كتبت\هبه عبدالله
الصبر والأمان عنوان حياة 6 أخوات أرامل فقدن أزواجهن على مدار السنوات، ولكن ظللن السند والعم لبعضهن خاصة وأن لكل واحدة منهن قصة مؤثرة تعبر عن قدرتهن على التحمل والصبر، ولأن أعظم المصائب هي مصيبة الموت فاختبرهن الله في الأشخاص الأقرب لقلوبهن، كما قالت ابنة أحداهن إيمان عبد الرؤوف في حديثها ” أن والدتها وخالاتها الخمس كن على قلب رجلاً واحد خاصة بعد أن فقدن أزواجهن جميعًا.
صباح فقدت الزوج منذ 45 عاما وفقدت ابنتها منذ أشهر قليلة
بدأت القصة عند الحاج الحاج مسعد شيبة الحمد من مناوهله مركز الباجور محافظة المنوفيه أب لـ6 بنات و4 أولاد، كبيرتهم صباح التي تزوجت ولكن زوجها توفى من أكثر من 45 عاما تاركًا لها أطفالها أصغرهم ابنتها التي كانت في عمر 40 يومًا، لم تتوقف صباح أمام الحزن طويلاً وإنما ربت أبناءها بعد عملها كمساعدة في إحدى الجامعات.
ظلت الحياة تسير على وتيرة واحدة حتى طرق الموت بابها للمرة الثانية ولكن هذه المرة فقدت ابنتها الصغرى التي تربت يتيمة الأب وهي في ريعان شبابها منذ عدة أشهر، وأردفت إيمان أنها تعيش بدعم أخواتها وصبرهن معها طوال الوقت.
هناء أرملة من 30 عاما وعملت في بيع الملابس لتربية أبنائها
أما عن الخالة الثانية وهي هناء شيبة الحمد، سيدة تعتبر أشدهن قوة وصلابة، فبعد وفاة زوجها منذ أكثر من 30 عاما وهي لا تعلم من أين يمكن أن تنفق على أولادها الصغار، فقررت أن تتجه لبيع الملابس لكي تنفق على أبنائها حتى تزوجوا جميعًا بعد انتهاء فترة تعليمهم.
صفاء اختبرت فقدان الابن منذ 20 عامًا
أما عن صفاء وهي والدة إيمان فكان اختبار الله لها من نوع أخر، حيث توفى أبنها نتيجة حادث سيارة وكانت معه منذ 20 عاما، ومنذ هذه اللحظة تسير على عكاز، ولكنها كانت مصدر قوة لأخواتها حيث أنها لا تفارقهن أبداً.
كريمة.. خطأ طبي جعلها طريحة الفراش 25 عامًا
وعن الخالة كريمة التي أصابها تعب الغضروف ونتيجة خطأ طبي ظلت قعيدة الفراش لمدة 25 عاما يخدمها فيه بكل الحب أخواتها، حتى بعد مرور هذه السنوات ظلت محتفظة بجمالها وضحكتها كما قالت ابنة أختها الكبرى إيمان فبالرغم من ألمها لكن الابتسامة لا تفارقها أبداً.
وفاء أم لـ 4 أولاد علمتهم وجعلتهم سنداً لها
أما وفاء شيبة الحمد فهي الخالة الوسطى التي جعلت حياتها محوراً لأولادها الذين تخرجوا من مراحل التعليم المختلفة وأصبحوا سنداً لها الأن.
وعن إلهام الخالة الصغرى والتي جمعتها قصة حب كبيرة مع زوجها كما أوضحتها إيمان ابنة أختها الكبرى أنها إلى الأن وبعد مرور سنوات تزور قبر زوجها ولا تتوقف عن بكاءه أبداً، وكما وصفتها إيمان في أكثر القصص حباً وإخلاصاً .
واختتمت إيمان حديثها قائلة أن بالرغم من الملابس السوداء التي يرتدونها إلا أنهن أعظم أمهات أمتلكن قلوباً بيضاء حاوطت أولادهن وأحفادهن بعد كل هذه الصعاب والاختبارات القاسية.