كتب\هشام الفخراني
أعرب المبعوث الرئاسى الأمريكى الخاص لشئون المناخ، جون كيري، عن سعادته للانضمام إلى منتدى شباب العام بشرم الشيخ في مطلع هذا العام لمناقشة خطورة التغيرات المناخية، فيما وجه الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي، قائلا: “أشكر الرئيس السيسي على قيادته لهذه القضية والتزامه برعاية حكومة مصر الدورة المقبلة COP 27، ويسعدني جدا أن أكون قادرا على المساعدة في الاحتفال بقيادة مصر في مجال المناخ واستعدادها لذلك وإشراك الشباب في جميع أنحاء العالم”.
وأضاف كيري، في كلمته بجلسة “الطريق من جلاسكو إلى شرم الشيخ لمواجهة التغيرات المناخية” ضمن فعاليات منتدى شباب العالم في نسخته الرابعة والمنعقد حاليا في مدينة شرم الشيخ، أنه يجب الاعتراف بأن الشباب هم الذين يطلبون بمواجهة ظاهرة التغيرات المناخية، معتقدا أن مشاركة الشباب من جميع أنحاء العالم في المنتدى بشرم الشيخ أمر بالغ الأهمية، مردفا: “أود أن أقدم احترامي لسامح شكرى وزير الخارجية، فكان صديقا حميما منذ سنوات عندما كنت وزيرا للخارجية الأمريكية، كما أشكر وزيرة البيئة ياسمين فؤاد، التي كانت شريكا وثيقا أثناء مؤتمر جلاسكو، والآن نحن مطالبون بالاضطلاع بدور قيادي عظيم، ونحن نمضي قدما نحو شرم الشيخ”.
وأكمل: “أتفهم أن جيل الشباب منكم يشعرون بالإحباط إلى حد ما اليوم، وأريدكم أن تفهموا أنني أشارك العديد من الأشخاص الأكبر منكم سنا في هذا الإحباط، أخبرنا العلماء بشكل لا لبس فيه، أن لدينا حوالي 8 سنوات مقبلة يجب علينا خلالها اتخاذ القرارات الحاسمة، وتنفيذها من أجل تجنب أسوأ عواقب أزمة المناخ، واليوم في كل بلد في العالم لا أحد بمنأى عن ذلك، كل بلد يشعر الناس بعواقب أزمة المناخ، لقد رأينا حرائق غير مسبوقة خرجت عن نطاق السيطرة، ورأينا مستويات قياسية من الحرارة ونرى القطب الجنوبي حيث انفجرت صفيحة جلدية ضخمة، لذلك أنا أتفهم إحباطكم، ولقد قبلنا المسئولية في جلاسكو مرة أخرى، في محاولة الحفاظ على ارتفاع درجة حرارة الأرض إلى حوالى 1.5 درجة، وأنا فخور بإخباركم أن 65% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي قد شارك لتحقيق هذا الأمر”.
وأشار إلى أن التحدي الأكبر الذي نواجهه جميعا الآن، هو جعل أنظمتنا الحكومية والقطاع الخاص يتعاونون للتحرك بسرعة كافية، وهذا لم يتم حتى الآن، لذلك آمل أن نتمكن من الاعتماد على الجميع لممارسة الضغط اللازم لمواجهة التغيرات المناخية، مسترسلا: “إن هذا ليس تحولا يجب أن نخاف منه، هذا مهم حقا للاستفادة من الفرص الاقتصادية الهائلة ويمكن خلق الملايين من الوظائف، حيث نبنى أنظمة طاقة جديدة، بينما نبنى مركبات كهربائية بدلا من مركبات محركات الاحتراق الداخلي، بينما نبنى شبكات ذكية في بلدنا، حيث يمكننا أخذ الطاقة الشمسية من جزء من الدولة، وإرسالها إلى جزء آخر من الدولة، أو طاقة الرياح والتي مكن حتى بيعها إلى دول أخرى إذا كان لديك فائض من الطاقة، والحقيقة أن هذا هو أكبر سوق على الإطلاق وهو سوق الطاقة”.
ولفت المبعوث الرئاسى الأمريكى الخاص لشئون المناخ، النظر إلى أهمية الاعتماد على الطاقة النظيفة، قائلا: “هى الطريقة التي نبنى بها أمانا أفضل لجميع دولنا، وسنحتاج إلى استخدام تريليونات الدولارات من الاستثمار لمساعدتنا في إجراء هذا التحول، ويسعدني أن أخبركم أن العديد من المؤسسات المالية الكبرى في العالم تقدمت بالفعل، وقالت إنها مستعدة للقيام بهذه الاستثمارات، وتزويد الحكومة بالأشياء الضرورية للمساعدة في تسهيل توزيع تلك الأموال، من خلال امتلاك اللوائح الجيدة والشفافية والمسائلة والصدق في البيانات، وإذا فعلنا كل هذه الأشياء فيمكننا كسب هذه المعركة، لذلك ستلعب مصر وأفريقيا دورا حاسما للغاية في مساعدتنا على تحقيق هذه الأهداف، ولاسيما فيما يتعلق بالتكيف والتخفيف والتعامل مع غاز الميثان عند إزالة الغابات والتعهدات والالتزامات الهامة الأخرى، فنحن على أهبة الاستعداد أن نكون قادرين على التعامل مع أسوأ ما يمكن توقعه”.