كتب\هشام الفخراني
بأيادى مصرية خالصة لأكثر من 65 شخص من فريق الترميم والأثريين والعمال فى الأقصر، رصد إنتهاء أعمال الترميمات وإظهار الألوان فى صالة الأعمدة الكبرى بالكرنك، وهو المشروع القومى الذى يتم العمل فيه بتكليف من الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء.
اظهار-النقوش-فى-صالة-الكرنك
ويقوم فريق الترميم والعمال والأثريين بمهمة قومية تتواصل يومياً بأيادى مصرية فى الصالة التاريخية الأهم فى معابد الكرنك، حيث أعلن الدكتور مصطفى وزيرى الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أنه تم الانتهاء من ترميم كافة أعمدة صالة الأعمدة الكبرى بمعابد الكرنك، موضحاً أن أعمال تطوير صالة أعمدة الكرنك حولتها لتحفة فنية بظهور ألوانها برعاية الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء، والدكتور خالد العنانى وزير السياحة والآثار، وذلك كمرحلة أولى فى الترميمات قبل الإنطلاق فى باقى الأعمدة الـ134 خلال الفترة المقبلة.
إظهار-ألوان-ونقوش-صالة-الأعمدة-الكبرى-برعاية-رئيس-الوزراء
وأضاف الدكتور مصطفى وزيرى فى تصريحات ، أن المرممين المصريين كان لديهم هدف لإعادة صالة الأعمدة لرونقها، حيث تم الانتهاء من 12 عمود فى المنتصف، وظهرت الألوان والنقوش والألوان الأحمر والأصفر والأزرق والتى اختفت منذ مئات السنوات، مؤكدا أن المشروع تم بأيادى مصرية خالصة، وأن المشاركين فى أعمال الترميم من الفتيات كانوا يعملون على ارتفاع 20 مترا، قائلاً:- “فى صالة الأعمدة بمعبد الكرنك والتى تضم 134 عمودا، يتم العمل فى 124 عمودا بشكل نبات البردى و12 عمودا بنظام شكل نبات البردى المفتوح، وتم الإنتهاء من العمل فى الصف الشمالى المكون من 5 أعمدة فى واجهة الصالة ويجرى العمل فى الصالة الجنوبية حالياً”.
أعمال-الترميم-فى-صالة-الأعمدة
وأكد الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أن فريق المرممين والعمال بالكرنك كانوا يواصلون العمل من السابعة صباحا وحتى الخامسة مساءاً بدلاً من الواحدة ظهراً من أجل سرعة الانتهاء من المشروع القومى المميز بالكرنك، وتابع أن الفريق المشارك فى أعمال الترميم والتطوير لا يقتصر على أبناء الأقصر بل يشارك شباب من قنا وسوهاج، وغيرها من المدن كفريق عمل واحد ليصبح المكان تحفة معمارية كبيرة.
الألوان-تظهر-فى-أعمدة-صالة-الأعمدة-الكبرى-بالكرنك
وشدد الدكتور مصطفى وزيري، على أن فريق الترميم بوزارة السياحة والآثار، بالتعاون مع عدد من خريجى أقسام الترميم بجامعتى الأقصر وجنوب الوادى ومعهد الترميم بالأقصر قاموا بالعمل فى ترميم الأعمدة فى صالة الأعمدة الكبرى بمعبد الكرنك وإظهار ألوانها الأصلية، وذلك بعد إزالة آثار التلف التى سببتها عوامل التعرية وجارى استكمال أعمال الترميم لباقى الأعمدة تباعاً، حيث أن أعمال الترميم تمت بصالة الأعمدة الكبرى بمعبد الكرنك وشملت ترميم الأعمدة التى على هيئة زهرة البردى المفتوح كمرحلة أولى ثم باقى الأعمدة كمرحلة ثانية، وذلك تمهيدا للافتتاح الوشيك لمشروع تطوير طريق الكباش فى احتفالية كبرى.
الألوان-على-الأعمدة-بعد-ترميمها
فيما صرح سعدى زكى عبد الله مدير منطقة آثار ترميم الكرنك، أنه نجح الفريق المصرى بناءاً على توجيهات رئيس الوزراء فى العمل فى المشروع الأثرى الجديد لترميم 12 عامود فى صالة الأعمدة الكبرى، وذلك ضمن المشروع لتجميل 134 عمود بارتفاع 20 مترا للواحد داخل “صالة الأعمدة الكبرى” فى معابد الكرنك، لإظهار الجمال والألوان البديعة والنقوش والكتابات الهيروغليفية التى نقشت منذ آلاف السنين على جدران الأعمدة، وذلك ضمن المشروعات والتطوير الشامل فى معابد الكرنك ومعبد الأقصر قبيل الاحتفال العالمى لافتتاح طريق الكباش الفرعونى.
الألوان-والنقوش-تظهر-فى-أعمدة-الكرنك
وأضاف سعدى زكى مدير منطقة آثار ترميم الكرنك، ، أنه منذ صدور توجيهات رئيس مجلس الوزراء، تم البدء بعمليات الترميم والتوثيق المختلفة، وشد السقالات وأعمال إزالة المونة الأسمنتية القديمة ثم العمل فى التنظيف الميكانيكى لإظهار الألوان، وعقب ذلك تم العمل فى التنظيف الكيميائى بمواد متعارف عليها، موضحاً أنه توجد بعض الأماكن كانت بها بعض الإنفاصلات وتم حقنها بمواد متعارف عليها دولياً فى الترميمات.
الألوان-والنقوش-فى-أعمدة-الكرنك
ووجه سعدى زكى بمناسبة الإنتهاء من ترميم 12 عمود من صالة الأعمدة الكبري، خالص الشكر والتقدير إلى كل المرممين الذين ساهموا فى ترميم هذه الأعمدة من محافظة سوهاج والأقصر وإسنا، ومرمين ومرممات الأقصر شرقاً وغرباً، والذين بذلوا قصارى جهدهم لإظهار هذا المشروع على الصورة التى أبهرت جميع السائحين من شتى بقاع العالم، وذلك لأن هذا العمل يعتبر وسام على صدور كل المرممين.
الترميمات-تنتهى-فى-المرحلة-الأولى-بصالة-الأعمدة
فيما قالت الدكتورة أميرة فوزى مفتشة آثار فى الكرنك ومشرف على أعمال الترميم فى صالة الأعمدة، أنه تم العمل فى ترميم صالة الأعمدة الكبرى وإظهار ألوانها، عبر إزالة الأتربة ومعالجة آثار عوامل التعرية من على الأعمدة والبالغ عددها 134 عمودًا وإرتفاع كل واحد منها نحو 20 مترًا، بالاضافة إلى ترميم الزخارف والكتابات الهيروغليفية بها و إظهارها بشكل واضح، حيث أن أعمال الترميم شملت أيضا تمثال الملك تحتمس الثانى الموجود بالصرح الثامن بمعبد الكرنك، مضيفةً أن الأعمال تمت بناء على دراسات علمية دقيقة قام بها فريق العمل للوقوف على أنسب طرق الترميم والتى تتناسب مع الحالة الراهنة للأثر، وتتسق مع الأسس العلمية التى أقرتها المواثيق الدولية، فهى أكبر بهو يضم أعمدة فى مختلف أنحاء العالم، حيث أن البهو طوله 52 م وعرضه 103 م وبه 134 عمودا من الحجر الرملي، وهذه الأعمدة مكونة 16 صفا وقد أجمع العلماء على أنه فى البداية لهذا البهو وأعمدته كان الملك امنحتب الثالث، حيث أقام الممريين الرئيسيين ويشملان على 12 عمودا بساق اسطوانية فى أسفلها وتاج على شكل زهرة البردي، وكل عمود يبلغ ارتفاعه 19.5م.
الدكتور-مصطفى-وزيري-مع-فريق-الترميم-بالكرنك
وأضافت الدكتورة أميرة فوزى ، أن صالة الأعمدة الكبرى أو بهو الأعمدة العظيم يعتبر أكبر بهو فى العالم وفى تاريخ البشرية بأكملها، وذلك نظراً لمساحته الكبيرة فى قلب معابد الكرنك أكبر دور عبادة فى التاريخ، موضحاً أنه بعد الملك أمنحتب الثالث وإقامته للممرين الرئيسيين وبهما 12 عمود، أكمل الملك سيتى الأول باقى الأعمدة والبالغ عددها 122 عمود فى 14 صف وفى كل جانب 7 صفوف، وذلك بإجمالى 134 عمود فى صالة الأعمدة، وجاءت أعمدة الملك سيتى الأول أقل طولاً من أعمدة الملك أمنحتب الثالث، حيث أن العمود جاء بطول 15 متر فى عهد سيتى الأول، وجميعها تتخذ شكر براعم البردى وفى البهو سقف على مستويين، وتم عمل شبابيك من الحجر تسمح بتسريب الضوء لتنير البهو بالكامل، وعقب ذلك جاء الملك رمسيس الثانى وقام بنقش اسمه على كافة الأعمدة داخل البهو، وذلك بحسب المؤرخين والآثاريين على مر العصور.
السحر-والجمال-يظهر-على-أعمدة-الكرنك
وأوضحت مفتشة آثار بالكرنك والمشرفة على أعمال الترميم فى صالة الأعمدة، أنه بالنسبة لنقش قاعة الأعمدة فتحتوى صالة الأعمدة على نقش للملك رمسيس الثانى مع آلهة ثالوث مدينة طيبة، وكذلك نقوش لانتصارات الملك سيتى الأول والملك رمسيس الثانى ورسومات لمواكب الجنائزية الملكية فى الحضارة الفرعونية، كما أنه بالنسبة لنقش الجدار الشمالى فتحتوى جدران الأعمدة بالجدار الشمالى على مناظر للملك سيتى الأول يركع تحت الشجرة المقدسة أمام الإله جحوتى ثم نقش للملك اثناء لحظة انتصاره على أعداء مصر الاسيويين، حيث كان الملك سيتى الأول يتخذ من منطقة الجدار الشمالى معبد لأداء الطقوس الدينية كما كان معتقدات قديما عند الفراعنة، وبالنسبة لنقش الجدار الجنوبى فسوف تشاهد نقش للملك رمسيس الثانى يحمل البخور امام مركب الاله امون ومجموعة من الكهنة تلبس قناع صقر ومجموعة اخر برأس أبناء أوى ثم مركب الاله خنسو والاله موت، وسوف تشاهد نقش للملك رمسيس الثانى لحظة انتصاره على السوريين بالإضافة لنقش يحتوى على نصوص باللغة المصرية القديمة يحكى تفاصيل معركة قادش التاريخية، قام الاديب والشاعر المصرى القديم بنتاؤور بكتابة هذه القصائد وحفرها على جدران الاعمدة، كما تشاهد نقوش ملكية بأسماء الملوك على الجدران مثل خراطيش الملك رمسيس الثالث والملك رمسيس الرابع والملك رمسيس السادس والملك حرى حور.