدل الإصابة بفيروسات الجهاز التنفسي في ٢٠١٨ كانت ١٤٪ ، وفي ٢٠٢٢ أصبحت ٣٢٪، وهذا يعني الضعف، وبعد مرور عامين من انتشار وباء كورونا واتباع الاجراءات الاحترازية لفترات طويلة، يتتسبب هذا في انتشار الأوبئة.
وأوضح أن انتشار العديد من الفيروسات بعد جائحة كورونا، يحدث نتيجة لتغيير المناخ الذي حدث خلال العامين الماضيين، وتعافي الطبيعة كما تم وصفها بعد فرض اجراءات الاغلاق وحظر التجول، ويعد انتشار الفيروسات التم تحورها نتيجة وجود فيروس كورونا في الجو ومن انسان لانسان واتحاده معها او تقويتها. وأشار إلى أن ازدهار الفيروسات نتيجة لعدم الاصابة بها من قبل الهدف منها المحافظة على وجودها حيث غيرت الفيروسات من شكلها وتحررت لتكون أشد اصابة، وازدهار أمراض حساسية الصدر والربو والامراض المناعية نتيجة النظافة المفرطة خلال اتباع الاجراءات الاحترازية خلال جائحة كورونا . كما أن ازدهار الأمراض والفيروسات يحدث نتيجة تغيير في مستوى المناعة عند البشر بعد الجائحة نتيجة لاستخدام مفرط للأدوية وخاصة المضادات الحيوية التي تتسبب في ضعف المناعة ويصبح الشخص بيئة خصبة لالتقاط الفيروسات الأخري بكل سهولة، كما أن الاصابة بكورونا المتكررة تسبب أيضًا الاصابة بالفيروسات الأخري.