اعتبر الإعلان عن رئاسة السيدة موحترم آراس برلمان ولاية بادن فورتمبرغ الألمانية في مايو الماضي لحظة حساسة للغاية في ألمانيا وأوروبا، ذلك أنها أول مسلمة تصل لهذا المنصب.
ويأتي انتخاب مسلمة على رأس برلمان ولاية بادن فورتمبرغ أيضًا كرسالة على الاندماج السياسي للألمان، ذوي الخلفية الأجنبية، إذ لم يسبق من قبل أن ترأس البرلمان رجل أو امرأة بخلفية أجنبية.
وكانت ألمانيا رحبت بأكثر من مليون لاجئ في عام 2015، ومعظمهم مسلمون، ما رفع التوتر بين المؤيدين والمعارضين للاجئين.
وانتخبت موحترم آراس، النائبة عن حزب الخضر في برلمان ولاية بادن فورتمبرغ، بأغلبية كبيرة رئيسة لبرلمان الولاية، وحصلت موحترم ذات الأصول التركية، في 11 مايو 2016، على 96 صوتا مؤيدا مقابل 39 صوتًا رافضًا لانتخابها رئيسة للبرلمان، فيما امتنع 3 نواب عن التصويت.
وتوجهت آراس، البالغة من العمر 50 عامًا، عقب انتخابها بالشكر لأعضاء النواب، معتبرة اختيارها على رأس البرلمان بمثابة “علامة على الانفتاح على العالم والتسامح ونجاح الاندماج”.
وواجهت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل انتقادات حادة، وانخفضت شعبيتها بسبب مساعدتها في تسهيل تدفق اللاجئين، ولكن انتخاب آراس يشير إلى أن التشكك تجاه اللاجئين لا يعني بالضرورة تحول نحو كراهية الأجانب.
وردًا على سؤال حول رأيها في السياسة الألمانية، قالت “آراس” في مقابلة مع “واشنطن بوست”، إنها في البداية تود أن تفصل بين ديانتها ورأيها السياسي، لافتة إلى أن الدين ليس من أولوياتها، وأشارت إلى أنها حصلت على 42.2 %، من الأصوات، وأنها ليست الأفضل بين حزب الخضر فقط، بل الأفضل بين جميع أعضاء البرلمان.
وأكدت أن انتخابها كرئيس للبرلمان في ولاية فورتمبيرغ، أصبح يومًا تاريخيًا في تاريخ الدولة الألمانية، ليس فقط بسبب أنها أول امرأة في هذا المنصب، بل لأنها، كذلك، أول شخص من خلفية وعرقية غير ألمانية.
وقالت “آراس” إن الانتماء الديني لم يلعب دورًا كبيرًا خلال حملتها الانتخابية، فجوهر القضايا هو ما يهم”، وأضافت: “يسرني جدًا أن المجتمع الألماني يتمتع بحرية دينية، بالإضافة إلى حرية الرأي، وتلك أمور لا غنى عنها في الدستور”.
ووجهت الصحيفة الأمريكية إلى “آراس” سؤالًا حول تعرض عمدة لندن صادق خان إلى اتهامات بكونه على علاقة مع متطرفين مسلمين، وهل ممكن مثل هذه الادعاءات الشخصية أن تؤثر عليها في ألمانيا، فردت قائلة: “أنا جزء من هذا المجتمع، أنا سياسية ألمانية، وهكذا يراني الناس، وتدرجت في كافة مستويات العمل السياسي على مدى 20 عامًا، ويسعدني أن أقول إنني لم أتعرض لمثل هذا النوع من المواقف”.
وحول خفض ألمانيا نسبة استيعابها من اللاجئين، قالت: “بلادنا حققت إنجازًا غير مسبوق العام الماضي، حيث استقبلت حوالي مليون لاجئ، وجاء ذلك بسبب التفاني الذي قام به كل فرد في المجتمع لخدمة اللاجئين، وأنا ممتنة لهؤلاء الذين أظهروا هذا التفاني، إلا أننا بحاجة ماسة للتعاون على المستوى الأوروبي بشأن سياسة اللاجئين لدينا”.
وعن رأيها في الاتفاق الذي تود أن تعقده المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل مع تركيا حول أزمة اللاجئين، قالت إنها تؤمن بأن المجتمع الدولي يجب أن يعالج الأسباب الجذرية التي تدفع الناس للفرار من بلادهم، كما أنه يجب مكافحة عصابات تهريب البشر، وأشادت “آراس” بالموقف التركي تجاه اللاجئين.
وبشأن النزاع التركي الكردي ترى أنه يؤذي الطرفين الأتراك والأكراد، ودعت حزب العمال الكردستاني إلى نزع أسلحته، والحكومة التركية للعودة إلى عملية السلام.