كتب\هشام الفخراني
فى إنجاز علمى جديد تم الكشف مؤخرًا فى الدراسة العلمية التى نشرت اليوم الموافق 28 ديسمبر 2021 فى مجلة فرونتيرز فى الطب للدكتور زاهى حواس عالم المصريات الشهير ووزير الآثار الأسبق والدكتورة سحر سليم أستاذة الأشعة بكلية الطب جامعة القاهرة، عن أسرار مومياء الملك أمنحتب الأول مخبأة تحت اللفائف وقناع الوجه الجنائزى.
واستخدمت دكتورة سحر سليم والدكتور وعالم الآثار زاهى حواس تقنية أشعة متطورة من التصوير المقطعى المحوسب وبرامج الكمبيوتر المتقدمة لفك اللفائف من على مومياء أمنحتب الأول بشكل رقمى آمن ودون الحاجة إلى لمس المومياء، فكشفت الدراسة المصرية لأول مرة عن وجه الفرعون وعمره وحالته الصحية بالإضافة إلى العديد من أسرار تحنيط المومياء واعادة دفنها.
فتم العثورعلى عدة تمائم وصلت عددها لـ 30 تميمة ذات أشكال مختلفة، وبأحجام مختلفة ومصنوعة من مواد مختلفة، كل تميمة لها قيمتها ووظيفتها وفقًا للطقوس الجنائزية المصرية القديمة.
وتقول الدكتورة سحر سليم، فى تصريحات خاصة ، أن التمائم تضمنت Wadjet “عين حورس”، وجعران، وعمود مزدوج، و Wadji “لفافة ورق البردى”، وخرز، وصدفة حلزون، ورأس ثعبان، وib “جعران القلب”، وتمائم أخرى غير محددة الهوية، كان الحد الأقصى لطول التمائم التى عثر عليها فى مومياء أمنحتب الأول يتراوح بين 45 و5 ملم، وصنعت تلك التمائم من الذهب والخزف والحجارة، كما يرتدى الملك المحنط حزامًا فى أسفل ظهره مكون من 34 حبة ذهبية.
كما أنبأت الدراسة عن الحالة الصحية الجيدة للملك فلم تظهر أى امراض او إصابات بالمومياء تنبئ عن سبب الوفاة. وكشفت الدراسة معلومات مثيرة عن طريقة تحنيط الملك امنحتب الأول المميزة حيث اتضح ان وضعية تقاطع الساعدان على جسد مومياء الملوك (التى تسمى الوضعية الآوزيرية) بدأت بمومياء الملك امنحتب الأول. فهذه الوضعية الاوزيرية لم ترى فى من سبق الملك المنحتب الأول الملوك و استمرت بعده فى ملوك المملكة الحديثة.
وأشارت الدكتورة سحر سليم ان الدراسة أثبتت أن المخ لا يزال موجود فى جمجمة الملك امنحتب الأول فلم تتم إزالة المخ فى عملية التحنيط على عكس معظم ملوك المملكة الحديثة مثل توت عنخ امون و رمسيس الثانى و غيرهما حيث تمت إزالة المخ ووضع مواد تحنيط و راتنجات بداخل الجمجمة. كما كشفت صور الأشعة ثلاثية الابعاد الدقيقة فى الدراسة عن وجود 30 تميمة فى داخل المومياء و بين لفائفها ، كذلك عن وجود حزام اسفل ظهر مومياء الملك مكون من 34 خرزة من الذهب .
كما كشفت الدراسة التى قام بها الفريق المصرى الخالص عن التقنية الدقيقة للمصريين القدماء فى صناعة القناع الجنائزى للمومياء ووضع الأحجار الثمينة عليه. وكشفت الدراسة ولأول مرة عن اسرار معالجة كهنة الاسرة 21 للمومياوات الملكية لأعادة دفنهم فى الخبيئتين الملكيتين فى وادى الملوك و الدير البحري.
فأثبتت الدراسة العناية الفائقة التى أولاها كهنة الاسرة 21 فى إعادة دفن مومياء الملك امنحتب الأول والحفاظ على الحلى الذهبية ووضع العديد من التمائم بداخل المومياء مما يعيد الثقة فى حسن نوايا فى مشروع إعادة دفن المومياوات الملكية للحفاظ عليها عكس المزاعم التى أثيرت عن ان الهدف كان لسرقة الحلى و النفائس من مومياوات الملوك القدامى لإعادة استخدامها لملوك الاسرة الـ21.