كتب\هشام الفخراني
رصد موقع “برلماني“، المتخصص في الشأن التشريعى والقانونى، في تقرير له معنونا بـ” كيف يرى المشرع طلاق الغضبان والمدهوش.. وما هو دور المأذون فى التحقق من الواقعة.. وماذا يقال للمطلق للتأكد من النية.. وهل يقع طلاق الهذيان؟”، وذلك في محاولة للوقوف على الإشكاليات التي تواجه الأسرة في واقعنا المعاصر مشكلات وتحديات عديدة أفرزتها التغيرات الاجتماعية والاقتصادية والتحول التكنولوجي الهائل، وتهدد هذه المشكلات الآن مكانة الأسرة التي ظلت راسخة عبر قرون طويلة من الزمان، وقد نتج عن ذلك الآن على نطاق واسع من انحراف وجرائم الكبار والصغار وعزلة المسنين وتشرد المعاقين، وانتشار ما يعرف بالأسرة الفردية التي يمثلها فرد واحد “أرملة، مطلقة، مسن، عاجز”، وقد أدى هذا بالطبع وغيره إلى تغيير النظرة إلى الأسرة من حيث الوظائف التي تمارسها أو من حيث العلاقات بين أفرادها.
وتعاني الأسرة العربية مجموعة من التحديات والظروف الاقتصادية والاجتماعية بدأً من تكوينها بالرغم من الاهتمام الكبير بها من قبل كل الديانات السماوية والأنظمة السياسية والاجتماعية والاقتصادية، ولقد تناول القران الكريم الزواج والأسرة في مجموعة كبيرة من الآيات، كما تناولت السيرة النبوية الأسرة بمجموعة من الأحاديث وحثت على أهمية الزواج وتكوين الأسرة وتربية الأولاد، مما يساعد على استقرارها، والأصل في الزواج عدم الطلاق ويبقى الطلاق تشريعاً استثنائياً وحلاً لحالات خاصة جداً فليس انتقاماً ولا تشفياً ولا إظهاراً للرجولة ولا هروباً من مواجهة المسؤولية.
كيف يرى المشرع طلاق “الغضبان والمدهوش”؟
في التقرير التالي، يلقى “برلماني” الضوء على الدورة التدريبية التي أعدتها وزارة العدل للمأذونين الشرعيين بعنوان: “طلاق الغضبان والمجنون”، والتي من علامات تلك الحالة أن تلك الأقوال والأفعال تتولد عند ثورة الغضب فحسب، وليس لدي صاحبها نية سابقة، ولا موافقة لاحقة، ومن ثم فهي أقوال وتصرفات بغير إرادة كاملة، حيث أن الطلاق تصرف شرعي له شروط كالتالى:”1- يتم بإرادة منفردة، 2-فيجب إذا صدر أن يصدر عن إرادة حرة، 3-وعن اختبار كامل”، ولذلك لم يقع طلاق الصبي لعدم اكتمال إرادته، ولا طلاق المجنون لفساد إرادته.