كتب\وائل سليمان
انطلقت اليوم الثلاثاء بمدينة دبى، القمة العالمية للحكومات 2022، تحت رعاية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وبحضور 4000 مشارك من 190 دولة.
وشهدت القمة مشاركة مصرية واسعة ضمت الدكتورة هالة السعيد وزيرة التخطيط ورانيا النشاط وزيرة التعاون الدولي، كما شارك السفير أحمد ابو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية.
وركزت القمة فى جلسات اليوم الأول على التحديات التي شهدها العالم وفي مقدمتها تأثيرات جائحة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية الحديث المشترك في معظم ندوات اليوم التمهيدي أمس الاثنين، وكان هناك تركيز على قضية مستقبل الطاقة، حيث أكد جوزيف ماكمونيجل الأمين العام لمنتدى الطاقة الدولي (IEF) الذي يضم 72 دولة عضو، ضرورة تفعيل الاستثمارات بهدف منع الارتفاع الحاد في الأسعار والحرص على استمرار التوريد المناسب للطاقة وإبقاء الأسعار مستقرة.
وناقشت جلسة بعنوان “الهيدروجين: المواءمة بين أمن الطاقة والتحول في مجال الطاقة”، أهمية الهيدروجين الأخضر في تحقيق الحياد الكربوني، وقال ميج جنتل المدير التنفيذي في “هايلي إنوفيتف فيولز”، إن “هناك دروسا عديدة استلهمناها من تطوير مشروعات غاز طبيعي كبيرة جداً، ويمكن تطبيق هذه الدروس في مجال الهيدروجين. إننا بحاجة إلى مصانع كبيرة جداً لإنتاج الهيدروجين. وكل ما تعلمناه من تمويل البنى التحتية الكبيرة هام لتوفير رأس المال في مجال الهيدروجين“.
وشهدت جلسة “مرحلة ما بعد الأزمة.. إعادة البناء من أجل أمن الطاقة والعمل المناخي” نقاشات حول أهمية تبني سياسة تنويع مصادر توريد الطاقة، وتجاوز تحديات تمويل مشاريع الطاقة مع المستثمرين، مع التركيز على أهمية استشراف المخاطر والإعداد لها عوضاً عن التركيز على الاستجابة لها، وأكد المتحدثون فيها أن أمن الطاقة أهم من خفض البصمة الكربونية.
وأشار تشارلز هندري وزير الطاقة السابق في المملكة المتحدة، إلى الدروس المستفادة من الأوضاع الحالية، وأبرزها ضرورة استشراف التحديات والتحضير لها عوضاً عن التركيز على الاستجابة ورد الفعل، وقال: “في أوروبا طالما اعتمدنا بشكل مباشر على مصدر واحد للطاقة، لا بد من الحرص على سياسة التنويع في أسواقنا، ولذا فإن أمن الطاقة أهم من خفض البصمة الكربونية، ومن دونه لا يوجد توفير للطاقة الرخيصة”، لافتاً إلى أن أوروبا تعلمت درساً قاسياً من الأوضاع الراهنة، وسيكون عليها تعزيز سياسة الابتكار لتحقيق التحول المطلوب.
وأكد نيل تشاترجي، الرئيس السابق للجنة الفيدرالية لتنظيم الطاقة، كبير المستشارين في هوجان لوفيلز، وجوب إدارة التحول في الطاقة مع الحفاظ على اعتمادية الشبكة الخاصة بالخطوط الكهربائية، والتي يزداد الاعتماد الدولي عليها دون أن يواكب ذلك زيادة في الانفاق الاستثماري لتطويرها، وقد سبق أن واجهت شبكتا كهرباء في الولايات المتحدة مشكلة الوصول لأقصى حدود التحمل بسبب أحوال الطقس وظروف أخرى.
وتطرقت ريجينا مايور، الرئيس العالمي لقطاع الطاقة في كي بي أم جي، إلى أهمية التعامل مع التغير المناخي والبلدان التي تسهم سلبياً في ذلك، معتبرة أننا “نواجه خصماً مشتركا”، علماً أن 90% من اقتصادات العالم ملتزمة بالحد من الانبعاث الكربوني، وهي تحتاج لمحفزات ضريبية، ومن المهم العمل على خفض كلفة البصمة الكربونية.
من جانبه استعرض رئيس وزراء حكومة إقليم كردستان، مسرور بارزاني، خطط الإقليم ليصبح مزوداً عالمياً رائداً للطاقة، مؤكدا مواصلة خطط تعزيز جاذبية الإقليم للاستثمار، وتطلعه إلى تلبية الطلب العالمي المتزايد على الطاقة قريباً، وقال خلال جلسة بعنوان “الطاقة والصادرات ومستقبل إقليم كردستان العراق” أن إقليم كردستان “مفتوح أمام الأعمال” وأن طموحات الإقليم في مجال الطاقة تشهد زخماً كبيراً.
وقال بارزاني: “انتقلنا من بداية ثابتة تقريباً عندما مرّرنا قانون الاستثمار الخاص بنا قبل 15 عاماً، إلى منطقة تنتج وتصدر حوالي نصف مليون برميل من النفط يومياً. لكن هذه الرحلة لم تكن سهلة“.
وأضاف: “لدينا فرص هائلة لتلبية احتياجات الأسواق المحلية والعالمية. ونحن منفتحون على الأعمال ونتطلع بشدة إلى الترحيب بشركاء جدد في كردستان. وكلنا ثقة بأن كردستان ستصبح قريباً مصدراً مهماً للطاقة يلبي الطلب المتزايد في العالم“.
وحول استراتيجية الطاقة في كردستان قال بارزاني: “أقدمنا على تغييرات مهمة بالنسبة لنا خلال السنوات الثلاث الماضية. إذ نفذنا واحدة من أفضل السياسات والممارسات عالمياً في هذا المجال ضمن أجزاء من قطاعنا العام. لكن الطريق أمامنا لا يزال طويلاً“.