التنظيم الأكثر إرهابًا يستمر ويتنقل، ويحاول تجميع فلوله، والانتقال إلى
مراكز ونقاط فى غرب أفريقيا، ولا تزال فلوله تواصل عملياتها فى بعض مناطق
العراق وسوريا، أو تتعرض للمطاردة فى جنوب ليبيا.
بالطبع فإن هيكل دولة الخلافة المزعومة انهار فى سوريا والعراق، والتنظيم
نفسه تعرض لضربات فى ليبيا أنهت قدراته السابقة، وبالفعل توقع محللون بعد
إعلان هزيمة داعش، أن يستمر لسنوات أخرى بالقصور الذاتى، وأيضًا باستمرار
عمليات التمويل والدعم من أطراف استخدمته، وما زالت تواصل منحه قبلة الحياة
ليواصل العمل فى نقاط ساخنة، أو يخوض الحرب بالوكالة.
تنظيم مرتزقة، يعمل لخدمة من يدفع، فى العراق كل فترة ينفذ فلول التنظيم
هجمات دفعت الأمن العراقى لإطلاق عملية «أسود الجزيرة»، منتصف يونيو،
لملاحقة بقايا التنظيم غربى العراق، مثل تفجير أبراج كهرباء فى محافظة صلاح
الدين، أو مهاجمة مدنيين فى الطارمية شمالى بغداد.
عملية عسكرية جنوب غرب ليبيا، لملاحقة الإرهابيين وطرد عصابات المرتزقة،
وتشير بعض التقارير إلى أن عصابات التهريب تنتشر فى مناطق الجنوب مع بعض
الميليشيات الأجنبية، بينما تتمركز بقايا تنظيمى «القاعدة» و«داعش» فى
الجنوب، وتشن هجمات، وتلفت التقارير النظر إلى تنسيق بين عصابات التهريب
وداعش والقاعدة، فى محاولة لحماية وجودها، خاصة مع انطلاق عملية سياسية فى
ليبيا أدت إلى بعض الاستقرار والتوحد بين الليبيين على إبعاد المرتزقة.
خاصة فى فزان بالجنوب، لكن الحكومة تطاردها، وقال الصحفى الإيطالى
ماسيميليانو بوكولينى، فى تصريحات صحفية، «إن فزان جنوب ليبيا أصبحت ملاذًا
للمنظمات الإجرامية والإرهابية، وأن إيطاليا تدعم قيام دولة ليبية قوية
لوقف خطر يمثل تهديدًا أمنيًا، ليس لليبيا فقط بل أيضًا لإيطاليا».
المصرية فى أهمية استقرار ليبيا، وإنهاء وجود الميليشيات أو التنظيمات
الإرهابية، ولهذا أكد رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم فى ليبيا، يان كوبيش،
أن هناك تكرار دعوات ملحة لبدء توحيد المؤسسات العسكرية والأمنية فى ليبيا،
من أجل تعزيز أمن الحدود والتصدى لخطر الإرهاب والأنشطة الإجرامية.
ويبدو أن تضييق الخناق على الإرهابيين فى ليبيا بعد سوريا والعراق يدفع
هذه التنظيمات للبحث عن ملاذات آمنة، ومنطلقات للهجوم، وبالفعل حذرت وكالات
استخبارات من تجدد العنف الإرهابى وظهور ما يسمى بدول «الخلافة» فى غرب
أفريقيا، حيث يستغل تنظيما «داعش» و«القاعدة» وميليشيات أخرى انسحاب القوات
الأجنبية لإعادة تنظيم صفوفها، حسبما أفادت صحيفة «التايمز» البريطانية،
وذلك بعدما علقت فرنسا التى كانت القوة الغربية الرئيسية فى المنطقة،
المساعدات العسكرية لمالى بسبب الاضطرابات التى تشهدها ومقتل 55 جنديًا
فرنسيًا من هجمات للتنظيم الذى استولى مع متطرفين على ما يقرب من نصف مالى
عام 2013.
القوى المتطرفة التى تعيد تنظيم صفوفها، للاستفادة من الفوضى المتوقعة،
ومعروف أن داعش فى غرب أفريقيا يستخدم الأطفال كمفجرين انتحاريين، ويستغل
الفقر فى اجتذاب مجندين ينضمون إلى قوات التنظيم.
غرب أفريقيا، وهناك تحركات للتنظيمات المتطرفة والإرهابية فى الكونغو
وأوغندا وغيرها، تلعب دورًا فى الهجمات وتسعى لتوحيد صفوفها لانتزاع مساحات
تعلن فيها دولة خلافة، لكن هزيمة الخليفة المزعوم أبو بكر البغدادى، أدت
إلى تراجع الزخم مع استمرار التنظيمات فى شن هجماتها، خاصة مع امتلاك بعضها
لمصادر تمويل تمكنها من الحصول على السلاح، وتجنيد مرتزقة يواصلون التحرك،
وهو ما يعيد التذكير بلغز تمويل التنظيمات، ومن يقف وراءها رغم تعرضها
لهزائم فى سوريا والعراق، وتحذر تقارير أمنية من خطورة ترك هذه التنظيمات
التى يمكن أن تهدد الأمن فى دول لا ينقصها الخطر.