كتب\هشام الفخراني
ستصطدم مركبة فضائية على شكل صندوق تزن حوالي نصف طن في كويكب على بعد سبعة ملايين ميل من الأرض بسرعة 15000 ميل في الساعة، في محاولة لدفعها إلى مدار جديد، وهذه المهمة الانتحارية ليست مجرد تجربة ذاتية يحلم بها علماء ناسا وينفقون عليها الكثير من الأموال ولكن يمكن أن يعتمد مستقبل البشرية على نجاحها، لأن اختبار إعادة توجيه الكويكب المزدوج (DART) بقيمة 330 مليون دولار (269 مليون جنيه إسترليني) قد يوفر إجابة لمشكلة شغلت علماء الفلك لعدة قرون.
ووفقا لما ذكرته صحيفة “ديلى ميل” البريطانية، توفر عملية الاصطدام إجابة عن سؤال ماذا تفعل عندما يكون كويكبًا في مسار تصادمي مع كوكبنا.
قال مدير ناسا بيل نيلسون، “هذه مهمة لكوكب الأرض لأننا جميعًا سنكون مهددين”، مضيفًا أن المهمة تحول الخيال العلمي إلى حقيقة علمية.
عندما أدرك العلماء لأول مرة أن فوهة تشيككسولوب التي يبلغ عرضها ستة أميال قبالة شبه جزيرة يوكاتان المكسيكية قد تسبب فيها كويكب تسبب تأثيره في تدمير شامل لجميع الديناصورات غير الطيور، بدأوا في القلق من حدث على مستوى الانقراض بسبب كويكب قاتل للكوكب.
ووفقًا لوكالة ناسا، فإن هذه المخاوف ليست في غير محلها، فقد صنفت حوالي 28000 كويكب على أنها أجسام قريبة من الأرض، ويعتقد علماءها أنه يمكن أن يكون هناك من بينهم ما يكفي لإحداث أضرار كارثية في حالة اصطدامها بالأرض.
وهناك ما يقرب من 200 حفرة أثرية تم العثور عليها حول العالم حتى الآن هي شهادة على حقيقة أن الأرض قد تعرضت للاصطدام قليلاً بالكويكبات على مدى آلاف السنين.
ويتمثل دور مهمة DART في اختبار فعالية طريقة انحراف الكويكب التي تنطوي على مصادم حركي، وفي هذه الحالة تسافر مركبة فضائية بأكثر من أربعة أميال في الثانية.
وتأمل ناسا في إثبات أنه إذا اصطدمت بكويكب أو مذنب بقوة كافية بينما كان بعيدًا بما يكفي عن الأرض، يمكن أن يغير مساره حتى لا يصطدم بنا أبدًا.