كلف رئيس الجمهورية البنانية العماد ميشال عون رسميًا الزعيم السني اللبناني سعد الحريري، اليوم الخميس ،بتشكيل حكومة جديدة بعد نيله 110 أصوات من أصل 127 في الاستشارات النيابية التي استمرت يومين، وفق بيان لرئاسة الجمهورية.
بري مستعد للتعاون مع الحريري
من جهته، عبر رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، اليوم الخميس، عن استعداده للتعاون في الجهود المبذولة لتشكيل حكومة جديدة كلف الرئيس العماد ميشال عون الزعيم السني سعد الحريري بتشكيلها.
وبري هو رئيس حركة أمل الشيعية وواحد من أكثر الشخصيات نفوذًا على الساحة اللبنانية وعبر في السابق عن معارضته لصفقة نسجها الحريري مع عون وقادت الأخير إلى منصب رئاسة الجمهورية هذا الأسبوع.
وقال بري بعد لقائه عون في القصر الرئاسي “اليوم وبعد أن اجتمعت بكتلة التنمية والتحرير مع قيادة الحركة التي انتمي إليها قررت أن … أقدم طلب وتمني باسمنا جميعا بتسمية سعد الحريري لرئاسة الحكومة.”
وردًا على سؤال حول مشاركته في الحكومة الجديدة قال بري للصحفيين “هذا القرار الذي أخذته كتلة التنمية والتحرير وحركة أمل بالتسمية لو كان ما في نية للتعاون ما كنا سميناه.”
وسيعود الحريري الذي شغل منصب رئيس الوزراء بين عامي 2009 و2011 إلى السرايا الحكومية في إطار صفقة تسوية أدت إلى انتخاب أحد خصومه السياسيين رئيسا يوم الاثنين منهيًا فراغًا في الموقع الأول للبلاد استمر 29 شهرًا.
توتر بين الحريري وحزب الله
ويجري الرئيس ميشال عون الحليف الوثيق لحزب الله منذ يوم الأربعاء استشارات نيابية ملزمة لتسمية مرشح لرئاسة الحكومة وهو المقعد المحجوز للسنة في إطار نظام تقاسم السلطة الطائفي في لبنان. وفي اليوم الأول من الاستشارات حصل الحريري على العدد الكافي من الأصوات التي يحتاجها لكن لم يحصل بعد على أصوات النواب الشيعة لكي يصبح تكليفه ميثاقيا.
وكان الحريري قد قاد تحالفًا لبنانيًا مدعومًا من المملكة العربية السعودية خلال سنوات من الصراع السياسي مع حزب الله وغيره من حلفائه بمن فيهم عون.
وتعتمد إمكانية تشكيل الحريري لحكومته بسرعة على التوصل إلى اتفاق لتوزيع المناصب الوزارية.
ويعتبر الاتفاق على اسم وزير الطاقة واحدًا من أصعب العقد التي ستواجه تشكيل الحكومة. وكانت موارد البلاد من النفط والغاز غير المستغلة قد تم عرقلة التنقيب عنها بسبب المواجهات السياسية.
وقال رئيس كتلة حزب الله البرلمانية محمد رعد بعد لقاء عون في القصر الرئاسي إن الجماعة لم ترشح أي شخص لمنصب رئيس الوزراء ما يعكس استمرار التوتر بين الحريري والجماعة.
وقال مصدر سياسي شيعي بارز إن نواب حركة أمل الشيعية سيدعمون الحريري مما يوفر الدعم الطائفي اللازم. وقال المصدر “إن الدعم الشيعي للحكومة سيأتي من حركة أمل” بزعامة رئيس المجلس النيابي نبيه بري حليف حزب الله.
وكان وزراء حزب الله وحلفاؤه قد أطاحوا بحكومة الحريري الأولى عام 2011 عندما استقالوا من مناصبهم فيما كان مجتمعا في واشنطن مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما.